ألم ٌ ولا أمل!!!
حميد دلهام
عبارة تلخص الوضع المتأزم وما يعيشه ويعانيه أهلنا في المحافظات الجنوبية من التردي الواضح، و المعاناة الصعبة في كل مناحي الحياة، جراء سياسات الأحتلال ، و ألاعيب – المعتدين ، الذين لا هم لهم سوى زرع بذور الفتنة والشقاق ، و خلط كل الأوراق ، حتى ينشغل الشعب في صراعات داخلية وينسى قضيته الكبرى” تواجد المحتل القذر في أجزاء غالية من الوطن الحبيب..”
فمن وسيط غير نزيه و لاعب من وراء الأكمة، يتحول النظام السعودي الى محتل مباشر ، وتصبح له قوات حقيقة متواجدة على الارض، في الغالية عدن ، بعد توقيع اتفاق الرياض بين طرفي العمالة والارتزاق، فيما بدا واضحاً بأنه إتفاق ضمني، بين رأسي الأحتلال على ترتيب اوضاع جديدة وإعادة الانتشار لقواتهم ، أو بالأحرى تبادل الأدوار وبشكل يخدم أجندتهم المشتركة…
كان هناك شبه إجماع لدى كل المحللين والمراقبين ، بانه لا اتفاق، و أنما جرى التوقيع عليه ليس إلا قنبله موقوته الى حين ، وأن المستقبل القريب كفيل بتفجيرها في أي لحظة ، و هو أمر واقع لا محالة ، بل أصبح واقعا معاشا..وباتت نذر الحرب شبه مؤكدة ، في ضوء ما يجري من تحشيد ومناوشات وصدامات بين طرفي مليشيات العمالة والأرتزاق..
لم يعد سراً مدى الدعم الكبير الذي يحظى به الانتقالي عسكرياً من قبل الامارات، وسياسياً من قبل النظام السعودي ، الذي حوله اتفاق الرياض من مجرد لص متمرد الى طرف سياسي معترف به ، ومناصف حقيقي في هيكل ما يسمى بدولة وحكومة هادي، وكأن الاتفاق لم يكن له إلا هدف واحد، هو إعطاء نظام عيدروس الزبيدي العميل صبغة سياسية، و اعتراف إقليمي أولا ودولي لاحقا، تبعا لسياسة فرض الأمر الواقع، واستنادا الى نتائج مستقبلية ومحسومة للمعركة القادمة بين طرفي الاتفاق، على ضوء التفوق العسكري الملحوظ للإنتقالي..
بالمقابل هناك تعمد لحقن جرعات وهن وضعف إضافية لجسد ما يسمى بالشرعية..تلك الشماعة التي اعتمدها المحتلون الجدد، في ذر الرماد على العيون، لتبرير عدوانهم على اليمن، وتدخلهم السافر في شؤونه واحتلال أجزاء غالية من أراضية..
شرعية لم تحترم يوماً من قبل من ارتمت في احضانهم، ولم تخرج في نظرهم من إطار الشماعة، فظلت بلا صلاحية ، وبلا قرار ، بل وتحت الإقامة الجبرية في فنادق الرياض، وعندما حاولت التمرد قصفت بلا هوادة ، و سقطوا ضحاياها بالمئات جراء القصف والاستهداف..
كل ذلك وأكثر يحري على مسمع ومرأى من الكثيرين الذين لا زالوا يقفون في صف العدوان ، ويتخندقون في خندقه ، رافعين شعار شكرا سلمان ، و مصرين على مواصلة خيانتهم لوطنهم وشعبهم و الاجيال القادمة..فمتى يعقل مثل أولائك..؟؟ ومتى يستشعر أهلنا في المحافظات الجنوبية قبل غيرهم خطر ما يجري ..؟؟ و يستشعرون تبعات التخاذل و التغاضي عن سياسات وتصرفات المحتل وأذنابه الهدامة والخطيرة، على حاضر مستقبل الشعب والوطن..