متى توقف السعودية والامارات عدوانهما على اليمن؟؟
يمانيون//
منذ استهداف قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية منشآت آرامكو النفطية السعودية في الرابع عشر من أيلول/ سبتمبر المنصرم وحتى ضربها أهدافا حساسة في العاصمة الرياض بالصواريخ والطائرات المسيرة في التاسع والعشرين من اذار/ مارس الماضي، كانت هناك فرصة كافية لتنهي السعودية وحليفتها الامارات عدوانهما العسكري على اليمن.
فمع أن المسؤولين في صنعاء رحبوا بقرار وقف اطلاق النار الذي أعلنت عنه الرياض، عندما زعمت أنها تدعم قرار الحكومة اليمنية المستقيلة في قبول دعوة الامين العالم للامم المتحدة لوقف اطلاق النار في اليمن من أجل التصدي لفايروس كورونا؛ ولكن عندما تبين لليمنيين أن الاعلان كان مجرد خدعة، وانه كان من أجل عقد قمة العشرين برئاسة السعودية، اذ كانت الرياض حريصة جدا على ألا تواجه احراجات كاستهدافها بالصواريخ اليمنية رغم أن الاجتماع كان عبر دائرة تلفزيونية؛ لذلك اطلق اليمنيون صواريخهم على الرياض ليلقنوها درسا، مفاده أن الخداع واللف والدوران لن ينطلي عليهم ولا يمنعهم من متابعة مطلبهم الرئيسي وهو ايقاف العدوان على الشعب اليمني، خاصة وأن خديعة الرياض تزامنت مع الذكرى السنوية الخامسة للعدوان، لذلك كان ينبغي توجيه رسالة قوية له بانهم لا يزالون يمتلكون القدرة الكافية على استهداف أية منطقة ونقطة يريدونها في العمق السعودي.
لاشك أن السعودية والامارات وبعد تكبدهما خسائر كبيرة خلال السنوات الخمس الماضية مستعدتان أكثر من أي وقت آخر لإنهاء عدوانهما على اليمن، غير أنهما تسعيان الى المماطلة وشراء الوقت، للبحث عن مخرج من المستنقع اليمني بما يحفظ لهما ماء الوجه في أية مفاوضات مستقبلية تنهي العدوان. وفي مقدمة الاهداف التي تسعيان الى تحقيقها قبل وقف العدوان هو تحقيق تقدم ميداني بغية تعويض خسائرهما الهائلة جراء الحرب على اليمن.
الا أن مفاجأة الجيش اليمني واللجان الشعبية كانت أكبر مما يتوقعه العدوان، فتحرير الجوف قبل العملية النوعية اليمنية التي استهدف العاصمة الرياض قصم ظهر العدوان السعودي الاماراتي ووجه له ضربة موجعة، ولو كان العدوان قد حقق جزءا بسيطا من هذا الانجاز الباهر الذي حققه الجيش واللجان الشعبية لكان قد أقام الدنيا ولم يقعدها، خاصة وانه يتغنى اليوم بانتصارات وهمية ولم يحققها ليرفع معنويات مرتزقته، فما بالكم لو حقق تقدما ولو بسيطا على الأرض؟
الوضع الذي تمر به السعودية والامارات أسوأ من اي وقت مضى ولا يحسد عليه، فالى جانب المعارضة والمشاكل الداخلية التي يمر بها البلدان وخاصة السعودية، فقد جاءت جائحة الكورونا لـ”تزيد الطين بلة”، حيث يؤكد الخبراء، أن اقتصاد جميع الدول سيتأثر نتيجة الجائحة، وأن القادم أسوأ من الحالي، لذلك فان السعودية والامارات أمام تحد كبير في حل المشكلة الاقتصادية التي تراكمها الأموال التي تنفقانهما على استمرار عدوانهما على اليمن.
كما أن هذه المماطلة وشراء الوقت لن يجدي نفعا، فقد فشل العدوان ومرتزقته في تغيير المعادلة وتحقيق أي تقدم على الأرض، فضلا عن أن صفوفه الداخلية وخاصة صفوفه في عدن بدأت تتصدع، بينما الجيش واللجان الشعبية ماضيان لتحقيق المزيد من الانتصارات والمكاسب في جبهات أخرى، لاقناع العدوان بأنه ليس هناك خيار آخر سوى ان يقرر ايقاف عملياته العسكرية، والعودة من حيث أتى.
ثم أن لصبر الجيش اليمني واللجان الشعبية حدود، اذ ليس من المعقول أن تفعل السعودية والامارات ما تشاءان وتواصلان استهداف المناطق السكنية في صنعاء وصعدة وسائر المناطق المأهولة وتنتهكان اتفاق الحديدة، ثم لا يكون هناك أي رد فعل، في الوقت الذي تمتلك فيه القوة الصاروخية اليمنية وقوة الطائرات المسيرة القدرة على استهداف أية منطقة في السعودية والامارات.
اطلاق الصواريخ على الرياض الأحد الماضي كان أول الغيث، وبمثابة انذار للعدوان ليرتدع عن غيه وليعود الى رشده، ومن المؤكد أن الاستهدافات القادمة ستكون أكثر تأثيرا ووقعا على العدوان وعلى مرتزقته، إن لم ينه عدوانه.
من هنا فان الفرصة مؤاتية جدا لتنهي السعودية والامارات عدوانهما على اليمن، فلا تظنان أنهما يمكنهما خديعة المسؤولين في صنعاء، أو ان قدرات الجيش اليمني واللجان الشعبية تراجعت، أو انهما يخشيان تهديداتهما أو تهديدات هذا الطرف أو ذاك، لأن (المبلل لا يخاف من المطر).
سيد صالح قزويني حائري