حرية القاتل المتسلسل في السجون الإسرائيلية
يمانيون – متابعات
بعد مواجهة العديد من البلدان حول العالم تفشي وباء فيروس کورونا، تشير التقارير الإعلامية إلى زيادة عدد المصابين بهذا المرض الخطير في الأراضي المحتلة.
ووفقاً لقناة “روسيا اليوم”، فقد ازداد عدد المصابين بفيروس کورونا في الکيان الإسرائيلي بشكل أسرع من الأيام السابقة بحلول يوم السبت 21 مارس 2020، ووصل إلى 883 حالة. كما أعلنت وزارة الصحة في الکيان عن وفاة أول شخص بسبب هذا الفيروس في تل أبيب.
ومع استمرار حالة الطوارئ في الضفة الغربية والأراضي المحتلة بسبب تفشي كورونا، يشعر الفلسطينيون بالقلق حيال مصير أقاربهم في السجون الإسرائيلية.
وذکرت جمعية نادي الأسير الفلسطيني أن 200 أسير فلسطيني يعانون من أمراض مزمنة، ويمكن أن تهدد حياتهم بشكل خطير إذا انتشر الفيروس في السجون.
وبحسب السلطات الفلسطينية، هناك 5000 فلسطيني، بينهم نساء وأطفال، محتجزون حاليًا في السجون ومراكز الاعتقال الإسرائيلية، وهي الإحصائية التي يعتبرها الكثيرون أكبر بكثير مما يعلن.
لكن هذه المخاوف، وبالنظر إلى الإهمال المتعمد للصهاينة بالحالة الصحية للأسرى والسجناء الفلسطينيين في سجون هذا الکيان في الظروف الحساسة الحالية، دفعت “وصفي قبها” القيادي في حركة حماس الفلسطينية يوم الأحد، ومن أجل منع وقوع كارثة إنسانية بين السجناء الفلسطينيين، إلی توجيه نداء للمؤسسات الدولية لتزويد السجناء الفلسطينيين بمواد التعقيم والنظافة في سجون الکيان الصهيوني.
وقال قبها في بيان إن هذه المؤسسات المهتمة بحقوق الإنسان، يجب أن تزود السجناء الفلسطينيين بهذه المواد لمحاربة فيروس كورونا.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن المسؤول الفلسطيني قوله، إن الکيان الصهيوني رفض طلب الأسرى في سجن “مجدو” الحصول على الأقنعة.
وأضاف قبها أن المسؤولين الصهاينة ورداً علی طلب السجناء الفلسطينيين للحصول علی الأقنعة، قالوا لهم “استخدموا الجوارب بدلاً من الأقنعة”.
وإذ اعتبر هذا التصرف بأنه تجاهل لحياة الأسرى، حذر من أن حرمان السجناء من المعقمات بسبب انتشار کورونا، يعكس نوايا الکيان الصهيوني لإصابة السجناء بالفيروس.
وأشار القيادي في حماس إلى أن السجون الإسرائيلية ليست مناسبةً لحياة السجناء، وحتى الآن لم يتم تعقيم أي من هذه السجون.
وفي هذا الصدد، نقلت وكالة أنباء الأناضول عن مسؤول فلسطيني قوله، إن مسؤولي السجون قللوا من عدد معدات التنظيف والتعقيم المقدمة للسجناء الفلسطينيين.
كارثة كبيرة تنتظر غزة المحاصرة
قطاع غزة الذي يبلغ عدد سكانه أكثر من مليونين نسمة، وهو منطقة مکتظة بالسکان للغاية، يشبه جزيرةً نائيةً منذ سنوات بسبب الحصار الصهيوني.
ولکن إغلاق معابر التواصل مع العالم لم يمنع من وصول فيروس كورونا إلی هذه المنطقة، والآن فإن استمرار محاصرة هذه المنطقة ومنع المساعدات الإنسانية من الوصول إليها، في ظل عدم قدرتها على إنتاج المعدات الصحية وضعف بنيتها التحتية الصحية بعد الكثير من القصف الصهيوني المتكرر، يمكن أن يؤدي إلى كارثة شاملة في المنطقة.
حتى الآن تم تأكيد حالتي إصابة بفيروس كورونا في قطاع غزة الذي يتعرض للحصار الإسرائيلي المطبق. ووفقاً لمسؤولين صحيين فلسطينيين، فإن اثنين من الفلسطينيين اللذين سافرا إلی باكستان ودخلا غزة عبر مصر، أثبتت الاختبارات أنهما مصابان بالفيروس.
وقالت الوزارة إن المواطنين محتجزان في الحجر الصحي في مدينة “رفح” بالقرب من الحدود المصرية منذ وصولهما يوم الخميس الماضي.
كما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية أن حوالي 900 شخص عادوا مؤخراً إلى قطاع غزة يخضعون للحجر الصحي، والآلاف أيضاً قد عزلوا أنفسهم في منازلهم. وبحسب الوزارة، يوجد 4000 شخص تحت الحجر الصحي المنزلي أيضاً.
کما تم إغلاق المدارس والأماكن العامة في قطاع غزة خلال الأسبوعين الماضيين، لكن الحصار الإسرائيلي جعل السيطرة علی هذا المرض أكثر صعوبةً، لأن ممثلي منظمة الصحة العالمية لا يسمح لهم بنقل المعدات الطبية.
تعليق حقوق السجناء بذريعة كورونا
لكن رغم المماطلة الإسرائيلية والعراقيل التي يضعونها أمام الاهتمام بصحة الأسرى الفلسطينيين، تفيد الأنباء بأن الصهاينة يستغلون الأزمة الحالية، لزيادة الضغط والقيود على السجناء الفلسطينيين، بحجة السيطرة على مرض كورونا.
وفي هذا الصدد، أفادت جمعية نادي الأسير الفلسطيني أن وضع النساء الفلسطينيات في سجون الکيان الصهيوني خطير للغاية.
وفي بيان لها بمناسبة “عيد الأم”، أعلنت الجمعية بأن السجون الصهيونية تحرم بعض الأمهات الفلسطينيات من رؤية أطفالهن، كما أنه لم تسمح لبعضهن بالاتصال بأطفالهن.
وبحسب “الشرق الأوسط”، جاء في البيان بأن الأمهات الفلسطينيات وبالنظر إلی انتشار فيروس کورونا، في وضع صعب في السجون الصهيونية، وقد ألغى الصهاينة زيارة العائلات وحتى المحامين لهؤلاء الأمهات، وزادوا من السجون الانفرادية بحجة الحجر الصحي.
وأضافت جمعية نادي الأسير الفلسطيني بأن السلطات الإسرائيلية قامت بعزل 100 سجين للاشتباه في إصابتهم بمرض كورونا، في سجن “المسکوبيا” في القدس.
ولكن مع تزايد انتهاكات حقوق الإنسان، وتجاهل أوضاع الفلسطينيين في السجون الصهيونية، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني “محمد اشتية” السلطات الصهيونية يوم السبت، إلى إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين على الفور. وأضاف اشتية أنه ينبغي الإفراج عن الأطفال السجناء والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.