صدور تقرير عن واقع حقوق الإنسان في اليمن خلال سنوات العدوان
يمانيون – دشنت وزارة حقوق الإنسان بصنعاء اليوم تقريرها الوطني عن واقع حقوق الإنسان في اليمن خلال 1700 يوما من العدوان.
وأكد التقرير استشهاد وإصابة 43 ألف و345 بينهم نساء وأطفال بعمليات عسكرية مباشرة نفذها طيران العدوان السعودي الأمريكي خلال الفترة 26 مارس 2015 حتى نهاية نوفمبر 2019م .
وركز التقرير على تعمد دول العدوان، استخدام أسلحة جرثومية وعنقودية، من القنابل والذخائر التي تحملُ موادَّ كيمياويةً وكذا منع وصول المواد الغذائية والدوائية ومشتقات النفط والغاز التي أودت بحياة عدد كبير من المرضى الذين يعانون أمراضاً مزمنًة وعجزت المستشفيات والمراكز الصحية باليمن عن إنقاذ حياتهم.
وأشار التقرير إلى أن العدوان تسبب في إعاقة أكثر من تسعة آلاف و 835 من المدنيين بإعاقات مختلفة, وكذا إعاقة 800 طفلاً, إصابة 80 ألف طفل وطفلة بحالات نفسية وعصبية متعددة نتيجة تراكماتِ خمسة أعوام من القصفِ المباشر للمنازل وأماكن التجمعات.
ووفقا للتقرير، قضى 476 ألف و197 مدنياً بعمليات عسكرية غير مباشرة، كما تسبب العدوان في ارتفاع معدلات وفيات الأمهات عند الولادة بنسبة 160 بالمائة عمّا كان عليه قبلَ العُدوان .. مبينا أن 60 مولوداً يموتون من أصل ألف ولادةٍ حية.
وبمقابل ذلك يموتُ 65 طفلاً دونَ سنّ الخامسة من أصل ألف طفل, فيما أصيب اثنين مليوناً و900 ألف طفل من أصل خمسة ملايين و 366 ألف و767 طفلاً وطفلة بسوء التغذية، توفى منهم 400 ألف طفل دون سن الخامسة جراء سوء التغذية الحاد والوخيم.
وبين التقرير أن طفلا يموت كل 10 دقائقَ بسبب أمراض ترتبط بسوءِ التغذية والأوبئة، حيثُ تشيرُ البياناتُ إلى أن 86 بالمائة من الأطفال دونَ سنّ الخامسة، يعانون أحدَ أنواع فقر الدّم و46 بالمائة من الأطفال دونَ سنّ الخامسة يعانون من التقزُّم.
واستعرض التقرير أرقاماً وإحصائيات عن عدد الأمراض والأوبئة التي انتشرت منذ 26 مارس 2015م حتى نهاية نوفمبر 2019م، منها الحصبة والملاريا, حمى الضنك ,التهاب السحايا والكبد وغيرها من الأمراض.
وأبرز التقرير إحصائيات بالمدارس والمستشفيات والمركز الصحية والمزارع والتجمعات السكانية وكذا شبكات المياه والاتصالات ومؤسسات الكهرباء والإعلام والمنشآت النفطية والرياضية والمطارات والموانئ والطرق والجسور والأعيان المدنية والأسواق التي دمرها العدوان.
وبحسب تقرير وزارة حقوق الإنسان، تعمد العدوان تهجير المواطنين بحسب الهوية “أبناء المحافظات الشمالية من المحافظات الجنوبية والتهجير القسري من المنازل والقرى وتسبب أيضا في نزوح ثلاثة ملايين و883 ألف و 488 مواطناً داخل اليمن.
وفي التدشين أشار نائب وزير حقوق الإنسان علي الديلمي إلى أن العدوان مارس خلال خمسة أعوام أبشع أنواع الجرائم والانتهاكات في ظل صمت دولي معيب, ومنها حالات الإغتصاب والاختطاف وغيرها من الانتهاكات التي ارتكبها تحالف العدوان وأدواته في المناطق الخاضعة لسيطرته وكذا السجون السرية التي أنشأها بتعز والمحافظات الجنوبية.
وأكد أن العدوان تعمد استهداف الأعيان المدنية والمنازل والأماكن المكتظة بالسكان والمدارس والمستشفيات والأسواق وصالات الأعراس والعزاء, كما تسبب الحصار في ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وانتشار مرض سوء التغذية.
ولفت إلى أهمية إيصال مظلومية الشعب اليمني بكل مفرداتها إلى اجتماعات مجلسي الأمن وحقوق الإنسان عبر وجود ممثلين لحكومة الإنقاذ، لنقل صورة حقيقية عن معاناة اليمنيين جراء استمرار العدوان والحصار.
وأشار الديلمي إلى وزارة حقوق الإنسان ستشهد نقلة نوعية في العام 2020، والذي سيسهم في تطوير عملها الميداني في رصد انتهاكات وجرائم العدوان.
فيما دعا مستشار الرئاسة الدكتور عبد العزيز الترب الإعلاميين إلى التعامل بجدية مع التقرير وعكس ما تضمنه من أرقام وحقائق عن جرائم وانتهاكات العدوان بحق الشعب اليمني منذ ما يقارب خمس سنوات إلى الرأي العام العالمي.
وقال “تم إبلاغ المبعوث الأممي خلال زيارة الأخيرة لليمن عن ضرورة فتح مطار صنعاء الدولي، تنفيذا لاتفاقية السويد وكذا إبراز المعرقل للاتفاقية وإرجاع وظائف البنك المركزي إلى صنعاء”.
بدورها أوضحت وزيرة الدولة رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة رضية عبدالله أن العدوان لم يستثن المرأة والطفل من جرائمه وانتهاكاته المستمرة خلال الخمسة الأعوام الماضية.
وأكدت أهمية دور الإعلاميين في فضح جرائم العدوان وانتهاكاته .. لافتة إلى ما ترتكبه أدوات العدوان من انتهاكات بحق المدنيين في المحافظات الجنوبية، ومنها حالات الإغتصاب والاختطاف.
وتطرقت الوزيرة رضية إلى قضية سميرة مارش التي تم اختطافها من منزلها بمحافظة الجوف ونقلها إلى محافظة أخرى ورفضه تسليمها .. مبدية استغرابها من صمت المنظمات الدولية إزاء هذه القضية وغض الطرف عنها.
من جهته أشار وكيل وزارة حقوق الإنسان علي تيسير إلى سعي الوزارة خلال العام المقبل إلى تعزيز دورها المؤثر على الساحة اليمنية والدولية وكذا تفعيل دور منظمات المجتمع المدني في دعم جهود تقديم الخدمات للمواطنين.
ولفت إلى حرص الوزارة على إبراز مظلومية الشعب اليمني وما تعرضه لها من انتهاكات وجرائم وتقديم رسالة واضحة للعالم، بما تعرض ويتعرض له الشعب اليمني من عدوان وحصار، طال الشجر والبشر والحجر.
في حين أكدت الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة أخلاق الشامي إلى أن الأطفال والنساء هم أكثر ضحايا العدوان.
ودعت الإعلاميين إلى استمرار فضح جرائم وانتهاكات العدوان وإطلاع الرأي العام العالمي على تلك الجرائم.
حضر التدشين عدد من ممثلي منظمات المجتمع المدني .