كُن طبيعيًا
#د_أسماء_الشهاري
من الطبيعي أن تشعر بالغضب يجتاح جوانب نفسك وأنت تشاهد جيش الاحتلال الإسرائيلي يقتل شابا من ذوي الاحتياجات الخاصة عند باب الأسباط في القدس المحتلة بدمٍ بارد قبل يومين، وغيرها العشرات من الإنتهاكات اليومية لإخوتنا في فلسطين والتي يندى لها جبين الإنسانية ؛
ولكن من غير الطبيعي في الوقت ذاته أن لا تحمل أي مشاعر من الاستياء والغضب والإدانة لمن يهرولون في التطبيع العلني مع الكيان الصهيوني الغاصب والذين يُعدون مشاركين معه في كل جريمة وقطرة دم تسفك.
أما الأشدّ فظاعة هو ألا يتملكك شيء من الشعور واتخاذ المواقف تجاه شيء من ذلك.!
كما من الطبيعي أن تحمل في نفسك كماً هائلاً من الشعور بالاستياء والسخط ضد فيروس الإجرام الأكبر وراعي الإرهاب والعنصرية الأول في العالم – أمريكا- وأنت تشاهد إجرامها بحق أبناء شعبها قبل البشرية بأسرها ومنذ بداية نشأتها؛
لكن من غير الطبيعي ألا يتملكك شيء من الشعور بالاستياء والسخط وطائراتها تصول وتجول في سماء وطنك منذ أكثر من خمس سنوات وتقتل أبناء شعبك شمالاً وجنوباً وتدمر بلدك طولاً وعرضاً.
أما الأدهى والأمرّ من ذلك أن تخرج مصفقا ومباركا ومؤيدا ومشاركا لكل ذلك.!
ليس من الطبيعي ولكن لِنقُل أنه حصل وإن أخطأت في أمور أو تغافلت عن أمور أخرى، فمن الطبيعي أن تُراجع نفسك وأن تُعيد حساباتك وتصحح أي خطأ بدر منك وتكون في شعورك واتجاهاتك ومواقفك بالشكل الذي يرضي ربك وضميرك ودينك و وطنك وأمتك.
لكن من غير الطبيعي أن تظل في تيهك وعماك وضلالاتك “صمٌ بكمٌ عُمي..” أو “كالأنعام بل هم أضل..”
والأشد سوءا أن تزدري أو تهاجم كل صوت حق أو موقف حق من أبناء أمتك وتكون ممن يصدون عن السبيل ويثبطون عن الحق.
وبين الطبيعي واللا طبيعي الكثير من الأمور
التي يعيها كل ذي قلبٍ سليم.. فسلامٌ على كل ذي قلبٍ سليم.