الأمم المتحدة ويوم الطفل العالمي
يمانيون – عبدالفتاح علي البنوس
أمس الـ20من نوفمبر اليوم العالمي للطفل ، والذي اعتمدته الأمم المتحدة في العام 1954م من باب الاهتمام والعناية بالأطفال وتكريما للطفولة في مختلف أرجاء العالم ، حيث تحل هذه الذكرى اليوم وبلادنا تتعرض للعام الخامس على التوالي لعدوان سافر ، وحصار غاشم جائر ، من قبل التحالف السلولي الذي تقوده مملكة الشر ( اليهودية السعودية ) ودويلة الإمارات الزجاجية بمشاركة وإسناد أمريكي إسرائيلي ، خلف مئات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعاقين والمرضى النفسيين وفي مقدمتهم الأطفال ذكورا وإناثا ، حيث حصدت أرواح الكثير منهم ، وأحالت حياتهم إلى بؤس وشقاء وحرمان.
عشرات الآلاف من أطفال اليمن من الشهداء والجرحى والمعاقين والمشردين ، ضحايا هذا العدوان والحصار وهذه الحصيلة المؤلمة والمحزنة ، وهذه الانتهاكات الصارخة لحقوق الطفل والطفولة التي ترتكبها قوى العدوان على مرأى ومسمع الأمم المتحدة ، التي تحتفل اليوم وتتغنى باسم الطفل والطفولة ، في الوقت الذي تشارك الأمم المتحدة قوى العدوان في جرائمها الوحشية ضد أطفال اليمن ، الجرائم الموثقة بالصوت والصورة ، والتي تكشف حقارتهم وانعدام أدنى قيم الإنسانية والضمير ، فالأمم المتحدة تتعامل مع قضايا الأطفال والطفولة باعتبارها مشاريع استثمارية تدر عليها ملايين الدولارات التي تحصل عليها تحت شماعة دعم ورعاية الأطفال والطفولة في العالم وتقديم كل سبل الرعاية لهم ، في الوقت الذي تتاجر فيه بأرواح ودماء وجراح وإعاقات أطفال اليمن.
الأمم المتحدة التي اعتمدت اليوم العالمي للطفل ، هي نفسها من قامت بشطب السعودية من قائمة قتلة الأطفال التي عرفت بقائمة العار ، بعد ضغوطات أمريكية وبعد أن لوحت السعودية بإيقاف الدعم المالي الذي تقدمه لها ، وهي من تلزم الصمت أمام العربدة السعودية والإماراتية التي تحصد أرواح الأطفال وتختطف أرواحهم وهم في عمر الزهور ، فحال الطفولة في اليمن يدمي القلوب ويبكي الأعين ، شهداء وجرحى ومعاقين ومرضى نفسيين ومعاناة يكابدها من تعرضوا لليتم بفقدان آبائهم وأمهاتهم ومن يعيلونهم جراء هذا العدوان الغاشم ، وتركوهم يواجهون مرارة العيش ويكابدون معاناة الحياة.
مشاهد تشيب من هولها الرؤوس ، وتقشعر لهولها الأبدان ، لأطفال في الأشهر والسنوات الأولى من أعمارهم وقد قصفت منازلهم ، وتحولت أجسادهم إلى أشلاء وقطع متناثرة ، مشاهد لم تحرك معها الأمم المتحدة ساكنا ، لأن القاتل يمتلك النفط والثروة ، ويحظى بدعم وإسناد الولايات المتحدة واللوبي اليهودي الذي يتحكم في مهام وأنشطة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والهيئات التابعة لهما ، باعوا الطفولة في اليمن بالمال المدنس ، وصاروا مجرد أدوات بأيديهم.
لا يوجد مظلومية للطفولة في العالم كمظلومية الطفولة والأطفال في اليمن ، مظلومية تغضب الله الكريم ورسوله ، مظلومية تتاجر بها الأمم المتحدة من أجل كسب المال والحصول على المساعدات والهبات ، غير مكترثة بما يترتب على استمرارها وكأن أطفال اليمن لا تنطبق عليهم الحقوق المنصوص عليها في الاتفاقيات والمعاهدات الدولية ذات الصلة !!!! وحتى ولو سلمنا بذلك تجاوزا ، فإن الجانب الإنساني يحتم على الأمم المتحدة إدانة واستنكار الجرائم والمذابح التي يرتكبها العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني في حق أطفال اليمن من باب إنساني بحت ، رغم أن هذا النوع من الجرائم تصنف ضمن جرائم الحرب ، والجرائم ضد الإنسانية التي لا تسقط بالتقادم.
بالمختصر المفيد ،في يوم الطفل العالمي ، تتعرى الأمم المتحدة ، ويفتضح دورها المشبوه في تمادي قوى العدوان في قتل أطفال اليمن ، وتنصلها تجاه الانتهاكات والجرائم التي يتعرضون لها منذ أول غارة شنها العدوان في 26مارس 2015وحتى اليوم ، تتباكى الأمم المتحدة على نفط السعودية المستهدف في بقيق وخريص ، وتذرف دموع التماسيح على الانتهاكات المزعومة للطفولة في سوريا ، ولكنها مع أطفال اليمن ابتلعت لسانها ولزمت الصمت حفاظا على دعم وتمويل السعودية والإمارات ، لتؤكد بأن الطفولة وحقوقها وقوانينها ومعاهداتها واتفاقياتها عبارة عن سلعة للمتاجرة بها واستغلالها من أجل استجلاب المال.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم.