في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال.. الحوثي : لن نقبل أن نكون عبيداً لأحد
يمانيون – أكد الأخ محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي الأعلى حرص اليمن على تحقيق السلام لكن يقابل هذه الرغبة اليمنية مراوغات ومماطلات من قبل العدوان.
وأضاف في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية نشرتها في عددها يوم الجمعة الماضي بأن مايعلنه تحالف العدوان على اليمن من هُدَن مؤقتة هي للاستهلاك الإعلامي لا اكثر .
وأكد في المقابلة التي أجرتها معه الصحيفة عبر سكايب بأن اليمن تعرضت لأكثر من 300غارة جوية خلال الأيام الثلاثة الأولى فقط من الهدنة المزعومة.. مشيراً إلى أن اليمن لم يجد أفعالا على الواقع وإنما أقوالا فقط أما على الميدان فإلى جانب مئات الغارات الجوية كانت هناك زحوف من قبل العدوان ومرتزقته في كل الجبهات لذلك فالهدنة هي عبارة عن يافطة إعلامية ليتحركوا من خلالها عسكرياً تحت هذا الغطاء.
وحول سؤال للصحيفة عن حدوث أي تحسن في الوضع الأمني منذ أعلن تحالف العدوان الهدنة أكد الحوثي بأنه على العكس من ذلك إذ كان هناك زيادة في التحرك العسكري على الجبهات الميدانية أي في التحرك العسكري الميداني كما كان هناك تحريك لعدة جبهات كانت متوقفة قبل إعلان وقف إطلاق النار، فنحن نعتبر أنها فقط أعلنت من أجل أن يخفف عليهم من الضغط الدولي أمام جائحة فيروس كورونا وحول جهود صنعاء للوصول إلى تسوية سياسية.
وقال عضو السياسي الأعلى “أنا أجريت مع المبعوث الدولي عدة لقاءات، والتقيت معه وتحدثنا معاً، ووعد أنه سيبعث إلينا بعض المقترحات من أجل السلام، وبعث إلينا مقترحات من أجل السلام وأخذناها واستوعبناها ثم قمنا بإعادتها في “وثيقة الحل الشامل” التي أُعلنت على الملأ وفي جميع وسائل الإعلام.
وأضاف إنه المقترح الذي تحدثنا عنه، والذي لا يحمل أي شروط تعجيزية، لم يكن مقترحا من أجلنا كأنصار الله وإنما من أجل الجمهورية اليمنية بأكملها، وأردف قائلًا: طالبناهم بالخروج وأن نخرج من بلدهم، على أن يتوقف العدوان على بلدنا، ويتوقف الهجوم على بلدهم، وأن يُفك الحصار علينا ..وأضاف هذه الأشياء كلها هي مما يجب أن يحصل، لا أن يضعوا هدنة تمثل الحجر الصحي فقط وكأننا أصِبنا بكورونا، أيضاً عندما قدمنا هذه الوثيقة للمبعوث الدولي قلنا له جاهزون للتنفيذ والتوقيع، وليست وثيقة نقدمها ونحن لسنا حاضرين في الحل أو في تنفيذ الحل، وإنما حاضرون أيضاً للتوقيع فيما بيننا وبين تحالف العدوان حتى في الكعبة المشرفة في مكة المكرمة، فنحن حاضرون لأن نوقع على هذه الوثيقة التي استوعبت كل مقترحات الأمم المتحدة بنسبة 99% وهذا ما تحدثت به مع مكتب المبعوث فيما بعد وتحدث لي عن النسبة التي استوعبنا فيها كل مقترحاتهم، نحن لم نترك أي شيء من المقترحات التي قُدِمت إلا وأخذناها بعين الاعتبار.
رفع الحصار
وفي إجابته على سؤال للصحيفة حول التنازلات التي يمكن تقدمها القيادة السياسية في صنعاء من أجل السلام أكد الحوثي قائلا: “نحن عندما قدمنا هذه الوثيقة قلنا لهم إذا كان هناك شيء يخالف القانون الدولي أو يخالف المفهوم العام لسيادة الدولة اليمنية نحن حاضرون لمناقشته، أنا قلت إني استوعبت كل النقاط التي قدمها المبعوث بنسبة 99 %، فلذلك ما هو الذي يجب أن نتنازل عنه بينما قدمته الأمم المتحدة؟ وتابع أعتقد لا يوجد بيننا خلاف؛ لأنه يجب فك الحصار، وفتح المطارات، وعودة السفن لما كان عليه قبل 2015م إلى ميناء الحديدة كونه يمثل الميناء الحقيقي للجمهورية اليمنية وترتكز عليه احتياجات أكثر من 20 مليون نسمة يحتاجون إلى ما يصل منه من غذاء ودواء، من مواد غذائية أساسية ومن غيرها من المتطلبات الضرورية التي يحتاج إليها الشعب اليمني، كون 99 % من احتياجاته مستوردة، فلا أعتقد أن هناك شيء قدمناه على أساس أن هناك شروط تعجيزية على الإطلاق.. وقال طالبنا في التعويض أن نكون كما الكويت الغنية بالنفط عندما وُوجهت بالعدوان من قِبل العراق، قلنا يتم تعويض الجمهورية اليمنية كما عوضوا في الكويت، والكويت هي أكثر قدرة واقتصادها أقوى من اقتصاد الجمهورية اليمنية ولا مقارنة بين الإمكانات الاقتصادية، وهذا هو ما أقره مجلس الأمن وأقرته الأمم المتحدة في 1990م. ”.
وأضاف “نحن دائماً نقول بأننا حاضرون لأن تتوقف جميع العمليات العسكرية سواءً في الحدود المشتركة أو في المحاور القتالية الأخرى داخل الجمهورية اليمنية، لكن لا بد أن يكون هناك وضوح في التنفيذ والتزمين، لا أن تكون هناك فقط عبارة عن نصوص خاوية فارغة ونصوص تحتاج إلى تهويل أو عائمة، وهذا لا نريده ولا نقبله.. مؤكداً على ضرورة أن تكون هناك نصوص واضحة ظاهرة للناس جميعاً يتم التوقيع عليها ويتم التنفيذ بدون مماطلة كما فعلوا في اتفاق ستوكهولم، كلما قدمنا من خطوات نكسوا على أعقابهم.
وعن سر عدم قبول الطرف الوطني للهدنة الأخيرة التي اعلنها تحالف العدوان أشار الأخ عضو المجلس السياسي الأعلى بأن هذه الهدنة غير واقعية، فهم أعلنوا الهدنة وذهبوا للقصف، وهم أعلنوا الهدنة وذهبوا للزحف في كل الجبهات، فلو وجدناها هدنة فعلية ربما لتجاوبنا معها لكننا وجدناها قولاً فقط، ونحن نريد سلاما حقيقيا لا نريد فقط سلاما إعلاميا أو سلاما من أجل الاستعراض السياسي .
تصعيد في الميدان
وحول سؤال للصحيفة عن دور الأمم المتحدة في اليمن أكد محمد علي الحوثي بأن الأمم المتحدة تقف إلى جانب السعودية ولا تقف إلى جانب اليمن على الإطلاق، فنحن الجزء الأضعف في وجهة نظرها مع أننا واجهنا 17 دولة ولا زلنا نعتز بقوتنا ونعتز أيضاً بما نحن عليه من موقف، وقد أعلن الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة بالأمس على أن ما أعاق السلام في اليمن هو التصعيد، وهذا دليل واضح على أن السعودية هي من صعّدت..
وأضاف تحدثنا منذ اليوم الأول أن هناك تصعيد، وأعلنا عن (250) غارة وعدد من الزحوف العسكرية ذكرتها في إحدى تغريداتي، فبالتالي هذا لا يهم، ما يهمنا هو الميدان، وهو معلوم بأن هناك تصعيد و حرب عسكرية تشن علينا باستمرار، وبإمكان “وول ستريت جورنال” أن تأتي وتزور الجبهات لتتأكد مما نقول.
وتابع “بأن هذه الحرب ليست وليدة اللحظة، الحرب لها خمس سنوات، ونحن في العام السادس، فتخفيف القيود لا يجدي مع ما وصل إليه اليمن إلى حافة المجاعة، نحن بحاجة إلى إزالة الحظر وفك الحصار تماماً أما أن يذهبوا لتخفيف القيود فمعناه أنه بدلاً من أن تبقى السفينة محتجزة مائة يوم ستحتجز ستين يوماً، فما هي الفائدة من وراء هذا؟
وعن ما يروج له إعلام العدوان من وجود إيراني في اليمن أكد الحوثي بأن إيران لا يوجد تدخل لديها في اليمن ونرفض أي تواجد أجنبي لا لإيران ولا لأمريكا ولا للسعودية ولا لبريطانيا ولا لأي دولة، وأردف نحن نعتز بأننا جمهورية يمنية مستقلة ولا نقبل بأن نكون عبيداً لأحد، ومن يدّعي أن هناك تدخلات فليأت إلينا لنتفق على اتفاق ونوقعه ثم ينظر هل سنذهب إلى إيران لنستشيرها أم لتوقع بدلاً عنا ..وقال الحوثي لسنا كما المرتزقة اليمنيين الذين تُعلن السعودية عن توقف العدوان بدلاً عنهم، قالت السعودية بأنها توافق على الإجراء الذي اتخذته حكومة المرتزقة التي تتبعها على الرغم من أن حكومة المرتزقة لم تتخذ الإجراء، ولم تتخذ الإجراء إلا في اليوم الثالث، مع أن ناطق تحالف العدوان “المالكي” أيّد الإجراء في إعلانه قبل أن يولد هذا الإجراء بثلاثة أيام.
وأضاف “بالنسبة للادعاءات بوجود دعم عسكري إيراني لليمن فهي ادعاءات ومزاعم، لكن أين أنت من حقيقة تدخل السعودية وأمريكا والإمارات وفرنسا وبريطانيا وإعلانهم رسمياً التحالف في الحرب على بلدنا، من أعطاهم هذا الحق؟
وقال أعتقد أن أعضاء الكونجرس الأمريكي ليسوا أغبياء حتى يصوتوا على قرار إنهاء التدخلات الأمريكية في الشؤون اليمنية والذي واجهه الرئيس ترامب بالفيتو، فأيهما أقوى لديك الادعاءات الإعلامية أم قرار الكونجرس الأمريكي
وتابع هناك أيضا من يحلل ويقول بأن الصواريخ اليمنية ليس لها علاقة بالصواريخ الإيرانية،
وبيَّن الحوثي بأن الشعب اليمني لديه صواريخ، ومعروف عنه منذ سنوات أن لديه صواريخ روسية، من عهد الاتحاد السوفيتي، وصواريخ كورية، ولديه صواريخ متعددة أخرى ، أيضا فريق الخبراء قال أننا نهرب بعض قطع السلاح من الإمارات .. مؤكداً بأن العقل اليمني هو مبدع، وهو من العقول الصناعية الأولى في العالم، فاليمنيون صناعيون من قبل الأمريكيين.
وحول تشكل لجنة مشتركة من الأمم المتحدة في اليمن لأجل مكافحة (كوفيد – 19) كورونا، قال عضو السياسي الأعلى أنا من دعوت إلى هذا ودعوت الأمم المتحدة ـ في تغريدة على تويتر ـ وقلت بأننا حاضرون أيضاً لأن يكون هناك لجنة مشتركة، أيضاً نحن أعلنا بأننا مستعدون أن نقدم الدعم والمساندة لإخواننا في المحافظات الشمالية والشرقية والغربية والجنوبية في كل محافظات الجمهورية اليمنية وفق المتاح لدينا: مشيراً إلى أن أدوات العدوان هناك لن يقبلوا إلا إذا وافقت السعودية وأمريكا باعتبارهما قائدتي التحالف، ومن يديرون الوضع هناك هم مرتزقة يتبعونهما، بل بالعكس ذهبوا إلى أن يلقوا القبض على (5000) من المحاليل التي يجب أن تصل إلى صنعاء، فهم يقابلون الخطوات الإيجابية منا بخطوات سلبية.
ونفى عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي الادعاءات حول أبعاد التمويل عن مجراه المرسوم له مطالباً وسائل الإعلام العالمية والأمريكية للحضور إلى اليمن والاطلاع على كل شيء بوضوح، وقال لدينا حقائق واضحة ومسجلة واجتماعات وهم يقدمون المشروع من المانح، مثلاً إذا كان المشروع بخمسة مليون دولار لا يصل أو يستفيد الشعب اليمني في بعض الأحوال سوى بمليون دولار، وحتى أنه من هذا المليون الدولار المخصص للشعب اليمني يمنحون أجهزة ثم يطالبون ـ عند انتهاء البرنامج من الوقت المحدد له ـ بسحب هذه الأجهزة التي خُصِصت مثلاً لهذا المستشفى أو لهذه الوحدة أو لغيرها من الأماكن التي تم الاستفادة منه،
وقال بعد الانتهاء من البرنامج المنفذ يريدون أن نوقع أننا استلمنا خمسة مليون دولار للشعب اليمني، ونحن نعلم أنه لم يُنفذ للشعب اليمني إلا بمليون أو مليونين فلا يمكن على الإطلاق أن نوقع على شيء لم يصل إلى الجمهورية اليمنية على أنه دخل إلى الجمهورية اليمنية وهو لم يصل إليها شيء، ولدينا محاضر ووثائق.
وفيما يتعلق بمساعدات برنامج الغذاء العالمي في اليمن وادعاءاته بتحويل المشاريع أو المساعدات من المستفيدين منها إلى أناس آخرين أكد عضو السياسي الأعلى بأنها غير حقيقة، وقال طالبنا بوضع بصمة وأيضاً البطاقة الشخصية، وأن يكون هناك برنامج ومع ذلك لم يقوموا بتنفيذها، وقد نشرنا بعض ما تم في إحدى الاجتماعات على اليوتيوب.
وثيقة حل شاملة
وحول رده على سؤال الصحيفة حول دولة موحدة قال تحدثنا في الوثيقة التي قدمناها عن جمهورية يمنية تقوم العملية السياسية فيها على دولة واحدة ذات سيادة، وأيضاً ذات احترام متبادل في العلاقات الودية الندية مع جميع الدول.
وتابع الحوثي بالتوقيع على الاتفاق سيتوقف كل شيء، ونحن أيضاً قدمنا مبادرات واستمرينا في التوقف من طرف واحد ومع ذلك لم تستجب السعودية ولم تقدم أي خطوة مقابل ما قدمناه، سواءً ما أعلنه الأخ الرئيس المشاط أو ما أعلنته أنا سابقاً من مبادرات، وقال أوقفنا الصواريخ وأوقفنا الطائرات وأوقفنا العمليات العسكرية البحرية، وقلنا حاضرون للتوقف في جميع محاور القتال وأيضاً في الحدود المشتركة، وهم من يرفضون، ويتعالون ويعتقدون أنه لا يمكن على الإطلاق أن يوقفوا هذا العدوان على بلدنا لأنهم يعتقدون أن الصحف الأمريكية ستقيّم هذا الموضوع بأنه هزيمة، بينما الهزيمة هو الاستمرار في العدوان على بلدنا.
وأضاف نحن لم نعتدِ على المملكة العربية السعودية إلا بعد استمرارها في العدوان علينا لمدة (40) يوماً، ونحن في استمرار نحاول أن تتوقف عن ضربنا واستهدافنا ولكن لأنها كانت أعدت للمعركة منذ عدة أشهر كما قال “الجبير” واستمرت في العدوان على بلدنا، أما نحن توقفنا أكثر من شهر وعشرة أيام و لم نرد على اعتداءاتها وقصفها الجوي المستمر في بداية العدوان، وهذا يؤكد أننا جيران سلميون، ولكن الحِلم الذي نتحلى به لا يعني أننا لا نستطيع أن نواجههم إذا استمروا في الاعتداء على بلدنا، ولذلك واصلنا في مواجهتهم خمس سنوات ونحن في السنة السادسة.