بعد عملية البيان المرصوص .. مخاوف أمريكية وتحركات أممية لإنقاذ السعودية ومرتزقتهم في اليمن
يمانيون – تحليل / عبدالله الحنبصي
من جديد فشل تحالف العدوان السعودي الامريكي، عبر ادواته في محافظة مأرب من إقتحام العاصمة صنعاء وفقاً لما كان يخطط له.
بل أن المخطط إنقلب رأساً على عقب، فمعا أول تحرك عسكري لمرتزقة العدوان في مديرية نهم بمحافظة صنعاء، تصدى ابطال الجيش واللجان الشعبية الشهر الماضي لعدة زحوفات واسعة قام بها مرتزقة العدوان بغية التقدم نحو العاصمة صنعاء، وما هي الا أيام وصدرت التوجيهات العسكرية بالرد على ذلك التصعيد من خلال شن اكبر عملية عسكرية اطلقها الجيش واللجان تحت اسم ” عملية البنيان المرصوص”.
وتعتبر عملية “البنيان المرصوص” التي نفذتها قوات الجيش واللجان الشعبية في اليمن أكبر عملية هجومية منذ بداية العدوان حتى الآن، إذ كبدت العدوان خسائر فادحة وأدت إلى تطهير مساحات شاسعة وبسط السيطرة على مساحة جغرافية تزيد عن ٢٥٠٠ كم مربع.
كما تعد من العمليات المعقدة والواسعة الذي تحكمها اهداف ومسارات استراتيجية تفوق اي عملية سابقة ،،حيث ركزت على تحرير مساحات واسعة من الجغرافيا التي تسيطر عليها قوى العدوان منها جبهة نهم ومديريات متعدده في محافظة الجوف ومأرب .
وقد اعترف تقرير أمريكي بخطورة الوضع على حلفائهم السعوديين ومرتزقتهم في اليمن، سيما بعد عملية البنيان المرصوص.
واشار معهد الشرق الأوسط الأمريكي، الى أن القوات اليمنية تمكنت في عملية البيان المرصوص من تحقيق عدة أهداف أولها:” حماية الأراضي التي اكتسبوها، والقضاء على أي تهديدات عسكرية حالية ومستقبلية، أما الثانية فهو زيادة التهديدات ضد حكومة هادي وداعميها في السعودية والإمارات، الامر الذي يعزز من موقف حكومة صنعاء في أي محادثات سلام مستقبلية، كما ربط المعهد العملية العسكرية التي تأتي كردة فعل على التصعيد العسكري والخطة السعودية لاقتحام العاصمة صنعاء، بمسألة باب المندب، حبت اشار التقرير الى أن هذه العملية تهدد خطة الامارات في السيطرة على باب المندب.
ومن واقع تقدير الموقف يتضح ان العدوان ومرتزقته تلقى واحدة من اكبر الهزائم الاستراتيجية التي لحقت به وبقواته على الارض وانه فقد وبشكل كامل السيطرة على الوضع في الجبهات الشرقية والشمالية بمأرب والجوف وتبخر حلمه في السيطرة على العاصمة صنعاء وهذه اهم جزئية،.
اما الوضع العسكري بالمستقبل فهو يشير الى ان قوات المرتزقة في مأرب والجوف دخلت خط الانهيار وان الجيش واللجان اصبح لها القدرة التامة على دخول مدينة مأرب و استكمال تطهير باقي مديريات مأرب وايضا الجوف وهذا ما دفع المبعوث الأممي الى اليمن، مارتن غريفيث الى القيام بزيارتين في اقل من اسبوع الى العاصمة صنعاء بغية إنقاذ الموقف، سيما بعد أن ادى التصعد العسكري لقوى المرتزقة وقوات التحالف السعودي الامريكي الى نتائج عكسية على ارض المعركة.
وأمام هذا التراجع والفشل الكبير لقوى العدوان ومرتزقته، تأتي زيارة المبعوث الأممي الى اليمن، من اجل وقف أي تقدم للقوات اليمنية الى مأرب بالضغط على قيادة الثورة ممثلة بالسيد عبدالملك الحوثي وكذا الحكومة اليمنية في صنعاء والمجلس السياسي الاعلى الذي يمثل اعلى سلطة رسمية في الدولة.
ولم تفلح الضغوط الاممية السابقة في ثني القوات اليمنية عن تطهير كامل مديرية نهم وعدد من مديريات محافظتي مأرب والجوف، حيث ابلغ قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي المبعوث الأممي مارتن غريفيث خلال لقاءه به الاسبوع الماضي بأن عليه التركيز على تنفيذ اتفاق السويد وكشف المعرقلين، فضلا عن توضيح الصورة الحقيقية لعمليات التصعيد العسكري لقوى العدوان ومرتزقتها المتكررة في مختلف الجبهات.
ومع عودة غريفيث ، اليوم الى صنعاء، ولقاءه بقائد الثورة ، يبدو أن الاول جاء الى العاصمة وفي اجندته هذه المره تعهدات سعودية تتعلق برضوخها لما سبق الاتفاق عليه وخاصة بشأن إتفاق السويد وذلك في مقابل التزام القوات اليمنية بعدم اقتحام مدينة مأرب التي باتت على مسافة قريبة من السقوط بأيدي الجيش واللجان الشعبية.
ويشكك الكثيرين في صدق النوايا الاممية لإحلال السلام، خاصة وان تحركات المبعوث الاممي السابق اسماعيل ولد الشيخ بدعوى انعاش المفاوضات كانت تجر وراءها على الاغلب تصعيد عسكري لقوى العدوان، بينما اضحت تحركات المبعوث غريفيث تتسم بأنها لا تأتي الا عند فشل عمليات التصعيد التي تقوم بها دول العدوان، ليخرج المبعوث الجديد بمبادرات وتحركات سياسية، ليس من اجل السلام وانما لانقاذ التحالف من ردود الفعل.