لا تجعلْ نفسَك سوقاً لبضاعة الكذّابين “كورونا نموذجاً”!
يمانيون – بقلم – د. يوسف الحاضري
لا ينفكُّ يومٌ حتّى نقرأَ عبر وسائل التواصل الاجتماعي منشوراً فيه كذبةٌ وَشائعةٌ عن وجود مصابين بكورونا في اليمن، فتارةً نقرأ منشور أن صاحب مستشفى خاص استثماري يعلن أن في المستشفى الخاص به كورونا، وتارة يستخدمون فوتوشوب لمذكرة رسمية باسم وزير تقول إن هناك 23 مصاباً بكورونا، وتارةً نقرأُ أن مستشفى ما فيه مصابون.. وهكذا كُـلّ يوم حكاية وقصة معينة، بسيناريو مختلفٍ عما سبق.
المشكلةُ الكبرى ليست هنا فهؤلاءِ هم مرتزِقة يتمتعُ بكل خصائص الارتزاق والنفاق والدناءة النفسية والانحطاط المجتمعي ويعيشُ هذه الوضعية ومستمتِعٌ بها، لكن المشكلةَ الأكبرَ في تلك النفوس والعقول التي صمدت وصبرت أمام عدوان عالمي بكل أجنحته العسكريّة والإعلامية والاقتصادية والسياسيّة والفكرية وامتلكت وعياً عالياً ورائعاً ومتنوراً تلاشت أمامها محاولاتُ العدوان؛ للتأثير عليها وكسر صمودها النفسي وبعثرَةِ صبرِها القرآني العظيم، غير أنها ظهرت ضعيفةً جِـدًّا أمام شائعات وأكاذيب مرض كورونا وبشكل محيِّر ومخيف.
عشراتُ الأكاذيب عن كورونا كُـلّ يوم لكنها ما تمكث إلّا ساعات ويظهر زيفُها وكذبها ودجلها، ولكنها قد استطاعت أن تعمل تأثيراً سلبياً على نفوس المتابعين للكذب (سمّاعون للكذب) رغم أن الكذبة لا تستندُ إلى مصدر رسمي حقيقي ولم تُنشر في المواقع الإعلامية الرسمية، بل الأكثرُ من ذلك أن هناك وعبر مصادرَ رسمية ومواقع رسمية تُنشَرُ وباستمرار أن اليمن ما زالت -بفضل الله- خاليةً من كورونا وَأَيْـضاً يتم التوجيه والتوضيح للجميع بأن المصدر الوحيد للخبر هي (وزارة الصحة – اللجنة الفنية لمكافحة كورونا) والتي سوف تصدر بياناً رسمياً في حال ظهور حالة مباشرة.
أخبارٌ كاذبةٌ تؤدي إلى هلع وقلق مَرَضي عند الكثير، المسبِّبُ لهذا الحالة النفسية هو الشخصُ نفسُه المهلوع؛ لأَنَّه لم يتمثل لنهي الله بأن لا يكونَ (سمَّاعاً للكذب)، ولا يلجأ الكذَّابون إلى هذا العمل والاستمرار فيه إلا لأَنَّ لديه شعبيّةً وسوقاً عقلياً ونفسياً كبيراً؛ لذا فالضحيةُ هو سببُ نفسه بنفسه وهو المشارك والمساهم الأكبر في هذه الأكاذيب والشائعات، فلا يلجأ المصنعُ إلى إنتاج بضاعة إذَا لم يكن لديه سوقٌ تروج بضاعته يا “سوق بضاعة الكذَّابين”، فهل أدركتم أيَّ سوء وضعتم أنفسكم فيه ومنزلة؟!
اتِّقوا الله في أنفسكم، وللمرة الألف نبلغكم بأن مصدرَ الخبر هو المصادر الرسمية وليس وسائل التواصل الاجتماعية.. وهو مفتوحٌ للجميع وبدون استثناء، فإذا قرأتم خبراً فيه أن هناك حالة كورونا مثلاً فبالإمْكَان أن تبحثوا في القنوات الرسمية والمواقع الرسمية وستعلمون الحقيقةَ بكل سهولةٍ، وبهذا سترتقي بنفسيتك وفكرِك وتكون بعيداً عن أن تكونَ سوقاً للكذَّابين!!