إفشال هجوم لقوى «التحالف» في الدريهمي
يمانيون -تقارير – جريدة الأخبار اللبنانية
تتكرّر محاولات الميليشيات الموالية للإمارات إحداث اختراق عسكري على جبهة الساحل الغربي، وتحديداً غرب مدينة الحديدة. محاولاتٌ كان آخرها يوم الثلاثاء الماضي في محيط مدينة الدريهمي، حيث تمكّنت قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية من إفشال هجوم استخدمت فيه تلك الميليشيات مختلف أنواع الأسلحة. ومع ذلك، عاود المهاجمون الكرّة يوم الأربعاء، مُنفّذين ثلاث عمليات باءت هي الأخرى بالفشل.
مصدر عسكري في مدينة الحديدة أوضح أن هجوم الثلاثاء انطلق عبر ثلاثة مسارات، واستمرّ لساعات طويلة بمساندة أكثر من 35 مدرعة وآلية ودبابة واحدة. وأشار المصدر إلى أن «ذلك الانتهاك الكبير لاتفاق وقف إطلاق النار تزامن مع استهداف ميليشيات العدوان ليل الثلاثاء ــــ الأربعاء قريتَي الشعب والشجن الواقعتين في محيط الدريهمي»، و«إطلاقها نيران الأسلحة الرشاشة الثقيلة على شمال غرب مديرية حيس»، فضلاً عن «استحداثها بجرافتين عسكريتين تحصينات قتالية جديدة غربي منطقة الجبلية في مديرية التحيتا». وأضاف إن «الخروقات طاولت خلال اليومين الماضيين حارة الضبياني في منطقة 7 يوليو السكنية في مديرية الحالي داخل مدينة الحديدة، فيما امتدّت نيران الرشاشات إلى أماكن مختلفة في كيلو 16 في المديرية نفسها».
وجاء هذا التصعيد بعد يوم واحد من اجتماع قائد ميليشيات «حراس الجمهورية»، المدعومة إماراتياً، طارق صالح، بالقائد العام لـ«قوات العمالقة» علي سالم الحسني، ونائبه العميد حمدي شكري، والعميد رائد الجهمي، والعميد بسام المحضار، في مدينة المخا الساحلية التابعة لمحافظة تعز إدارياً. ووفقاً لمصادر عسكرية في ما تسمى «المقاومة التهامية» الموالية للرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي، فقد أقرّ الاجتماع تدشين مرحلة جديدة من التصعيد العسكري في الساحل الغربي. وفي أول ردّ من صنعاء على التصعيد المتجدّد هناك، توعّد عضو «لجنة التنسيق المشتركة لإعادة الانتشار في الحديدة»، اللواء محمد القادري، القوات الموالية لـ«التحالف» بـ«دفنها في رمال الساحل الغربي إذا لم تتدخّل الأمم المتحدة لوقف خروقها المستمرة لاتفاق السويد». واعتبر القادري أن «ما تتعرّض له مدينة الدريهمي منذ أيام تجاوز خرق وقف إطلاق النار، حيث أصبح الوضع في حالة حرب مفتوحة». وأكد أن الميليشيات المدعومة إماراتياً «تكبّدت خسائر فادحة خلال اليومين الماضيين، ولا تزال جثث عناصرها في أرض المعركة وفي إدارة أمن الدريهمي». من جهته، رأى محافظ الحديدة، محمد عياش قحيم، أن ما حدث في الدريهمي «يؤكد عدم وجود أيّ نيّات لدى الطرف الآخر لتنفيذ اتفاق السويد»، مشيراً إلى أن «أربعة ألوية بكامل عددها وعتادها شاركت في هجوم الثلاثاء».
في سياق متصل، أفادت مصادر عسكرية في المنطقة العسكرية الخامسة التابعة لصنعاء بتسجيل 451 خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار في مديرية الدريهمي المحاصرة منذ بداية شباط/ فبراير الجاري. ولفتت المصادر إلى أن تصاعد الخروقات حوّل حياة الآلاف من المدنيّين العزّل إلى جحيم. وكانت أحدث إحصائية قد أكدت تنفيذ قوى «التحالف» أكثر من 52 ألف خرق للاتفاق منذ توقيعه وحتى مطلع الشهر الحالي، مشيرة إلى تسبّب ذلك بمقتل حوالى 1070 مدنياً، بينهم نساء وأطفال، وجرح أكثر من 3580.