الشعــار وأهميته من منطلقــات قرآنيــــة
يمانيون – كتابات
تطل علينا هــذه الأيام ذكــرى عزيــزة على قلوبنا تذكرنا بسفينة نـوح عليه الســلام التي مــن ركبهــا نجــى ومـن تخلف عنها هلك وهــوى الا وهــي ذكــرى الصرخـــة المبـاركــة…فـإن مايحـدث اليــوم على مستــوى المعمــورة يثبت بمـا لايــدع مجالاً للشك اهميــة ما طرحــه اعــــلام الهــدى ســلام الله عليهـم مـن مفاهيـــم حــول اهميـــة الشعــار وضـــروره الصرخـــة في وجــه المستكبــرين وانه لـدليــل واضــح على سلامــة بصيرتهــم ونظــرتهــم الثاقبــة للأحـــداث. فمــن يلاحـــظ اليــوم في ظـل هذه الجائحـــة (جائحة كورونا) وقانا الله واياكم منهـا يــرى بأم عينــه الهيمنــه والبلطجــة الامريكيــة وسياسـة الإستحــواذ والتخلـى عــن كل القيــم والمبــادئ الإنسانيـــة التي طالمــا تغنت بهــا هــذه الدولــه.
فـفي هـــذه الذكـرى نتــذاكر واياكــم بعـض المفاهيـــم والعنـــاوين المهمـــه حول اهميــة الشعــار وربــط ذلك بالأحــداث مــن خــلال جوانب عــده اهمها الجانب الدينــي ولاحقــاً نتكلــم عــن الجــوانب الاخـــرى إن شاء الله..
.في هذه المــرحلــة الحرجــه تكمـــن اهميــةانطــلاقة الشعار وضرورة وجــود الصرخة بكل ماتتضمنــه من مفاهيــم دينية والتي تلخــص في الاتــي/
اولا: ضــرورة تحصين الأمــــة بالعــوده الى هـــدى الله بعـــد الانحــرافات والانتكاسات التي مرت بهــا والتي كان نتاجها حالـة الــذل والضعـــف والهــــوان التي اصابت الامه في خاصرتهــا وجعلتهــا تعيـش واقـع مأساوي مــر ادى بها لان تكون اضعـف واهــون الامـم بل واذل حتى ممــن وُصِفــوا في سورة آل عمرات في قوله تعالــى
” ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ..” . فهـــؤلاء هــم اليهــود الـذين وصغهم الله بهــذا الوصف فكيف ونحن نـرى اليوم ان مايسمى بـدولة اسرائيــل اصبحت هي المهيمنــه والأقــوى في المنطقة واصبحنا نحن العرب المساكين والأذلاء، فما الــذي حـــدث بالضبــط وكيف انقلبت الأمــور وما الخطــأ الكبير الذي ارتكبته هذه الأمــه ليكون هـــذا حالهــا ومـآلهــا والـذل والهــوان ابــرز سماتهـــا…..إنه وبـــلا ادنى شــك الإنحـــراف عـــن هــدى الله والتولى لاعـدائــــة….
ثانياً: الشعـــار وتجسيــدة على ارض الواقــع اصبـــح ضــروره حتمية بل وضروره دينيــه عمــلاً بمبـــدأ الولاء والبـــراء ، الــولاء لله والبــراء من اعـــدائـه وكما هــو واضح في قوله تعال. (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ }. فهذه هي الولاية والتي تعنى اتباع هــدى لله ورســوله وآل بيته الاطهــار وأعـــلام الهــدى فكيف هــى إذن البــراءة من اعــداء الله ومــن هــم الأعــداء الذيـن وجب علينا ان نتبــرأ منهـــم، انهــم وكما وضحتها اول اية من سوره التوبه اليهــود والنصارى ” بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ “. فما هي هــذه البــراءة وممـن نتبـرأ ولما هــذا التشديــد لدرجــة ان الله بذاتــه تبــرأ منهــم وكيـف تكـون صورها اليــوم. اذن المسألة ليست مجرد كلمــه نقولهــا وانتهى كل شئ، فالبــراءة مــن اعــداء الله في زمننا هذا تكمــن في مــن اشــرك بالله وسعـى في الأرض فســاداً مــن دول الاستكبار العالمــي المتمثلة باثأمــريكا وإســـرائيل ومــن ناصرهم من دول الغــرب والمنافقيــن. ولطالمــا حــذر اعـــلام الهــدى مــن ان هناك امــرر جلل يحـاك لامــة الإســــلام مــن قِبـل اليهـود والنصــارى الذي امــرنا الله بمعاداتهـــم والصــرخة في وجبههــم. فالصرخة اليوم تمثل صورة جلية واصحة واعظــم تتجسيــد عملـي لمبــدأ الـولاء لله و البــراء من اعـدائه لما لها من تأثير كبيــر على اعداء الله حيث انها لاترعبهـــم فحسب بـل تهــدم عــروشهـم وتـزلـزل الارض مــن تحت اقدامهـــم واقدام كل المستكبــريــن…
لكن ومـــع الاسف نرى اليوم من بعــض سفهــاء ومنافقــي هــذه الأمــه مــن يســـارع الى التقـرب مــن اعداء الله والتـودد لهــم ومهادنتهــم. فـهـــؤلاء المنافقيـن هــم مـــن وصفهــم الله تعالى بقوله (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ ). حيث ذكر الشهيـد القائد رضوان الله عليه عن اثــر هذه الصرخة على المنافقين بقوله ” فحتى تعرفون أنتم ، وتسمعون أنتم أثر صرختكم ستسمعون المنافقين هنا وهناك عندما تغضبهم هذه الصرخة ، يتساءلون لماذا؟ أو ينطلقون ليخوفوكم من أن ترددوها” . وهـــذا مانــراه اليوم من بعض من يسمــون انفسهم مسلميــن ســواء على مستوى رؤساء او ملــوك او قيــادات ونخب مثقفــة يسارعون الى التقرب من اليهـــود والنصــارى ومــوالاتهـــم جهــاراً نهــاراً بلا رادع يردعهــم او قيم وتعاليــم دينيــة تكبــح نــزواتهــم الشيطانيــة متناسين بذلك التعاليــم الربانيــه وغيــر آبهيــن بالآيات القرآنيــة، فهــؤلاء ظلموا انفسهم اولاً قبـل ظلمهم لشعوبهــم وإن الإســلام منهــم بــراء إذ قال الله فيهــم. وشدد بقوله ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين “…
…………… للحديـــث بقيـــــــة……………
وفي الاخيــر نسأل مــن الله الهــدايــة للجميــع ولله عاقبــة الأمـــور يـوم لاينفـــع مـال ولابنــون إلا مـن اتى الله بقلب سليم…..والله من وراء القصـد
أ. د. فــؤاد عبدالرحمـــن حســـان
نائب رئيس جامعــــة إب للـدراسات العليـا والبحث العلمـي