قوازي الخيانة والعمالة والإرتزاق
عبدالفتاح علي البنوس
شكلت جريمة اغتيال الرئيس الشهيد صالح علي الصماد ومرافقيه فاجعة كبرى على اليمن واليمنيين وعلى أحرار المنطقة العربية المعجبين بشخصية الرئيس الصماد رضوان الله عليه الذي جمع بين الحنكة القيادية والبراعة السياسية ، والروح الإيمانية والثقافة القرآنية، والشجاعة والإقدام في ميادين الجهاد والجد، والإخلاص والتفاني والنزاهة في ميادين العطاء والعمل ، فكان نبأ استشهاده ورفاقه رضوان الله عليهم صادما للجميع ، وكان رحيله المفاجئ طامة كبرى لكل يمني شريف غيور على دينه وأرضه وعرضه.
حالة حزن استثنائية عادت بذاكرة اليمنيين إلى 11أكتوبر من العام 1977م عندما أقدمت السعودية وأدواتها القذرة في الداخل اليمني على اغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم محمد الحمدي رحمة الله تغشاه ، الحزن دخل إلى كل بيت يمني دون استئذان ، فمن كان يحمل أحلامهم وتطلعاتهم وآمالهم في بناء دولتهم المدنية الحديثة سقط شهيدا في عملية غادرة وبتواطؤ قذر من قطيع من الخونة الذين غدروا بالشعب اليمني كاملا ، وفرطوا في رئيسهم الذي قربهم منه ، ووثق فيهم ، وظن فيهم خيرا.
المحكمة الجزائية المتخصصة في محافظة الحديدة وفي جلستها العلنية التي عقدتها الاثنين الماضي نطقت بالحكم في ( القضية رقم (24) لسنة 1440هـ المرفوعة من النيابة الجزائية المتخصصة ونيابة استئناف الجزائية المتخصصة بمحافظة الحديدة رقم (12) لسنة 2019م والمدّعين بالحق الشخصي لورثة الشهيد الرئيس صالح علي الصماد ومرافقيه أمين أحمد حمود سمنان وأمين حسين علي الرشاء وعبدالباري محمد علي مناع وعلي عبدالخالق درهم كثير وصالح يحيى أحمد شريان الهمداني وعبد الكريم عبدالوهاب محمد شرف الدين ) والذي قضى ( بـإدانة 16 متهما في القضية بجرائم القتل والتخابر وقضى على أحد عشر متهما منهم بالإعدام قصاصا وحدا وتعزيرا، بينما قضى على خمسة متهمين بالإعدام حدا وتعزيرا، في مقدمتهم مهفوف السعودية محمد بن سلمان ، ويهودي الإمارات محمد بن زايد ، والدنبوع هادي ، والفار علي محسن الأحمر، والخونة بن دغر، والمقدشي ، وطارق عفاش ، بالإضافة إلى الخائن اللعين المرتزق علي علي القوزي وكيل محافظة الحديدة السابق الذي قام بوضع الشريحة في سيارة الرئيس الشهيد بعد أن أغرته دولارات السعودية التي لم يكن في حاجة لها، لعض اليد التي امتدت له ، وخيانة الرئيس الصماد الذي قدم روحه الطاهرة دفاعا عن الحديدة التي ينتمي إليها القوزي الخائن ، والخونة عبدالملك حميد، ومحمد هيج ، و محمد القوزي ، ومحمد نوح ، وإبراهيم عاقل ، ومحمد المشخري، وعبدالعزيز الأسود ، ومعاذ عباس .
هذا الحكم الذي انتظره الشارع اليمني وإن كان لا يشفي غليل اليمنيين ، ولا يخفف من حجم المصاب الذي خلَّفه رحيل الرئيس الصماد ، إلا أنه يمثل انتصارا للعدالة، ويكشف للشعب اليمني والرأي العام ملابسات جريمة الاغتيال السياسية التي تعرض لها الرئيس الصماد ، وأظهرت حقيقة أولئك المنافقين من ( القوازي ) الذين يتواجدون في أوساطنا ، ويتظاهرون بالوطنية ، ويتصدرون المشهد السياسي، ويحاطون بالرعاية والاهتمام ، ويحظون بالتقدير والاحترام ، وإذا بهم في حقيقة الأمر مجرد خونة أجراء يعملون مع قوى العدوان ، ويقومون بتنفيذ مخططاتهم وأجندتهم من الداخل بواسطة أذرعهم وأدواتهم المأجورة التي تعمل ليلا ونهارا، على رصد التحركات ، ورفع الإحداثيات ، وتقديم المعلومات الاستخباراتية مقابل المال المدنس، رغم كل الخير الذي هم فيه .
بالمختصر المفيد: فضح قوى العدوان العميل القوزي بعد تنفيذه مهمته الإجرامية الغادرة يدق ناقوس الخطر ويدفعنا نحو الاستفادة من هذا الدرس، والحرص على التحلي بالحيطة والحذر من ( القوازي ) المحسوبين على نظام عفاش ، و( القوازي ) المحسوبين على أنصار الله وثورة 21سبتمبر ، فهؤلاء خطرهم كبير، وشرهم مستطير ، والركون إليهم والاعتماد عليهم سذاجة وتفريط ، فهؤلاء أكثر خطورة وأبلغ وأشدد ضررا من الخلايا النائمة التي تعمل لحساب العدوان.
لا نريد إقصاءات ولا استهدافاً تصفية لحسابات ومصالح ضيقة ، المطلوب الحيطة والحذر، وعدم الدعممة واللامبالاة ، يكفينا فاجعة رحيل الرئيس صالح علي الصماد رضوان الله عليه التي ما نزال نتجرع مراراتها والغصص التي خلفتها حتى اليوم، والله الله في ( القوازي) .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .