رجال الله والهوية الإيمانية
كتبت/ نوال أحمد
على هذه الأرض اليمانية وُِجِدَ الأحرّار وخُلِق الأنصار من ثاروا بوجّه الظلم والإستعمار ؛ فلقد شاء الله أن يوجَد هؤلاء الرجال المجاهدين الأبطال في عالمنا اليوم؛ ليكُونوا هم أمل هذه الأمةِ الحالمة بفجر الحرية ؛ المُفتقدة للكرامة.
إنهم رجال الله على هذه الأرض التي من رَحمِها جاءوا؛ وكحِمم البراكين ثاروا ؛ وكهول المفاجآت العظيمة برزوا ؛ وكغضب الأرض المفجوعة من الزلازل القوية وقفوا ؛ رجالٌ بقوة الإيمان أمام العواصف صمدوا ؛ وبالإرادة والعزيمة في كل ميادين البطولة ثبتوا ؛ رجال بالإعتماد على الله أبدعوا وأنجزوا ؛ وإلى فضاء المجد تراهم بالعزة شمخو و في سماء الحرية بالكرامة حلّقوا. إنهم رجال الله من على أذناب قوى البغي و الإجرام ببأسهم الشديد اليماني في كل المعارك ينتصروا.
فهنا الأرض اليمنية المباركة المعجونة تربتها الطاهرة بعزة وكرامة الإنسان الإيماني اليماني؛ الأرض التي أخَذَّت إلهامها و روحها وأهدَته رجالها فجعلتهم للعالم سفراؤها الأوفى ؛ واستحقوا وسام الشرف بأن يكونوا للعالمين النموذج الإيماني الأكمل و الأرقى .
أولئك هم مجاهدينا من جيشنا ولجاننا الشعبية الصادقين ؛ أولياء الله وجنده الميامين؛ رجال الله المؤمنيين من واجهوا الشدائد و الصعاب بقوة الإيمان فثبتوا ولم يتزلزلوا؛ خاضوا الأهوال بسيف الوعي والقرآن ومضوا شجعان ما ضعفوا ولا هانوا؛ قالوا وفعلوا؛ عاهدوا فصدقوا؛ ثبتوا في الميدان وخاضوا الحرب وما أنصرفوا
رجالٌ جسّدوا آيات القرآن واقعا وانطلاقة ً؛جهاداً في الحياة و حركة في الميدان.
رجال في سبيل الله يضحّون ؛في لواء الكرامة يستبسلون ؛ وتحت راية الحق والعدالة يقاتلون؛ يبذلون؛ يضحّون؛ يُجرحون؛يُأسَرون؛ فما وهنوا ولا ضعفوا وعلى الحق ثبتوا وما تراجعوا ؛ يظلون هم الأعلون؛ وبعزائمهم الإيمانية في كل الأحوال منتصرون وفوق عدوهم قاهرون .
مجاهدينا العظماء من أبطال الجيش واللجان الشعبية الذين عرجوا بشموخهم وكرامتهم في فضاء المجد الرحيب ؛ مجاهدينا الأبطال هم الذين من بندقية صنعوا الإنتصارات وسطروا أقوى الملاحم و رسموا البطولات ؛ فبثقافتهم القرآنية وأخلاقهم العالية بهروا شعوب العالم وأسروا قلوب الملايين من أبناء أمتنا .
فما أحوج رجالات هذه الأمة إلى التأمل في تاريخ وإنتماء هؤلاء المجاهدين الفذوذ والتمعُّن في النظر إلى ظِلالِهم المديده والوقوف بإجلال أمام هاماتهم العالية ؛ إنهم الرجال العظماء وعمالقة الإيمان والشجاعة الأجِلاَّء ؛ فالأولئك الأقزام المُتخفيّن و المتوارين خلف الستار ؛ هلِمُّ إلى هنا حيث الكمال الإيماني والإنساني في هؤلاء الرجال ؛ تعالوا وأنتهلوا من كِعاب رجولتهم مهاراتهم العالية وشجاعتهم القتالية ؛ إكتسِبوا منهم الدروس. وتعرفوا على فيض عطائهم الذي فاق كل العطاء ؛ والذي به في الأفق القريب رُسمت آيات النصر المبين .
أيها المتخلفون والقاعدون تعالوا إلى حيث يتواجد هذا النور الجهادي والقرآني ولتتعلموا من رجال الله المؤمنون هذه المواقف الإيمانية وتزودوا من أخلاقهم القرآنية؛ وخُذوا لكم قليلاً من هذه الشجاعة الحيدرية ؛ فلا نموذجاً رجولياً أرقى ولا رمزاً جهادياً وبطولياً أقوى من هؤلاء المجاهدون العظماء؛ فكيف لا يكونوا هم الإنموذج الأرقى لأن يحتذى بهم في عالمنا وهم من إرتبطت هويتنا الإيمانية بإنتصاراتهم وإنجازاتهم اليمانية ؛ فَهُم الرماح الملتهبة والسِهام الصائبة التي ضربت وتضرب نحور الفُجّار وتخرق صدور المنافقين الكفار أعداء الله وأعداء الإنسانية المفسِدون في الأرض.