“هارتس”: هدف السعودية باليمن “دولة يتم التحكم بها عن بُعد”.. بعد 5 سنوات فشلت في إخضاع الحوثيين
يمانيون – ترجمة وتحرير: المساء برس
قالت صحيفة هارتس الإسرائيلية إن السعودية سعت في حربها باليمن إلى تشكيل دولة يمنية تتمكن من السيطرة عليها عن بعد، وأن إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات الإدارة الذاتية للجنوب، يعد إلغاءً فعلياً لاتفاق الرياض الموقع بين الانتقالي و”الشرعية” برعاية سعودية.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، ترجمه “المساء برس” إن السعودية تفقد سيطرتها السياسية على التطورات الأخيرة في اليمن، مشيرة في التقرير المعنون بـ”بينما يعلن الانفصاليون اليمنيون الحكم الذاتي تتطلع المملكة العربية السعودية إلى استراتيجية خروج” إلى أن اليمن تنزلق بعيداً عن قبضة الرياض.
وأضاف التقرير إن الولايات المتحدة أدركت أن الجهود المبذولة للحد من “النفوذ الإيراني” حسب زعمها – تنحسر.
وفيما يبدو فإن إسرائيل تروج لفكرة انفصال جنوب اليمن، حيث أورد التقرير أن “التطلعات الانفصالية لـ 26 دائرة ممثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي ليست جديدة. منذ توحيد اليمن في عام 1990 ، تحت قيادة علي عبد الله صالح ، تم استبعاد الجنوب من مراكز الحكومة ، من الجيش ومن تمويل الدولة ، على الرغم من أن معظم حقول النفط في البلاد تقع في جنوب البلاد”.
وأضاف التقرير إن الجنوبيين لم يتحقق لهم ما طلبوه حين انضموا للقتال مع التحالف السعودي ضد الحوثيين منذ 2015، وأوردت الصحيفة الإسرائيلية إن “القبائل الجنوبية وافقت على الانضمام للحملة ضد الحوثيين، لكنهم طالبوا بمكافآت سياسية وموازنة في المقابل، لكن ذلك لم يتحقق بالفعل”.
هدف السعودية.. دولة يتم التحكم بها عن بُعد
وأقرت صحيفة “هارتس” الإسرائيلية إن “السعودية في حين سعت لتشكيل دولة يمنية موحدة تتمكن من السيطرة عليها من بعيد، ذهبت الإمارات لدعم الانفصاليين بهدف تعزيز حكمهم في جنوب اليمن ومضيق باب المندب الاستراتيجي”، وأضافت الصحيفة إن الإمارات بعد ذلك تعرضت لقصف صاروخي من الحوثيين، وإنها وخوفاً من أن تصبح مثل المملكة هدفاً مستمراً لصواريخ الحوثيين فقد قامت بإعادة النظر في سياستها باليمن واتجهت نحو تشديد علاقاتها مع طهران وسحب معظم قواتها من اليمن.
ضعف عسكري للرياض وفشل في إخضاع الحوثيين
وأكدت الصحيفة إن السعوديين وجدوا أنفسهم بمفردهم تقريباً في الحرب باليمن، وأنهم اتجهوا للبحث عن مخرج من الأعمال العدائية التي لا تنتهي ضدهم، وأشار تقرير الصحيفة إن الرياض ظهر ضعفها العسكري من جديد على الرغم من أنهم كانوا مجهزين بأسلحة وذخائر أمريكية الصنع، وأضافت الصحيفة “بعد حوالي خمس سنوات من القتال كان من الواضح أن قوات التحالف كانت غير قادرة على إخضاع الحوثيين، على الرغم من أن الرياض كانت تأمل في الأصل في القضاء عليهم في غضون أسابيع قليلة، ونتيجة لذلك، وجدت السعودية والرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسيهما في مواجهة مع الكونجرس الأمريكي الذي حمل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مسؤولية قتل آلاف المدنيين اليمنيين”.
هادي اعتقل بالقصر الرئاسي بعدن في 2017
تقول الصحيفة في تقريرها إن الصدع العميق بين الانتقالي الجنوبي وحكومة هادي تحول من صدام سياسي إلى صدام عسكري وأن “الأمر أصبح أكثر سخونة عندما قرر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الذي يعيش في السعودية ويبتعد عن وطنه، إقالة زعيم المليشيات الجنوبية عيدروس الزبيدي من منصبه كمحافظ لعدن”، وأضافت الصحيفة “في عام 2016، أعلن الزبيدي، الذي يعيش في دبي الآن، عن نيته إنشاء هيئة سياسية مستقلة وقطع علاقته بالحكومة اليمنية المركزية. وفي أبريل 2017، بعد تنفيذ الخطوة، سيطر على القصر الرئاسي واعتقل الرئيس، الذي لم يُفرج عنه إلا بعد تدخل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة”.
“اتفاق الرياض” طريق هروب السعودية من المستنقع اليمني
وأورد التقرير إنه “في نوفمبر الماضي، رعت الرياض اتفاقية لوقف إطلاق النار بين القوات الحكومية والمجلس الانفصالي. وبموجب الاتفاقية ، سيتم تشكيل حكومة مشتركة وعد فيها الانفصاليون الجنوبيون بالمساواة من حيث عدد الوزراء وميزانية الدولة. في ذلك الوقت ، بدا أن الاتفاق يرسم خارطة طريق قبلها الجانبان يمكن أن تؤدي إلى وقف طويل الأمد للأعمال القتالية والأفق السياسي. قبل كل شيء ، كان يعتقد أن الاتفاقية يمكن أن تزود المملكة العربية السعودية بطريق هروب من المستنقع اليمني”.
واعتبرت الصحيفة إن التطورات الأخيرة في الجنوب تشير إلى أن العملية السياسية التي تشارك فيها الأمم المتحدة وصلت إلى طريق مسدود، وأضافت الصحيفة “بعد تفكك ما اعتبر اتفاقًا سخيًا – اتفاق الرياض -، لم يعد لدى السعودية الكثير من الذخيرة في ترسانتها لتقديمه للانفصاليين، مقابل الانضمام إلى الحكومة المعترف بها، علاوة على ذلك، توقفت الإمارات عن دفع رواتب المقاتلين في الجنوب، وهي تنأى بنفسها عن الساحة اليمنية”، مشيرة إلى أنه وفي مقابل ذلك فإن الحوثيين ينظرون إلى إعلان الانتقالي الحكم الذاتي للجنوب على أنه فرصة.
خياران أمام صنعاء بعد انقسام الرياض وأبو ظبي
واختتمت الصحيفة الإسرائيلية تقريرها بالقول إنه وبدون احتمال صدور قرار عسكري، ومع تزايد انقسام الرياض وأبو ظبي، فإن أمام الحوثيين خيارين: توسيع هجماتهم العسكرية إلى جنوب اليمن من أجل الاستيلاء على عدن والمناطق النفطية، أو التوصل إلى اتفاق بشأن وقف النار والتعاون مع خصومهم “وهي خطوة بدأت الرياض تروج لها مؤخراً تحت الضغط الأمريكي”، لافتة إلى قرار التحالف بوقف إطلاق النار في اليمن المعلن في 8 أبريل الماضي “ومع ذلك، أظهر الحوثيون القليل من الحماس، مطالبين بالمزيد والمزيد من التنازلات من الرياض مقابل توقيع وقف إطلاق نار جديد، وفي هذه الأثناء، لا يزال القتال على الأرض مستمراً”.