نقاط من المحاضرة الرمضانية العشرون للسيد عبدالملك الحوثي
أهم النقاط :-
1- على الرغم من أن كل ليالي رمضان ليالي مباركة وكل ليلة لها فضلها إلا أن العشر الآواخر لها ميزة زائدة عما سبقها من ليالي الشهر المبارك وهو ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه كان إذا حلت العشر الأواخر شمر وشد مأزره وتفرغ للعبادة فيها وللاهتمام بالعشر الأواخر
2- الله سبحانه وتعالى تحدث عن ليلة القدر في سورة الدخان وهي الليلة التي أنزل فيها القرآن ولعظمة القرآن أنزله الله في ليلة عظيمة وهي الليلة التي يكون فيها تقدير الله لأمور عباده فيها للسنة التالية وتقدير الله فيها يكون على حسب أحوال الناس واتجاهاتهم وما يعلمه الله بعلمه وتقديره عن ما تكنه نفوس عباده
3- من أهم ما يجب التركيز عليه في العشر الأواخر هو التماس ليلة القدر والتوجه الجاد فيها لطاعة الله والحرص والعزم على نيل الفوز بقيام ليلة القدر فعند الله كل الخير وهو لا يريد لنا إلا الخير ومشكلتنا هي في تقصيرنا الكبير ومن أهم الأمور التي يجب أن يحرص المومنون عليها إصلاح النيات فالله يعلم عنهم في تقديراته لأن ذلك يحسن العاقبة
4- القربة إلى الله بالعمل الصالح في ليلة القدر لأن الأجر في هذه الليلة مضاعف باضعاف كبيرة جدا جدا قال تعالى ( ليلة القدر خير من ألف شهر ) بمعنى أن عبادة هذه الليلة أفضل واعظم خيرا من عبادة الله لمدة الف شهر فمنزلتها وفضلها يفوق عمل أكثر من ألف شهر أكثر من عمر كامل فالألف شهر هي أكثر من ثمانين عاما ومن الخسارة العظيمة أن تفوت هذه الليلة دون أن نحظى بعبادة الله فيها وهي ليلة تتنزل فيها الملائكة بكل أمر من أمور العباد ويقدر الله سبحانه وتعالى كل امور خلقه للسنة التالرة وهي ليلة سلام وهو ما بينه الله في سورة الدخان بأنها ليلة (يفرق فيها كل أمر حكيم) فكل الأمور التي يقدرها الله سبحانه وتعالى في هذه الليلة يقدرها بحكمة وكل أمر منها حكيم وهي ليلة للااتجاء إلى الله تعالى والتمسك بالقرآن والاهتداء بنوره ومن أهم ما يجب التركيز عليه في هذه الليلة هو الدعاء بطلب المغفرة لأن المغفرة هي أحوج ما ينقصنا واعظم وأهم ما نحتاج إليه بسبب أخطاءنا وتقصيرنا وتفريطنا فالدعاء فيها من أهم الأمور التي يجب أن يكون في هذه الليلة بالمغفرة بالنجاة والعتق من النار بالتوفيق بالعافية بالعون والتأييدلمواجهةالباطل .. إلخ
5- التركيز على الأدعية القرآنية التي علمنا الله اياها في كتابه العزيز لأنها أدعية تامة وشاملة وما يهم أيضا التركيز على صلة الأرحام إلى غير ذلك من أعمال البر
6- الموضوع الثاني هو ليلة الواحد والعشرون ففي هذه الليلة رحل الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام شهيدا إلى ربه في ليلة القدر ورحيلة يمثل أكبر نكبة حلت على اﻷمة بعد نكبة رحيل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولذلك كان لإستشهاده عليه السلام آثار كارثية بعد رحيل الإمام علي عليه السلام انتشر الضلال وتفشي الظلم والجهل والاختلاف والشتات في واقع الأمة.
7- الامام علي عليه السلام جسد الشخصية الإيمانية العظيمة بكل صفاته فكان إيمانا واقعيا يمشي على الأرض، وإذا كان للأمة الكثير من الشخصيات كرموز للإيمان فإن الكثير من تلك الشخصيات لا ترقى إلى النموذج الأمثل الذي يحتذى به ويقتدى به إلا شخصية الإمام علي عليه السلام الذي اكتملت واكتمل الإيمان فيها فكان وما زال هو النموذج الأمثل للأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
8- يمثل الامام علي عليه السلام حلقة الوصل والامتداد الحقيقي لرسول الله وكان هو أهم معلم من معالم الحق ولذلك فقد ركز الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم على توضيح هذا المعلم العظيم للأمة في مواقف كثيرة ومن امثلة ذلك قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم (علي مع القرآن والقرآن مع علي ) ومعنى ذلك أنه حدد المعلم الفصل للأمة في حال اختلافها في القرآن فقول علي هو القول الفصل والقول الحق والقول الراجح على كل ما سواه وكذلك قوله
(علي مع الحق والحق مع علي) كذلك حينما تختلف الأمة وتنقسم وتتشتت في الحق فإن الحق يكون مع علي ومع من يوالي علي ويقتدى بعلي ويسير على نهج علي. وكذلك قوله صلوات الله وسلامه عليه
(علي لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق) فبعلي يعرف المؤمن ويعرف المنافق لأن المنافق لا يمكن أن يحب علي بل يكره علي ويبغض علي وكذلك قوله صلوات الله عليه وسلامه
( من كنت مولاه فهذا علي مولاه)
فمولاة الإمام علي عليه السلام شرط كمال الإيمان لأن من لا يوالي علي فهو لا يوالي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومن لا يوالي رسول الله فهو بالتأكيد لا يوالي الله وهذا الحديث الشريف يؤكد أن ولاية الإمام علي عليه السلام هي الامتداد الطبيعي لولاية الله ورسوله ولا يمكن أن تكون هناك ولاية لله ولرسوله بدون ولاية علي.