المبعوث غريفت.. مهمته إنسانية أم عدوانية ؟
كتب/ منير الشامي
يبدو أن المبعوث الأممي أضطر بعد أن اصبحت مأرب على مرمى حجر من الجيش واللجان الشعبية وباتت قاب قوسين أو أدنى من تطهيرها من براثن الخيانة ورجس الارتزاق أن يكشف علنا عن دوره الحقيقي في مهمته كمبعوث أممي إلى اليمن والتي تولاها منذ قرابة عامين .
وبجراءة منقطعة النظير نطق كفرا بعد أن صمت دهرا وفضح حقيقة الدور المشبوه الذي يقوم به من موقعه كمبعوث أممي فلخص هدف زيارته بالقول يجب ان تظل مأرب “ملاذًا” آمنا لقيادات الاحتلال والخونة والعملاء من مرتزقتهم فلا مشكلة او اعتراض على استمرار الحرب والحصار وعلى اشتعال المعارك في اي مكان من ارض اليمن إلا مأرب والمطلوب من الجيش واللجان الشعبية عدم الاقتراب من هذه المدينة ، وعقب لقائه بالعرادة قال: اليمن تمر بمنعطف خطير وحذر من احتمال انزلاق البلد الى صراع واسع !!!
متناسيا او متجاهلا أن اليمن تتعرض لأبشع عدوان اجرامي منذ خمس سنوات خلت، استهدف خلالها تحالف العدوان كل شيء وانتهك خلالها كل الحرم فقتل عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء اطفالا ونساء ورجالا، وقصف فيها طيران العدوان الأرض اليمنية وكل ما عليها بمئات الآلاف من القنابل والصواريخ المحرمة دوليا، التي استهدف فيها منازل المواطنين والمدارس والمستشفيات وآبار المياة وصالات العزاء والمساجد والشوارع والطرقات والاسواق …
إلخ .
وبدلا من أن يقوم بدوره المنوط به في الدفع نحو عملية السلام الشاملة والعادلة ، او في الضغط على تحالف العدوان ومرتزقته لتنفيذ إتفاق استوكهولم وإيقاف خروقات المرتزقة لهذا الاتفاق في الساحل الغربي التي لم تتوقف لحظة واحدة حتى اليوم وحصدت آلاف الضحايا من المواطنين الابرياء ودمرت عشرات المنازل ، أوالسعي لفك الحصار المفروض على مديرية الدريهمي من قبل مرتزقة العدوان، او حتى فتح المنافذ وادخال المساعدات إليهم، أوتحريك ملف الأسرى بإعتباره ملف إنساني بحت او يبذل جهوده لرفع وتخفيف معاناة الشعب، وصرف المرتبات، واطلاق سفن الغذاء والمشتقات النفطية التي تحتجزها قوى العدوان، وفتح مطار صنعاء ورفع الحصار الجائر، وجدناه للإسف يصل عاجلا ويتوجه مسرعا إلى مأرب ليقول بكل بجاحة ومكر “يجب أن تبقى مأرب ملاذا آمنا أمام النازحين”
ولست أدري اي نازحين يقصد ؟ فمأرب لم تستقبل أي نازحين طيلة أعوام العدوان، بل إنها تستقبل حشود الخيانة والعمالة والارتزاق من قبل العدوان بسنوات حتى أصبحت الوكر الأكبر لقوى العدوان ومرتزقته!
إن مكر الثعالب الذي يمارسه المبعوث الأممي منذ أن استلم مهامه انكشف علنا بلسانه وبألفاظه اليوم في مأرب والتي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن مهمته هي عرقلة وإيقاف أي خطوات حقيقية يمكن أن تفضي إلى إيقاف الحرب نهائيا، ويعمل على كل ما من شأنه أن يحقق استمرار الحرب وإطالة زمن العدوان، وأن مهمته الحقيقية مهمة عدوانية لا إنسانية، فالعالم من اقصاه إلى أقصاه بات يعلم علم اليقين أن تطهير مأرب وتحريرها من دنس الخونة والغزاة ومرتزقتهم يمثل حجر الزاوية لتوقف الحرب كون مأرب في ظل الوضع الذي هي عليه الآن تمثل قطب الرحى للحرب والعدوان، ولأنها كذلك وبقاءها على هذا الحال له أهميته القصوى لإستمرار الحرب والعدوان ويزيد من تفاقم معاناة الشعب اليمني، فقد أقبل لاهثا إلى مأرب لمحاولة الحيلولة دون تطهيرها من قبل الجيش واللجان الشعبية لأن ذلك يعني كسر قطب رحى العدوان وهو الأمر الذي يدركه الشعب اليمني قيادة وشعبا وجيشا ولجانا.
وعلى أي حال فاليعلم المبعوث الأممي أنه لن يجني من موقفه هذا إلا كشف حقيقته وحقيقة مساعيه، ومهما سعى على هذا النحو فلن يحقق شيئا، وسيعود بخفي حنين يجرجر أذيال الخيبة، فقيادتنا عرضت لمرتزقة مأرب السلام وتجنيبها الحرب وهي أحرص قيادة في العالم على حقن دماء اليمنيين جميعا، فإن قبلوا فما عليهم إلا المبادرة لذلك وإن رفضوا ذلك فلا خيار أمام جيشنا ولجانه الشعبية غير تطهير مدينة مأرب بالقوة وليعلم المبعوث الأممي ان الذي يده في الماء غير الذي يده في النار وأن الشاعر العربي يقول :-
لا يسهر الليل إلا من به ألم
والنار ما تحرق إلا رجل واطيها