صحيفة عطوان : هل شارك جهاز “المُوساد” في الرّصد والتّنفيذ لإغتيال سليماني ؟
يمانيون – متابعات – رأي اليوم
ذا أراد المَرء أن يَعرِف مدى خُطورة الفريق الرّاحل قاسم سليماني وأهميّته السياسيّة والعسكريّة، ما عليه إلا أن يُتابع “مهرجانات” الفرح التي سادَت أوساط الإعلام الإسرائيليّ المَقروءِ مِنه والمرئيّ والمسموع بعد تَأكُّد أنباء اغتِياله في غارةٍ شنّتها طائرة أمريكيّة مُسيّرة بعد وصوله إلى مطار بغداد فجر يوم الجمعة الماضي.
بنيامين نِتنياهو، رئيس وزراء دولة الاحتِلال، كان الوحيد في العالم الذي أشاد بـ”حزم” و”شجاعة” الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب الذي “اتّخذ القرار بتنفيذ عمليّة الاغتيال” مُشدَّدًا على “أنّ إسرائيل تَقِف بشكلٍ كاملٍ إلى جانِب الولايات المتحدة في مُمارَسة حقّها في الدّفاع عن النّفس”.
ثلاثة أُمور تُؤكِّد وبطريقةٍ مُباشرةٍ على احتِمال وجود دور إسرائيليّ استخباريّ، أو تنفيذيّ، في عمليّة اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس وعدد من مُرافقيهما:
الأوّل: تركيز اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي اليوم الأحد على بحث عمليّة الاغتيال هذه، وكيفيّة التّعاطي مع احتِمالات قصف أهداف عسكريّة وبُنَى تحتيّة إسرائيليّةٍ كرَدٍّ انتقاميّ.
الثّاني: حديث نِتنياهو في الاجتماع نفسه عن تحوّل الدولة العبريّة إلى “قوّةٍ نوويّة”، وكأنّه يُهدِّد بطريقةٍ مُباشرةٍ إيران بردٍّ نووي، ولا نعتقد أن هذا الكشف هو زلّة لِسان، وإذا كانت كذلك، فهي مقصودة.
ثالثًا: حرص مايك بومبيو، وزير الخارجيّة الأمريكي، على التّأكيد على اتّصاله برئيس الوزراء الإسرائيلي قبل تنفيذ عمليّة الاغتيال، وأعاد أمس الشّيء نفسه في اتّصالٍ معه، وحرص على أنّه “سيظل مُمتنًّا على الدّوام لدعم إسرائيل الثّابت فيما يتعلّق بدحرِ الإرهاب”.
لا نستبعد في هذه الصّحيفة، ومن خلال الاحتِفالات في الإعلام الإسرائيلي باغتيال سليماني، ووصفه لهذه الجريمة بأنّها “انتصارٌ تاريخيٌّ على محور الشّر بقيادة إيران”، أن تكون المُخابرات الإسرائيليّة لعِبَت الدّور الأكبر في تنفيذها، مِثلَما لا نَستبعِد أيضًا، أن يكون نِتنياهو المُعلّم الأكبر لترامب هو الذي أقنعه، وبالتّالي أمَرهُ بتنفيذها.
الراحل سليماني دوَّخ دولة الاحتِلال الإسرائيلي وكسَر أنف غُرورها، ولعب دورًا كبيرًا في تحطيم أُسطورة تفوّقها العسكريّ عندما زوّد فصائل المُقاومة الفِلسطينيّة واللبنانيّة والحوثيّة بتكنولوجيا الصّواريخ الدّقيقة، وجعلها تَحسِب ألف حِساب قبل إطلاق رصاصة واحدة على الجبهتين الشِّماليّة والجنوبيّة.
ترامب أصبَح أسير اللّوبي الإسرائيليّ الذي استخدمه كأداةٍ للتخلّص من آخِر أعدائه هو الفريق الحاج سليماني، وإشعال فتيل الحرب في مِنطَقة الخليج الأكثر التِهابًا في العالم هذه الأيّام، ومن المُؤكِّد أنّه، وبلاده، سيَدفعان ثمنًا باهِظًا لهذه الحماقة، وخسارته الانتخابات الرئاسيّة المُقبِلة بالتّالي.. واللُه أعلم.
“رأي اليوم”