زراعة التفاح في اليمن.. بيئة خصبة، ومورد اقتصادي كبير
يمانيون – مع دخول موسم الصيف يبداء المزارعون اليمنيون في جني ثمار محاصيلهم النباتية، ومنها محصول شجرة التفاح الذي يعتبر ملك الفاكهة.. لما للتفاح اليمني من مذاق متميز وفريد.
تنتشر زراعة التفاح في عدة محافظات يمنية بنسب متفاوته، وشهد الآونة الاخيرة زيادة في المساحات المزروعة بفاكهة التفاح، ضاعفت كمية الإنتاج رغم ظروف العدوان والحصار الغاشم على بلادنا.
وبحسب آخر إحصائيات وزارة الزراعة والري للعام 2019 فقد بلغت المساحة المزروعة بالتفاح نحو 2.205 هكتار، قدر انتاجها 21.946 طن، بنسبة زيادة عن العام 2015م 4.260 طن.
وأحتلت محافظة صعدة المركز الأول من حيث المساحة المزروعة المقدرة ب 1037هكتار، بلغت كميات إنتاجها نحو 11.638 طن، فيما حازت محافظة مأرب على المركز الثالث حيث بلغت كميات انتاجها 2.278 طن، على مساحة 217 هكتار.
كما حصدت محافظة عمران الترتيب الثالث، بزراعة مساحة 253 هكتار وانتاج 2.007 طن، فيما توزعت بقية المساحة والكمية المنتجة على محافظات ذمار، صنعاء، الجوف، إب والبيضاء وغيرها من المحافطات.
صعدة.. 95% من المنتج
محافظة صعدة، وهي من اكثر المحافظات اليمنية زراعة وانتاجا ًلمحصول التفاح تمتلك بيئة مناسبة مؤهلة لزراعته، إذ يعد من أهم المحاصيل والموارد الاقتصادية في هذة المحافظة، التي تشهد انتاج ما نسبته 95%من المنتج المحلي.
ويزرع في صعده صنفان من التفاح الصنف الاول “عنا” وهو صنف قليل التعرض للبرودة لايتحمل اكثر من 250 ساعة، ما بين 7-0 درجة مئوية طوال موسم الشتاء وبنيتة هشة.
كذلك الصنف الثاني علي شامير وهو صنف قليل التوسع موزون بنيتة قوية يتحمل النقل والتخزين والتعبئة والتغليف وهوكذلك سكري الطعم، وهذا الصنف يعمل على تقليل الخسائر ماقبل وما بعد الحصاد لقوة وصلابة الشجرة.
“الإعلام الزراعي والسمكي” سلط الضوء هذه المرة على زراعة وانتاج فاكهة التفاح والتقى بالأخ مدير عام مكتب الزراعة بمحافظة صعدة المهندس زكريا المتوكل الذي أكد توسع المحافظة في زراعة التفاح خلال العام الماضي 2019م.. منوها بان زيادة سعره في السوق المحلية خلق دافع لدى المزارعين للتوجة نحو زراعته بعد أن تلاشت خلال السنوات الأخيرة بسبب تركيز الإهتمام بزراعة اشجار القات وبيعة في المناطق الحدودية باسعار منافسة، وهو الأمر الشي انعكس سلبا على زراعة التفاح والرمان شهدت انحسارا ًنسبيا ًفي الاعوام السابقة بمحافظة صعدة.
وأضاف مدير مكتب الزراعة بصعدة ان قرار اغلاق الحدود الشمالية مع السعودية ومنع ادخال القات اليها لتفادي جائحة كورونا، كان دافعا لتوجهة بعض المزارعين نحو زراعة اشجار التفاح والرمان .
وأكد المهندس المتوكل أن مكتب الزراعة زرع مؤخرا نحو 7 آلاف شتلة حامض سيتم تطعيمها بصنف علي شامير، حيث سيتم التوسع بادخال هذا الصنف ضمن زراعة التفاح ( أحمر، أصفر، أخضر) كحقل ايضاحي في مزراعة المقاش التابعة لمكتب الزراعة.. مؤكدا بانه سيتم توزيع عدد من هذه الشتلات، امهات للمزراعين خلال الفترة القادمة بإذن الله تعالى.
وكشف عن توجهات المكتب لإنشاء سوق مثالي وبرادات مركزية سعتها اكثر من 1000 طن، وهي ضمن المشاريع المدروسة لدى الجهات المانحة، وسيتم تنفيذها بالشراكة مه الهيئة العامة للزكاة خلال الفترة القريبة القادمة .
واشاد المتوكل بالدور النشط والفاعل للقطاع الخاص في دعم وتنمية زراعة التفاح من خلال قيامة بإنشاء 24 مخزن تبريد بسعة 130الف – 140الف سلة لكل مخزن.
ونوه بأن الصعوبات والعراقيل التي يواجها محصول التفاح تتمثل في عدم تفعيل القرارات النافذة لتشجيع تسويق وإنتاج محصول التفاح، فضلا عن إستيراد التفاح الخارجي.
وشدد مدير مكتب الزراعة بصعدةعلى ضرورة زيادة الرسوم الجمركية على منتج التفاح الخارجي، وتشجيع الانتاج المحلي، وخفض الرسوم الجمركية لمخازن التبريد الوحيدة للمنتجات الزراعية، واللحوم، ومشتقات الألبان”.
(فوائد صحية)
وتعتبر شجرة التفاح من عائلة الأشجار الوردية التي لها قيمة غذائية كبيرة، حيث يشتهر التفاح بفوائدة الصحية العظيمة يقال أن “تفاحة يوميا ً تبعد عنك الطبيب كل يوم “فهو غني بمضادات الأكسدة والفيتامينات B -C المركبة، والمعادن الضرورية ،والألباف الغذائية .
المناخ المناسب
المناطق المعتدلة والباردة من أفضل المناطق لزراعة التفاح،إذ تحتاج شجرة التفاح لمتوسط درجة حرارة تتراوح بين 20.5- 17.7 مئوية .
وتنتج شجرة التفاح خلال 3-2سنوات من عمرها ويصبح انتاجها اقتصادي في السنة الرابعة،والذي يغطي المنتج تكاليف الانتاج ويوفر للمزارع الربح .
الآفات الزراعية
هناك العديد من الآفات الزراعية التي تصيب شجرة التفاح بحسب المهندس علي محرز.. منوها بانها تلك الآفات تتمثل في اللفحة النارية، التدرن التاجي، من القلف، حفار ساق التفاح، اللديدان الكيسية، المن، القطني، حشرات قشرية، العناكب، البياض الدقيقي وجرب التفاح.. وهي آفات تنتشر على مدى العام، نتبجة عدم قيام المزارعين بتطبيق إجراءات وممارسات زراعية وقائية قبل الحصاد فضلا عن عدم تقيد المزارعبن بالتقليم المناسب لأشجار التفاح لكي يجنبها الإصابة بالبياض والبق الدقيقي الناجمة جراء الرطوبة الزائدة خاصة خلال موسم هطول الامطار.
منع الاستيراد
وبهدف حماية وتشجيع المنتج الوطني الزراعي من المحاصيل النقدية كانت حكومة الانقاذ الوطني قد اصدرت قرار بمنع استيراد التفاح، ما اسهم في الحفاظ على تجنيب المزارع اليمني الخسارة الناجمة عن المنافسة غير المتكافأة مع المنتج الخارجي.