قانون العقوبات اليمني في مواجهة الخونة
يمانيون../ تقرير – عبد الباسط الشرفي
القانون اليمني لم يتهاون أمام الخونة والعملاء، ولم يترك لهم أي مجال، فكانت نصوصه واضحة ومواده صارمة، بحق من يريد المساس بأمن الدولة وسيادتها، ووحدة الأرض وكرامتها، ففي الباب الأول من قانون “الجرائم والعقوبات ركز على “الجرائم المتعلقة بأمن الدولة”، حيث احتوى الفصل الأول على “التعريفات الخاصة” كالمعلومات الدفاعية والسياسية والدبلوماسية والاقتصادية والصناعية ، والمكاتب والمحررات والوثائق والرسوم والخرائط والتصميمات والصور، و الاخبار والمعلومات المتعلقة بالقوات المسلحة وتشكيلاتها وتحركاتها وعتادها وتموينها وافرادها، بينما شدد الفصل الثاني على الجرائم الماسة بأمن الدولة والعقوبات الصارمة لمن يخالف أو يتهاون
الاعتداء على استقلال الجمهورية
يعتبر القانون اليمني الاعتداء على سيادة الجمهورية اليمنية خط أحمر، وأمر لا يمكن التهاون فيه، لما لذلك من تبعات تتعلق بالمساس باستقلال البلد ووحدة أراضيه، ومن خلال التأمل في نص المادة (125) من قانون الجرائم والعقوبات ” والواردة تحت عنوان ” الاعتداء على استقلال الجمهورية”، نرى أن المشرع اليمني أكد على الحكم بالإعدام لكل من ارتكب فعلا بقصد المساس باستقلال الجمهورية أو وحدتها أو سلامة أراضيها، كما أجاز الحكم بمصادرة كل أو بعض أمواله
وحتى لا نذهب بعيدا، نرى أن المرتزقة الذين ارتموا في أحضان السعودية والإمارات شاركوا في العدوان على بلدهم، وحشدوا وقاتلوا، وسمحوا للدول الخارجية أن تضرب وتقصف وتدمر وتعتدي على اليمن، وفتحوا لها الجو والبر والبحر، وكانوا عونا وسندا للغازي الذي يريد احتلال اليمن ونهب ثرواته ومقدراته
إضعاف قوة الدفاع
يعد إضعاف قوة الدفاع للقوات المسلحة اليمنية من أشد الجرائم التي يرتكبها الخائن للوطن، تحت أي مسمى كان، فالتعمد جريمة وارتكاب الجريمة والإصرار عليها أشد جرما وبشاعة، فقد نصت المادة (126 ) من قانون الجرائم والعقوبات “
يعاقب بالإعدام كل من تعمد ارتكاب فعل بقصد إضعاف القوات المسلحة بأن:
1-خرب أو اتلف أو عيب أو عطل أحد المواقع أو القواعد أو المنشآت العسكرية أو المصانع أو البواخر أو الطائرات أو طرق المواصلات أو وسائل النقل أو المرافق أو الذخائر أو المؤن أو الأدوية، أو غير ذلك مما أُعد للدفاع عن البلاد أو مما يستعمل في ذلك، أو أساء صنعها أو إصلاحها أو جعلها غير صالحة ولو مؤقتاً للانتفاع بها فيما أعدت له أو أن ينشأ عنها ضرر.
2-أذاع أخبار أو بيانات أو إشاعات كاذبة أو مغرضة أو عمد إلى دعاية مثيرة وكان من شأن ذلك كله إلحاق الضرر بالاستعدادات الحربية للدفاع عن البلاد أو العمليات الحربية للقوات المسلحة أو إثارة الفزع بين الناس، أو إضعاف الروح المعنوية في الشعب.
3- أفشى سرا من أسرار الدفاع عن البلاد، ويجوز الحكم بمصادرة كل أو بعض أمواله
ومن خلال القراءة والتأمل في هذا النص نعرف ان الخونة والعملاء والمرتزقة شاركوا في استهداف القواعد العسكرية اليمنية كقاعدة العند وقاعدة الديلمي ، والمعسكرات التابعة للجمهورية اليمنية رسموا الإحداثيات لاستهداف الطرقات والجسور من قبل طيران العدوان ساعدوا دول العدوان على استهداف مخازن الأسلحة الثقيلة والخفيفة ، وخصوصا انهم كانوا يمتلكون خرائط وصور جميع المخازن شاركوا في ضرب البنية الصحية والاقتصادية للجمهورية اليمنية
عملوا طوال خمس سنوات على نشر الأخبار الكاذبة والمضللة والمغرضة
استخدموا الدعايات المثيرة لإضعاف القوات المسلحة وإضعاف الروح المعنوية للشعب اليمني
رصدوا العديد من مواقع التدريب للقوات المسلحة وحرضوا على ذلك
شكلوا العديد من الخلايا التابعة للعدوان الرامية إلى استهداف الجبهة الداخلية، كفتنة ديسمبر والخلايا التي كشفها الإعلام الأمني في عملية ” فأحبط أعمالهم “، والخلية الإعلامية التي كانت تعمل من داخل العاصمة صنعاء والتي كانت تعمل لصالح دول العدوان
شاركوا قوى العدوان الغاشم في تدمير الموانئ البحرية والجوية والبرية والمصانع العامة والخاصة والمستشفيات والجامعات والمدارس وكل ما يتعلق بحياة المجتمع اليمني
عملوا خلال فترة حكمهم على أن تكون القوات المسلحة خارج الجاهزية العسكرية والقتالية للتصدي لأي عدوان على بلادنا
تعرضت القوات المسلحة لمؤامرات التدمير للدفاعات الجوية، ونضرب مثالا واحدا على ذلك، قيام عمار محمد عبد الله صالح بتدمير الدفاعات الجوية في وادي حلحلان بمحافظة مأرب، بحضور الوفد الأمريكي المكون من رئيس مكتب إزالة الأسلحة بوزارة الخارجية الأمريكية دينيس هادريك وضابط الارتباط سانتو بوليتزي والخبير التقني بالمكتب نيلز تالبوت ومسئول العلاقات الخارجية للمكتب بوزارة الخارجية لوري فريمان
وعلى كل نرى أن الخونة شاركوا في الاعتداء على سيادة البلد، وكانوا المساعد والمساند للدول الخارجية في ضرب واستهداف اليمن الأرض والإنسان، وجرائمهم ووقوفهم إلى جانب الدول المعتدية على اليمن لن تمر مرور الكرام على الشعب اليمني الذي قدم مئات الآلاف من الشهداء والجرحى