مستقبل الحل السياسي.. في ظل استمرار العدوان
يمانيون – متابعات
رغم إعلانه عن تمديد الهدنة “الإنسانية” الأحادية لمدة شهر لمواجهة فيروس كورونا الجديد، يواصل تحالف العدوان السعودي شن غاراته وقصفه على عدد من المحافظات اليمنية، مستمرا في خرق وقف إطلاق النار الخاص بالحديدة. ولم يصدر أي تعليق رسمي من الأمم المتحدة حيال تمديد الهدنة، لكن قياديا في انصار الله، وصفها بالاعلان الكاذب.
شن طيران العدوان السعودي الإماراتي، السبت، 29 غارة جوية على مناطق مختلفة، وذلك غداة إعلان التحالف عن تمديد الهدنة “الإنسانية” الأحادية لمدة شهر استجابة لدعوات الأمم المتحدة بضرورة توحيد الجهود لمكافحة وباء كورونا.
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة العميد سريع إن طيران العدوان شن خلال 24 ساعة الماضية 29 غارة جوية توزعت على محافظات مأرب والجوف وصعدة والضالع وصنعاء منها 12 غارة على مديرية مجزر و4 غارات على مديرية صرواح بمأرب و6 غارات على خب والشعف بالجوف و4 غارات على قرية الرعسة بالضالع وغارتين على كتاف بصعدة و غارة في همدان بصنعاء.
وفي محافظة صعدة تعرضت مناطق متفرقة ومنها قرى آهلة بالسكان في مديرية رازح الحدودية، لقصف مدفعي وصاروخي سعودي اليوم السبت ما تسبب في أضرار مادية في ممتلكات المواطنين.
وتتعرض منازل ومزارع المواطنين في المديريات الحدودية للمحافظة لقصف صاروخي ومدفعي سعودي بشكل يومي منذ خمس سنوات.
يشار إلى أن طيران العدوان شن مئات الغارات الجوية خلال الأيام الماضية على عدد من المحافظات اليمنية، في وقت واصل فيه خرق وقف إطلاق النار الخاص بمحافظة الحديدة.
وكان المتحدث باسم القوات المسلحة قد أعلن أن الخيارات أمامنا مفتوحة ولن نقف مكتوفي الأيدي، أمام التصعيد المتواصل لقوى العدوان مؤكدا ان على العدوان تحمل كامل المسؤولية.
من جهة اخرى نفذت قوى العدوان، اليوم السبت، 67 خرقا لاتفاق التهدئة في جبهات الحديدة خلال الـ24 ساعة الماضية.
واكد مصدر في غرفة عمليات ضباط الارتباط والتنسيق أن من بين خروق العدوان استحداث تحصينات قتالية جديدة و5 خروق بالقصف المدفعي.
يشار إلى أن قوى العدوان نفذت أمس الجمعة 68 خرقا من بينها اعتداء على رقابة كيلو 16 و20 خرقا بقصف مدفعي وصاروخي.
ورغم إعلانها وقفا جزئيا لإطلاق النار، فقد فشلت السعودية في الخروج ولو مؤقتا من المستنقع اليمني الذي ادخلت نفسها فيه منذ خمس سنوات، بمواصلتها شن الغارات الجوية على المحافظات اليمنية والاستمرار في خروقاتها في محافظة الحديدة.
وأمس الجمعة، اعلن المتحدث باسم التحالف الذي تقوده السعودية تركي المالكي، تمديد وقف إطلاق النار من جانب واحد في اليمن لمدة شهر لما اسماه دعم جهود احتواء جائحة كورونا.
وأوضح المالكي أن قيادة التحالف وبناءً على إعلانها السابق وبناءً على طلب المبعوث الاممي مارتن غريفيث لوقف إطلاق النار لإتاحة الفرصة لإحراز التقدم في المفاوضات مع الطرفين حول وقف إطلاق نار دائم، فإنه يعلن تمديد وقف إطلاق النار لمدة شهر.
وقال المالكي “إن قيادة القوات المشتركة للتحالف السعودي تجدد التأكيد أن الفرصة لا تزال مهيأة لتضافر كافة الجهود للتوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار في اليمن، والتوافق على خطوات جدية وملموسة ومباشرة للتخفيف من معاناة الشعب اليمني”!.
ولم يصدر أي تعليق رسمي من الأمم المتحدة حيال تمديد الهدنة الأحادية، لكن القيادي في حركة انصار الله محمد البخيتي، وصفها بـ”الاعلان الكاذب”.
وفي تغريدة له، قال عضو المكتب السياسي لأنصار الله إنه لا توجد هدنة حالياً حتى تقوم السعودية بتمديدها “وإنما تصعيد وقامت بتمديده”.
وأكد البخيتي أن هدف السعودية من إعلان وقف إطلاق النار “الكاذب” هو “التبرير المسبق لهزيمتها المتوقعة في مأرب”.
ووصفت قيادات أنصار الله وقف اطلاق النار الاحادي الذي اعلنته السعودية بأنه تدليس، وأن الإعلان هو تمديد للتصعيد وليس لوقف إطلاق النار.
بدوره، علق عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي في تغريدة له على “تويتر” على الإعلان قائلاً “ننتظر أفعالاً لا أقوالاً”.
ولفت الحوثي إلى أن الأسبوعين الماضيين شهدا عكس المعلن عنه بزيادة في القصف والمعارك العسكرية في جميع المحاور القتالية من قبل قوى العدوان.
يذكر أن التحالف السعودي شن قرابة 500 غارة جوية و57 عملية هجومية في اليمن خلال أيام قرار وقف إطلاق النار الأحادي المعلن من جانبه لمدة 14 يوماً انتهت يوم الخميس.
سياسيا، أكد رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي محمد المشاط أن وثيقة الحل السياسي التي تقدمت بها الجمهورية اليمنية لإيقاف العدوان والحصار تمثل مخرجا ممكنا ومنصفا لجميع الأطراف والوصول إلى تسوية شاملة لكل ملفات الحرب.
وشدد الرئيس المشاط في حوارة مع يومية “الثورة” نشرته في عددها اليوم السبت على أن مبادرة السلام التي أعلناها عشية العيد الخامس لثورة 21 سبتمبر لا تزال قائمة، مؤكدا على احتفاظ اليمن بحق الرد.
واوضح أن التواصل مع السعودية مستمر لكنه يتعرض للمد والجزر ولم يتجسد على أرض الواقع، مؤكدا أننا لن نغلق أي باب يفضي إلى السلام ولن نقدم تنازلا يمسُّ سيادة بلدنا.