Herelllllan
herelllllan2

ضيف الله الشامي: الشعب اليمني كله تحول إلى صماد

يمانيون../

الرئيس الذي استشهد ولا يملك منزلًا، الرئيس الذي أحيا أعياده وقضى إجازاته الرسمية مرابطا في الجبهات والمتاريس، الرئيس الذي افتدى شعبه بدمه ولم يُفدَ: ذلك هو رئيس المجلس السياسي الأعلى ورئيس المكتب السياسي لأنصار الله الشهيد صالح علي الصماد.

في أجواء الذكرى السنوية الثانية لاستشهاده كان لموقع “العهد” الاخباري حوار خاص مع رفيق جهاده وزير الإعلام والناطق الرسمي لحكومة الانقاذ الوطني الأستاذ ضيف الله الشامي.

يصف الشامي الفترة الرئاسية للصماد التي استمرت ثمانية عشر شهرًا “بأفضل حقبة زمنية في تاريخ اليمن على الرغم من الحصار والعدوان الأمريكي السعودي”، قائلاً: “لقد استطاع أن يخرج اليمن من واقع التمزق والفرقة والشتات الذي كان موجودًا بشكلٍ كبيرٍ إلى واقع اللحمة والروحية الواحدة، وتوحد الشعب اليمني في مواجهة العدوان، وتجاوز التفرقة السياسية والحزبية والطائفية”.

يوضح الشامي أنَّ الفترة الرئاسية للصماد “شهدت إرساء مداميك وخطوات أساسية لتعزيز التماسك الوطني وبناء البلد، وأرسى الصماد قواعد الدولة اليمنية الحديثة والعادلة، القائمة على الأمن والاستقرار، والمحفوظة السيادة وكل مقدرات هذا الشعب”. وبحسب الشامي “فقد وضع الصماد الحجر الأساس لليمن في مشروعه (يدٌ تبني ويدٌ تحمي)”.

الصماد وحّد الجبهة الداخلية

لقد واجه الشهيد الرئيس تحدياتٍ كبرى على المستوى الداخلي والخارجي: “على المستوى الداخلي كان هناك فرقاء سياسيون لديهم أجندة خارجية ويتلقون توجيهاتٍ من قوى عديدة، لكن الصماد حرص على توحيد الجبهة الداخلية، وحاول لمَّ شمل الجميع، حتى الأطراف التي وقفت في صف العدوان، وكان رئيسًا لكل اليمنيين”، يقول ضيف الله الشامي في حديثه لموقع “العهد” الاخباري، منوّهًا أنه بعد أحداث ديسمبر 2018 التي تفجرت فيها الأوضاع، وكادت أن تعصف باليمن حرب داخلية مدفوعة المال والسلاح، مضبوطة الإيقاع ضمن مؤامرات خارجية “استطاع صالح الصماد بحنكته وحكمته وعدالته وروحيته الايمانية وثقافته القرآنية وسمو أخلاقه، وبتأثيره على المستوى الشعبي والسياسي والعسكري أن يردم الفجوة الكبيرة التي حصلت، وأن يعالج كل الآثار التي ترتبت على فتنة ديسمبر بشكل كامل، ولم يستشهد حتى أطفأ نيران الحرب الداخلية تمامًا”.
وعلى الصعيد ذاته فإن الصماد واجه التحديات الخارجية وآلة العدوان الفتاكة والتدميرية بكل اقتدار، وكان بحسب الناطق باسم حكومة الانقاذ: “رجل المواقف ورجل المسؤولية بحق، واستطاع أن يؤسس منهجية متكاملة للتعامل السياسي والدبلوماسي مع دول تحالف العدوان ومع الدول الصديقة والمحايدة”.

* الصماد حمل روحية جهادية

بروح المسؤولية توجه الصماد إلى الحديدة إثر تصعيد خطير وهجمة عسكرية ضخمة للعدوان على طول الخط الساحلي – الغربي أراد منها احتلال المحافظة والسيطرة على الساحل. فأبى الرئيس من خلال نزوله بنفسه إلا التحشيد في الميدان وترتيب الأوضاع عن قرب للذود عن الحديدة وأهلها، وتوجه للساحل الغربي رغم التهديدات التي تلقاها قُبيل تحركه.
يقول الشامي “الرئيس الشهيد كان ذا روحية جهادية، وهو مجاهد منذ الوهلة الأولى، وهو يعلم بأن الروحية الجهادية أشمل وأعظم من روحية مسؤول دولة، ومنذ انطلاق المشروع القرآني كنَّا رفقاء في المتاريس والجبهات، وليس غريبًا عليه أن يكون تواقًا للشهادة”.

لقد تحرك الصماد بدافع مبدئي ومن موقع مسؤوليته إلى دائرة الخطر، ليدفع الغزاة عن شعبه ووطنه. في هذا السياق يوضح الشامي لـ”العهد” أنه “بعد تصريحات السفير الأمريكي بأن أهل الحديدة سيستقبلون الغزاة بالورود، بادر الرئيس الشهيد للنزول إلى الحديدة ليقول لا، وردّ على السفير بأن أبناء الحديدة سيستقبلون المعتدين على رؤوس بنادقهم وخناجرهم، وكان هو أول المضحين، بل قال في خطابه الأخير قُبيل استشهاده بنصف ساعة بأنه سيخوض البحر دون أبناء الحديدة ولن يكونوا بمفردهم”.

يتحدّث الشامي بكثير من الاعتزاز عن الشهيد الصماد: “لقد كان دمه بركاناً ثائرًا أشعل عزائم الشعب اليمني.. ليس هنالك ما هو أغلى من دماء الشهيد الصماد لدى أبناء اليمن، بل إن دمه بات الوقود المحرك لهم”.

يختم الشامي حديثه لـ”العهد”: “العدو أراد أن يضعف الشعب اليمني بارتكابه هذه الجريمة لكنه فشل فشلاً ذريعًا، واستطاع الشعب اليمني أن يتجاوز المحنة، وأن يُغيّر الواقع، وأن يَرُدَّ الصدمة إلى صدور الأعداء، بل تحول الشعب اليمني كله إلى صماد من جديد”.

الرئيس الصماد استشهد هو وعدد من أفراد حمايته في ظهيرة يوم 19/4/2018 بعملية اغتيال نُفِذَتْ بعدة غارات من الطيران الحربي والدرونز، استهدفت موكبه في أحد الشوارع الرئيسية بالمدينة. ونشرت قنوات تلفزيونية تابعة لإعلام العدوان الأمريكي السعودي في اليوم التالي من جريمة الاغتيال مقطع تصوير جوي من إحدى الطائرات التي نفذت العملية ، وكشف المقطع من خلال نوعية التصوير ولغة حوار الطيارين مع غرفة العمليات أن العملية أمريكية بامتياز. وقد تزامن مع جريمة اغتيال الرئيس تحركات أمريكية وإسرائيلية محمومة على الأرض في عدد من الجزر اليمنية المحتلة في البحر الأحمر أبرزها جزيرة ميون الاستراتيجية في باب المندب، رافقها تصعيد عسكري ضخم لقوات التحالف في الساحل الغربي.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com