العدوان على محافظة حجة..أضرار وتداعيات كارثية
تقرير/ جميل القشم
تسببت الغارات الإجرامية والقصف الممنهج لطيران تحالف العدوان السعودي الأمريكي على محافظة حجة خلال الخمس السنوات الماضية في استشهاد وإصابة أكثر من ثلاثة آلاف و987 مواطناً وتدمير ألفين و107 منشآت وآليات ومعدات .
وتمثل محافظة حجة هدفاً للعدوان الذي يستمر في سياسته الهمجية وأعماله الإجرامية باستهداف الأرض وكل من عليها ما يكشف عن حقده وإفلاسه الإنساني والأخلاقي .
وجراء القصف المتواصل لقوى العدوان على المحافظة اضطر أكثر من مائتي ألف مواطن من سكان المناطق الحدودية في مديريات حرض وميدي إلى ترك منازلهم والفرار من جحيم القصف الذي طال مناطقهم صوب مديريات أخرى، ويعانون ظروفاً معيشية صعبة في مخيمات النزوح بمديريتي عبس وأسلم جراء النقص الحاد في المواد الغذائية و الإيوائية . .
ورصدت تقارير مشتركة لمكاتب الإحصاء والإعلام وحقوق الإنسان بالمحافظة تلقت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) نسخ منها، جرائم بشعة جراء الغارات، وأضرار كبيرة طالت الأعيان المدنية والبنى التحتية والمنشآت الاجتماعية والخدمية والاقتصادية، فضلاً عن التداعيات الإنسانية والاقتصادية وتزايد أعداد النازحين.
ضحايا الغارات وارتكاب المجازر :
منذ بدء العدوان في العام 2015 م تعرضت محافظة حجة لقصف هستيري متواصل وخصوصاً المناطق الحدودية، حيث سقط جراء الغارات أكثر من ألف و604 شهداء وألفين و383 جريحاً حتى نهاية العام المنصرم بحسب تقارير الجهات المعنية.
وأوضحت التقارير أنه استشهد بغارات الطيران 373 طفلاً وألف و26 رجلاً و205 نساء ، كما أصيب 490 طفلاً وألف و547 رجلاً و346 امرأة.
وأشارت إلى أن طيران العدوان ارتكب 15 مجزرة مروعة في مختلف مديريات المحافظة خلال الفترة نفسها أدت إلى سقوط 603 شهداء أغلبهم في مديريات حرض ،مستبأ ،عبس وكشر.
وبحسب التقارير استشهد 51 شخصاً في مجزرة مخيمات المزرق و31 في مجزرة مطعم ضيافكو و25 بمجزرة بني الزليع و89 بمجزرة سوق مثلث عاهم و37 بمجزرة الحجاورة و120 بمجزرة سوق مستبأ و42 بمجزرة سجن عبس و27 بمجزرة مستشفى عبس .
كما استشهد 32 شخصاً بمجزرة مصنع الشام للمياه و36 بمجزرة ظهر أبو طير و20 بمجزرة هران و35 بمجزرة عرس منطقة الرأفة و22 بمجزرة محطة الورفي و23 بمجزرة طلان في كشر وتسعة نازحين من أسرة واحدة بمجزرة أسرة حياش في مستبأ عقب صلاة عيد الأضحى.
تدمير المنشآت والبنية التحتية
استهدف تحالف العدوان 426 منشأة ومرفقاً مدنياً حكومياً و586 منشأة اجتماعية وخدمية وألف و95 منشأة ومعدات اقتصادية أغلبها تضررت بشكل كلي ما أدى إلى حرمان آلاف المواطنين بالمحافظة من خدمات الصحة والمياه والنقل والغذاء وصعوبة الحصول على المتطلبات المعيشية .
كما استهدف طيران التحالف 190 طريقاً وجسراً و112 منشأة حكومية و82 خزاناً وشبكة مياه و17 محطة ومولد كهرباء، ودمر مطار وميناء ميدي في المنطقة الساحلية بالمحافظة.
وتسببت الغارات أيضاً في تدمير 405 حقول زراعية و48 مرفقاً صحياً و46 منشأة سياحية و45 مدرسة ومعهداً و32 مسجداً و18 موقعاً أثرياً وسبع منشآت رياضية ومنشأتين اعلاميتين بالإضافة إلى استهداف وتدمير إحدى الجزر في ميدي.
وبينت التقارير أن الخسائر والأضرار الاقتصادية الناتجة عن العدوان شملت تدمير 596 منشأة تجارية و211 سيارة و54 مزرعة دجاج ومواشٍ و46 شاحنة غذائية و41 محطة وقود و41 سوقاً و32 مخزناً للأغذية و32 مصنعا و30 ناقلة وقود وستة قوارب صيد وست معدات زراعية.
أوضاع مأساوية:
تعيش آلاف الأسر بالمحافظة أوضاعاً مأساوية جراء ما ألحقه العدوان من أضرار و تدمير في منازلها وانقطاع مصدر رزقها، وتشرد سكان قرى بأكملها في مديريتي حرض وميدي بسبب القصف العشوائي المكثف وتدمير الممتلكات والمشاريع الخدمية والصحية.
و تشير التقارير إلى نزوح أكثر من 79 ألفاً و245 أسرة وتضرر 136 ألفاً و678 أسرة مستضيفة ، وكذلك إلى حاجة أكثر من 215 ألفاً و923 أسرة للغذاء.. لافتة إلى معاناة مليون و325 ألفاً و608 أفراد جراء قصف العدوان وما خلفه من أضرار وتداعيات كارثية انعكست على الأوضاع المعيشية.
كما تفاقمت معاناة أكثر من 250 صياداً في مديرية ميدي بعد أن أضحوا مع قواربهم ومراكز صيدهم ضحايا طيران العدوان وأصبحوا يواجهون خيارات مستحيلة ما بين الفقر الشديد والموت.
تداعيات العدوان :
يفرض استمرار العدوان والقصف الذي تتعرض له محافظة حجة أضراراً مادية بالغة على مختلف قطاعات التنمية والاستثمار والزراعة والسياحة والأشغال وتجمد المشاريع الخدمية وانحسار عائدات وموارد السلطة المحلية والمكاتب الإيرادية.
وأكد محافظ المحافظة هلال الصوفي تراجع عائدات موارد السلطة المحلية وتجمد وتعثر مئات المشاريع الخدمية والتنموية وتوقف إيرادات البرنامج الاستثماري جراء امعان التحالف في عدوانه وحصاره.. مشيراً إلى المعالجات التي تتخذها السلطة المحلية لمواجهة الأزمة الاقتصادية وتنفيذ مشاريع مجتمعية ومبادرات زراعية لتجاوز التحديات.
وشدد على أن محافظة حجة عصية على الانكسار مهما كُثفت عليها الغارات الوحشية.. مؤكداً صمود وثبات أبناء المحافظة وتصديهم لمخططات العدوان وإفشال رهاناته وتفويت الفرصة على العدو وأدواته في تفكيك النسيج المجتمعي والتلاحم الشعبي.
ولفت الصوفي إلى أن جرائم الإبادة الجماعية لن تخضع أبناء المحافظة ولن تثنيهم عن صمودهم وتعزيز الالتفاف ومواصلة جهود التحشيد ورفد الجبهات للدفاع عن سيادة الوطن ودعم خيارات النصر .
فيما أوضح مدير عام مكتب الزراعة والري بالمحافظة المهندس يحيى القدمي أن القطاع الزراعي تكبد خسائر مباشرة وغير مباشرة تقدر بأكثر من 210 مليارات ريال خلال الخمس السنوات، من ضمنها توقف عائدات بعض المحاصيل الزراعية وتضرر آلاف الهكتارات ومئات المزارع والمعدات جراء القصف المباشر.
من جانبه أكد مدير عام مكتب السياحة فهد القدمي أن القطاع السياحي في حجة تكبد خسائر غير مباشرة خلال السنوات الخمس بقيمة سبعة مليارات ريال، حيث أغلقت العديد من المنشآت السياحية وتوقفت خدمات الفنادق والمتنزهات والمطاعم ووكالات السفر جراء استمرار العدوان والحصار.
مدير عام فرع الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية أحمد الضلعي أشار إلى أن المبالغ التقديرية لإعادة ما دمره العدوان لا تساوي شيئاً مقارنة بالقيمة الحضارية والتاريخية للمواقع التي تم استهدافها.
وأكد أن محاولات العدوان تدمير وطمس المعالم والآثار والحضارة اليمنية جريمة بحق الشعب اليمني وتاريخه الإنساني.. معتبراً أن الصمت الدولي شجع العدوان على التمادي في جرائم استهداف آثار وحضارة اليمن.
بدوره أشار مدير الآثار والمتاحف حمود غيلان إلى الأضرار بالمواقع الأثرية جراء قصف العدوان وتهدم وتهالك عشرات المواقع والمنشآت التاريخية خلال مواسم الأمطار نتيجة عدم ترميم الأضرار التي لحقت بها جراء قصف الطيران .
ونوه إلى ما تزخر به محافظة حجة من مواقع أثرية ومدن تأريخية عريقة ومناخ ساحر ومناظر فريدة كانت تشكل عامل جذب للسياحة الداخلية والخارجية ومورداً اقتصادياً مهماً.
وأكد أن التداعيات الاقتصادية التي فرضها العدوان والحصار تسببت في انحسار السياحة الداخلية وتراجع إقبال الزائرين على المناطق السياحية.. مطالباً المنظمات الدولية بالتدخل لإعادة تأهيل وترميم الأضرار التي طالت المواقع التأريخية والأثرية واتخاذ موقف جاد إزاء التدمير الممنهج للمدن والمنشآت الأثرية باعتبارها تراثاً إنسانياً عالمياً.