اتخاذ إجراءات احترازية لمواجهة كورونا في اليمن
يمانيون – متابعات
رفعت مختلف الدول استعداداتها إلى الدرجة القصوى وطبقت إجراءات احترازية لتجنب وصول فيروس كورونا إليها، بعد انتقاله إلى 64 دولة.
وفي ظل تزايد حالات الإصابة بالمرض عالمياً، تبذل الوزارات والجهات المعنية في اليمن جهوداً كبيرة بتعزيز إجراءات الرصد والمراقبة في منافذ الدخول إلى البلد.
اللجنة الفنية المشتركة للاستعداد لمواجهة فيروس كورونا، أقرت خطة وطنية لمواجهة فيروس كورونا بالتنسيق مع القطاعات ذات العلاقة لرفع مستوى الجاهزية وتعزيز الترصد الوبائي، وتشكيل غرفة عمليات مشتركة تضم كافة الجهات المعنية لمتابعة ما يستجد عن الفيروس.
وتضمنت الخطة، تعزيز المختبرات المركزية بالإمكانات اللازمة لفحص أي حالة اشتباه وتأكيد التشخيص وتعزيز إجراءات الحجر الصحي وجاهزية المنافذ الجوية والبحرية والبرية وتكثيف التوعية الصحية.
وزارة الصحة العامة والسكان أعلنت خلو اليمن من أي حالة اشتباه أو مؤكدة بفيروس كورونا حتى الآن، وهو ما أكدته منظمة الصحة العالمية.
فيما أوضح مكتب المنظمة باليمن في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر”، إن خطر انتشار فيروس كورونا المستجد في اليمن لا يزال منخفضاً، مضيفاً انه يتم العمل مع وزارة الصحة والشركاء لضمان الجاهزية والاستعداد للاستجابة في حال التأكد من وجود حالات إصابة بالفيروس.
وأوضح وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل، أن الوزارة شرعت بعد إعلان الجائحة عالمياً باتخاذ إجراءات احترازية لمواجهة الفيروس أهمها توفير محاليل فحص فيروس “كورونا”.
ولفت إلى أنه تم افتتاح مركز العزل بأمانة العاصمة وتجهيزه بمعدات حديثة وأجهزة تنفس صناعي وأسرة عناية مركزة وغرف العزل، ونظام تهوية وفقا لأحدث الطرق المعمول بها دولياً، وتدريب الطواقم الطبية وتجهيز فرق الاستجابة السريعة في مختلف المنافذ.
وأشار إلى أنه تم التنسيق بين وزارتي الصحة والنقل والمنافذ البرية لتفعيل الحجر الصحي للقادمين إلى أرض الوطن، كإجراء احترازي لمنع دخول الفيروس.
من جانبها أصدرت وزارة النقل والهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تعميماً للمطارات الدولية في الجمهورية اليمنية لتعزيز الإجراءات الاحترازية لمواجهة الفيروس.
وألزمت الوزارة والهيئة، شركات الطيران تعبئة الاستبيان الصحي لبيانات المسافرين وفقا للنموذج المعد سواء في الطائرة أو في صالات المطارات والعمل على موافاة مكاتب الصحة بالمحافظات ببيانات الركاب الواصلين من الصين لمتابعة حالاتهم.
وأكد التعميم ضرورة الالتزام بإبراز الإرشادات الخاصة بالوقاية من فيروس كورونا في صالات المغادرة والوصول وتحديد رقم للتواصل في حالة وجود أي اشتباه بالإصابة.
رئيس اللجنة الفنية المشتركة للاستعداد لمواجهة فيروس كورونا وكيل وزارة الصحة لقطاع الرعاية الدكتور محمد المنصور، أشار إلى أن اللجنة اتخذت عدداً من الإجراءات أهمها إقرار الخطة الوطنية لمواجهة كورونا وتشكيل غرفة عمليات مشتركة تضم مختلف الجهات.
ولفت إلى أنه تم مخاطبة منظمتي الصحة العالمية واليونيسف لتوفير الاحتياجات العاجلة لمبنى الحجر الصحي بمطار صنعاء الدولي.
وأكد رئيس اللجنة أنه تم تكليف غرفة العمليات باتخاذ كافة الإجراءات لاستقبال الطلاب اليمنيين الذين يدرسون في مدينة ووهان الصينية وترتيب إجراءات الحجر الصحي لهم لمدة 14 يوماً في حال تم نقلهم مباشرة إلى اليمن.
وقال “الفيروس جديد ولذلك فإن المعلومات والبيانات عنه غير كافية وغير نهائية ويتم تحديثها على مدار الساعة”.
وأوضح الدكتور المنصور أن أمراض الجهاز التنفسي يصعب منع دخولها إلى البلاد مهما كانت قوة النظام الصحي.. مبيناً أن الصعوبة تكمن في أن المسافر يكون حاملاً للفيروس ولم تظهر عليه الأعراض لأن أطول فترة حضانة له تصل إلى 14 يوما.
وذكر أن غرفة العمليات تعمل على مدار الساعة وتقوم بمتابعة كل ما يستجد عن الفيروس ومتابعة دخول المسافرين عبر كل المنافذ واتخاذ الإجراءات المناسبة وكذا تدريب الكوادر وتعزيز إجراءات العدوى.
وحسب تقرير صادر عن وزارة الصحة، تمثلت أهم التدابير التي تم اتخاذها في إطار الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، بإعداد خطة وطنية حددت الاستراتيجيات المتبعة لمواجهة الفيروس والتقييم السريع لمدى الجاهزية على عدة مستويات.
كما تم تكليف خبير وبائيات بالوزارة كمسئول مباشر لتنفيذ ومتابعة إجراءات التأهب والاستعداد لفيروس كورونا وتعيين كادر مساعد له، والتعميم لجميع مدراء مكاتب الصحة في المحافظات والكوادر الصحية وكوادر الترصد الوبائي والاستجابة السريعة لرفع الجاهزية والتأهب لمواجهة الفيروس وإعداد مواقع للحجر والعزل الصحي في جميع المنافذ البرية والجوية وتفعيل عمل هذه المواقع والنزول الميداني للتقصي والمناوبة بشكل متواصل عبر منسقي الترصد الوبائي بالمحافظات وفرق الاستجابة السريعة للصحة في المحافظات والمديريات.
وأشار التقرير إلى أنه تم تشكيل فرق من أخصائيي الوبائيات وتكليفهم بإعداد الأدلة النمطية المؤقتة المتعلقة بالفيروس وطرق التعرف عليه وعزل الحالات إن وجدت، وتشكيل اللجنة الفنية المشتركة لمواجهة كورونا.
ولفت التقرير إلى أنه تم تشكيل غرفة عمليات مشتركة من عدة قطاعات تعمل بشكل يومي منذ شهر تقريبا لمتابعة الوافدين من الدول الموبوءة والتحقق من عدم وفود أي حالة مصابة بكورونا إلى اليمن والإشراف على الاستعدادات في المحافظات، وكذا تفعيل إجراءات الحجر الصحي في المنافذ البرية والجوية وتزويدها بأجهزة الفحص الحراري وأدوات الوقاية الشخصية.
كما تم تجهيز مراكز عزل في أمانة العاصمة ومحافظات إب والبيضاء وريمة لمواجهة أي حالة مشتبه إصابتها بالمرض، وتدريب مدربين حول الفيروس، وكذا إنتاج فلاشات تلفزيونية وتنويهات إذاعية توعوية خاصة بالمرض وتصميم وطباعة 20 ألف بروشور توعوي وتوزيعها في المنافذ والأماكن المحددة وتوزيع المستلزمات المطلوبة للعاملين الصحيين في المنافذ ومراكز الحجر والمستشفيات المخصصة.
وأكد التقرير أن وزارة الصحة وفرت المحاليل الخاصة بفحص الفيروس في حال الاشتباه أو المرض كما وفرت 36 جهاز قياس حرارة عن بعد، تم توزيعها على المنافذ البرية لمتابعة حالات وحرارة الوافدين.
وبين التقرير أنه يتم جمع وأخذ بيانات الوافدين من الصين ومتابعة حالاتهم خلال 14 يوماً منذ وصولهم وتوعيتهم وتحديد نمط الحياة الذي يجب أن يكونوا عليه خلال هذه الفترة لحمايتهم ومن حولهم، وكذا طباعة 100 ألف كرت صحي للوافدين من خارج البلاد عبر المنافذ الجوية والبرية، والتنسيق مع الخطوط الجوية اليمنية لرفع كشوفات الوافدين من الخارج وكذا التنسيق مع الهيئة العامة للنقل البري لمتابعة الوافدين براً.
وحسب التقرير تم إصدار الأدلة النمطية المؤقتة الخاصة بالوباء وتعميمها على جميع المحافظات وكذا قيام الهيئة العليا للأدوية باستنفار مستوردي الأدوية والمستلزمات الطبية بتوفير الكمامات وسوائل تعقيم لليدين وغيرها كمخزون استراتيجي.
وأفاد التقرير أنه تم تدريب الكوادر الصحية في مركز الحجر الصحي بمطار صنعاء ومركز العزل بمستشفى زايد، والمختبر المركزي على كيفية التعامل مع حالات كورونا ومكافحة العدوى.
فيما تقوم غرفة العمليات المركزية المشتركة بمتابعة القادمين من خارج اليمن عبر فرق الاستجابة السريعة وتطبق عليهم الحجر الصحي المنزلي، حيث بلغ إجمالي الوافدين 247 شخصاً تمت متابعة 96 منهم وإغلاق ملفاتهم ويوجد حالياً 151 شخصاً تحت المتابعة اليومية من قبل فرق الاستجابة السريعة.
وتتمثل أعراض فيروس كورونا في ارتفاع درجة الحرارة متبوع بسعال جاف وصداع شديد وضيق في التنفس وإعياء شديد والتهاب رئوي ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد، مع قصور وظائف عدد من أعضاء الجسم حتى الوفاة، ونادراً ما تأتي الأعراض في صورة عطس أو سيلان مخاط من الأنف.
ويكون كبار السن، والأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية سابقة مثل (الربو، السكري، أمراض القلب) هم الفئة الأكثر عُرضة للإصابة بالفيروس.
وتستمر فترة حضانة الفيروس – ما بين الإصابة وظهور الأعراض – حوالي 14 يوماً، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فيما يشير بعض الباحثين إن الفترة قد تستمر حتى 24 يومًا.
وتتمثل طرق الوقاية من فيروس كورونا، الاستمرار بغسل اليدين بالماء والصابون وتجنب التواصل المباشر مع الأشخاص المصابين بأي مرض تنفسي وعدم لمس العينين أو الأنف أو الفم دون غسل اليدين بالماء والصابون، والعمل على تطهير الأسطح التي تتلوث سريعاً، إلى جانب تناول كمية كبيرة من السوائل الدافئة.