هام : حامد يُسقط ترسانة 4 أعوام من الحرب الدعائية
تحليل مضمون خطاب مدير مكتب رئاسة الجمهورية الأستاذ أحمد حامد في تدشين مسابقة فرسان الإعلام الذي أطلقه في 11 ديسمبر 2019م برعاية وزارة الإعلام.
جاء الخطاب لتدشين فعالية مسابقة اعلامية هي الأولى من نوعها في اليمن، ويتلخص في توجيه بوصلة الخطاب الاعلامي في مواجهة العدوان، وأهمية دخول المعركة الاعلامية بشكل علمي منضبط، للعمل على مسارين: الدفاع وإظهار المظلومية، وكشف طبيعة تاريخ الهيمنة الأمريكية السعودية على اليمن والسلطة العميلة، وكيف تعمل تراكمات ممارستهم التخريبية في اعاقة الصمود الوطني وعملية البناء المؤسسي في ظروف مواجهة العدوان.
الأفكار الثانوية والفرعية في الخطاب
دفاعية: تُسقط الاشاعات والدعايات المعادية عن وجود حالة فساد مدمرة في صنعاء تعيق عمل المؤسسات وتحرم المجتمع من الاستفادة من هذا المال العام.
تحليلية: طبيعة الفساد في القوانين واللوائح القديمة لمؤسسات الدولة التي تنتج ظرفاً ملائماً للفساد وهي نتاج فترة حكم سلطة الاستبداد الموالية للخارج.
خطاب حجاجي: مقارنة بين تمترس رجل السُلطة الجديدة من بعد ثورة 21 سبتمبر 2014م، وبين تمترس رجال السُلطة القديمة، في مقارنة بين دلالة مفردة “التباب”، التي تأخذ دلالتين وهي المترفعات التي اُقيمت عليها قصور وفلال رجالات السُلطة السابقة، والمرتفعات والهضاب العسكرية التي ترابط فيها القوى الوطنية اليوم في مواجهة العدوان، ففيما الوطنيون في تباب الواجهة العسكرية مع قوى العدوان، يُطلق عليهم مُلاك تباب القصور الدعايات عن الفساد.
تناسق دلالة الخطاب
اتسم الخطاب بوحدة الدلالة الظاهرة والمضمرة وقد كان مُباشراً أكثر منه مضمراً، شفافاً في تفسير لوحة الواقع المؤسسي الذي أنتج الوضع الراهن الذي فاقمه العدوان، وفي طرح سُبل المعالجة وهو الدفاع عن حرية الوطن والشَعب والتكاتف لبناء الوطن، كما كان شفافاً في ذكر أرقام الموازنات التشغيلية الحالية التي تُسير بها مؤسسات الحكومة والتي لا تُعد شيئاً أمام ما كانت ترصد لمؤسسات الدولة من موازنات ولم يكن لها أدنى المخرجات، فيما اليوم هناك مخرجات عملية في عدد من مؤسسات الدولة في ظل الموازنات التشغيلية المتدنية التي بالكاد تكفي لتحريك العمل ناهيك عن وجود فائض للعبث والفساد واللهو كما تتحدث الشائعات.
المواقف والآراء
كان الخطاب ملتزماً بموقف، لا يدعي الحياد والتوفيق بين الآراء، وله مقصدية ورسائل سياسية إلى المستمع وهو نوعين المُستمع الوطني الذي يُوجه له الخطاب في مناسبة تدشين المسابقة، والمُستمع الآخر المعادي الذي يلعب على الشائعات والحرب الاعلامية والذي من أجله تدشن فعالية فرسان الاعلام كحرب دفاعية موجهة ضد حربه الدعائية.
مختلف الرسائل الذي وجهها حامد في خطابه جاءت في سياق تاريخي مُعين كان لها أثراً واضحاً في الخطاب، وهذا السياق التاريخي هو شهر ديسمبر الذي يتزامن مع إسقاط فتنة علي صالح 2017م حيث ان خطاب الفتنة مازال حاضراً رغم انتهائها ميدانيا قبل عامين، والسياق الآخر هو ظهور شخصيات في سُلطة صنعاء تتصدر خطاب ناقد للفساد لمآرب خاصة بها له دوافع ذاتية وغير موضوعي يبالغ في الحديث عن الفساد ويحاول توجيهه نحو مكون سياسي مُعين في السُلطة الوطنية أي بالتحديد نحو مكون أنصار الله.
تأثير الخطاب
لاشك بأن خطاب حامد ترك أثراً في المستمع وخاصة في الطرف الثاني الموجه إليه الذي يستمر في الحرب الدعائية باسم الفساد، فهذا الخطاب استثنائياً في نبرته الواضحة ومعالجته الشفافة لقضايا ودعايات واتهامات لطالما كانت تتجاهلها الهيئات الرسمية فيما مضى، مما جعل للخطاب المعادي فاعلية، فيما خطاب حامد الآخر دخل إلى ذات الحقل في الوعي الاجتماعي السياسي الذي كان يستفرد به أصحاب الخطاب المعادي.
أنساق الخطاب
على الرغم من كون العمل الإعلامي في طبيعته عمل دعائي والبروبجندا ظهرت تاريخياً وأصبح لها منظرون وتجارب أبرزهم التجربة النازية في الحرب الدعائية المعادية، فإن خطاب حامد يُرشد الخطاب الإعلامي بقيم أخلاقية ودينية ” الحق جاذب في ذاته” متمسكاً بالقيم العقلانية مطالباً من الإعلام الوطني أن يبرز الواقع كما هو والمظلومية كما هي وينقل صور النصر كما هي وهذا يعكس ثقة صاحب الخطاب في الجهة التي ينتمي إليها، فيما الآخر ينشغل في حربه العدائية على اختلاق الشائعات وطرح الأكاذيب.
القيم الوطنية هي الأخرى حاضرة في الخطاب، في مفردة دلالات السيادة الاستقلال الحرية والكرامة الوطنية، ويأتي حضور القيم الوطنية في مواجهة الخطاب الوطني المُفرغ من المحتوى والذي كان لسان حال السُلطة القديمة التي دمرت البلاد ولم تعمرها وانتهى بها الأمر في الاستعانة بالعدوان الأجنبي والتحالف معه.
مقتطفات من النسق الأعلامي في الخطاب:
فرسان الإعلام الذي أطلقته وزارة الإعلام الثلاثاء في صنعاء بمشاركة 1398 إعلاميا وإعلامية في مجالات التقديم والإعداد الإذاعي والصحافة والجرافيكس والمونتاج والتصوير والإخراج، جيش من الإعلام سيدخل إلى المعركة كما دخلنا من المعركة الميدانية إلى المعركة العسكرية وحققنا انتصارات كبيرة وباهرة.
أمام هذا العدوان الغاشم وهذا الحصار الجائر نحتاج وعيا عاليا بعدالة بقضيتن، نخوض معركتنا الإعلامية في مواجهة هذا العدوان وأمامنا ساحة كبيرة وميدان واسع هو أربعين جبهة.
أمامنا انتصارات كبيرة وباهرة بحاجة أن نخوض غمار معركتنا الإعلامية في هذا المضمار الكبير والواسع لنُبرز مواهبنا وقدراتنا الإعلامية وصمود شعبنا العظيم.
لو تعملوا بحوث داخل القرآن الكريم تتحدث عن الرؤية الإعلامية وكيف كان النبي يواجه المنافقين والكافرين وكيف كان يسكت أحيانا في مراحل معينة فأحيانا كان يسكت عن بعض الأمور ويُعرض عنهم.
الكلمة سلاح يجب أن يتوجه إلى وجهته الصحيحة، إلى الأعداء لفضحهم وإلى الداخل لرفع معنوياتهم وإبراز صمود شعبنا اليمني.
نعتبر الكاميرا في هذه المرحلة أهم من المدفع وأهم من الدبابة فلا فائدة من أن تُفجر دبابة أو عشر دون أن تنقلها كاميرا.
مقتطفات النسق القيمي في الخطاب:
العدو يحتاج إلى لبس الحق بالباطل لأن باطله لا ينفق وغير مقبول ولذلك يحتاج إلى أن يتقمص قميص الحق، تحركنا بالحق وبالعدل سيجعلنا نحن المنتصرون، وقد بدأ العدو يصيح منكم رغم إمكانياتكم المتواضعة.
لسنا بحاجة أن نُلفّق أو أن ننشر الشائعات لأن أمامنا صور واضحة وانتصارات كبيرة، ويحتاج هذا إلى وعي عال بعدالة قضيتنا وبخطورة التقصير في مواجهة العدو.
يجب علينا أن نقاطع قنوات العدو لأنها قنوات خبيثة جاءت من أعداء، ولأن الله سبحانه وتعالى أمرنا أن لا نكون سمّاعون للكذب.
قال تعالى “وقولوا قولاً سديدا” وقال “ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا”، وقال ” إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين”، ثلاث آيات قرآنية إذا التزم بها الإعلاميون والسياسيون هي كفيلة بأن لا ندخل نحن وإياهم بأي محذور.
الكلمة سلاح يجب أن يتوجه إلى وجهته الصحيحة، إلى الأعداء لفضحهم وإلى الداخل لرفع معنوياتهم وإبراز صمود شعبنا اليمني.
العدو يحتاج إلى لبس الحق بالباطل لأن باطله لا ينفق وغير مقبول ولذلك يحتاج إلى أن يتقمص قميص الحق.
هناك أشخاص يقولون “السيد قال اخلسوا ظهره”، لكن يا أخي اخلس ظهره إذا تبين لك فعلاً انه فاسد، وأحيانا يخلسون ظهور مؤمنين وهم لا يعلمون، المفترض أن تكون قاعدتنا “فتبينوا” نتبين قبل أن نتحدث ثم نقيس هل هذه الكلمة التي تخرج من فمنا تخدم الأعداء فيجب أن نتوقف فوراً.
أي كلمة تخدم الأعداء فهي لا تتوافق مع قول الله “لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه” هي منهجية غير صحيحة يجب أن نتخلى عنها وأن نرفضها فهده ثوابت.
مقتطفات من النسق السياسي في الخطاب:
نحن نخوض معركة نتحمل فيها أعباء السابقين وتقصير من قبلهم من الذين قصروا في خدمة هذا البلد.
نحن نقاتل بلا موازنة، فموازنة وزارة الثقافة أقل من 800 ألف ريال، ووزارة السياحة أقل من 600 مليون ريال، ووزارة الإعلام لا تزيد عن مليون ومائتي ألف ريال.
وضعنا أقدامنا على بداية الطريق وهو الحرية وشعبنا اليمني إذا امتلك حريته امتلك قراره وإذا امتلك قراره استطاع أن يقف على قدميه وأن يستخرج ثروته ويواجه أعداءه.
إمكاناتنا متواضعة فمن حق الرئيس أن يأخذ مبلغ من هذا الصندوق ويعطي وزارة الدفاع ويعطي منه للطيران المسير أو القوة الصاروخية فهم أولى من بعض الأشياء وإن كانت هامة ولكن هناك هام وهناك أهم.
الفساد عند الجهات السابقة التي تمتلك كمّا من الأرصدة وأصبح لديها شركات فمن أين جاءت الشركات والأرصدة التي لديهم واستثماراتهم في تركيا وأثيوبيا ومصر.
من يقدم دمه في المعركة ومن يضحي بروحه هو من سيحمي بلدك ويرفع مستواك.
لديهم تبّة صادق وتبة حمير وتبّة توفيق، تبّة علي محسن وغيرها، ولدينا تبّة الإثنعش، تبة الأربعتعش، تبة الثلاثة وعشرين، تبّة الطيران، التبة الحمراء، وعلى امتداد ساحات اليمن ستجدون تبابنا تُسفك فيها دماءنا.
العدوان بكله هو من أجل تركيع الشعب اليمني، ونحن نخوض معركة نتحمل فيها أعباء ونتحمل فيها إصر السابقين وتقصيرهم في هذا البلد على كل الصُعُد. وما معانا فلوس حتى نفسد فيها بل الفساد في القوانين التي وضعت سابقاً، وتعالوا على معظم الوزارات هناك وزارات لا تمتلك لائحة تنظيمية منذ قيام ثورة 26 سبتمبر.