استهداف النفوس.. أقوى أسلحة الحروب
يمانيون – حسن حمود شرف الدين
ما أعظم الشعب اليمني..! فقد أفقد صواب عدوه الذي اعتدى عليه بكل أنواع الأسلحة.. استطاع هزيمته بقدرات متواضعة وامكانيات محدودة وارتباط بالله كبير لا حدود له.
ما هذه المقارنة التي نقف أمامها اليوم بعد خمس سنوات من العدوان الغاشم الذي لا يزال مستمرا.. ما هذه النفسيات التي يحملها المجاهدون الذين يرابطون في مختلف الجبهات وثغور المرابطة والمواجهة والقتال.. إنها نفسيات عجيبة عجز المحللون والسياسيون والعسكريون من تحليلها ومعرفة مصدرها.. فيما القرآن الكريم كتاب الله سبحانه وتعالى حدد لنا هذه النوعية فقال تعالى ” أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ».
استخدم العدو في عدوانه على الشعب اليمني كل أنواع الأسلحة بأقصى مداها وامكانياتها ابتداء بسلاح المال الذي اشترى به بعض العملاء والخونة مرورا بسلاح المعدات العسكرية من مدراعات وأطقم ودبابات وهاونات وقناصات وقنابل محرمة دوليا وصواريخ طائرات وبوارج وأشياء لا علم لنا بها تندرج في قاموس الأسلحة العسكرية التي استخدمت في العدوان على الشعب اليمني.. كما استخدم العدو سلاح الحصار الاقتصادي والعزلة الإعلامية بهدف تجويع الشعب اليمي وإرضاخه وحجب جرائمه وانتهاكاته التي يرتكبها في اليمن عن شعوب العالم.
وهناك سلاح آخر استخدمه ولا زال يستخدمه وهو السلاح الذي يستخدمه الشيطان منذ أول يوم عصى فيه الله سبحانه وتعالى.. ألا وهو استهداف النفسيات المؤمنة وتحويلها إلى نفسيات شيطانية تخدم مشاريع قوى الاستكبار.. فكم من نفسيات عظيمة سقطت في أيدٍ شيطانية حولتهم إلى نفسيات ذات معنويات ضعيفة لا تقوى على مواجهة الباطل والدفاع عن الدين والوطن والعرض والمال.
سلاح استهداف النفوس المقاومة والمجاهدة سلاح خطير وآثاره تدميرية ليس تدميراً مادياً ملموساً أو مشاهداً وإنما تدمير غير مرئي ولا يشاهد، أثره كبير ومؤثر، يدمر من الداخل يستهدف الوحدة الوطنية والوحدة الاجتماعية والدينية.. يعمل على خلخلة الصفوف من الداخل وزرع العداوة بين القيادات العليا والقيادات الوسطى وبين القيادات الوسطى والقاعدة الشعبية التي هي السواد الأعظم من المواطنين الرافضين للعبودية او الارتهان لأي قوى خارجية.
كيف يتم استخدام هذا السلاح الذي يستهدف الإنسان من الداخل؟.. هناك عدة وسائل منها دراسة نفسيات الأشخاص المستهدفة وتحديد احتياجاتها النفسية فتقوم بالدخول إليها من احتياجاتها النفسية، ومنها أيضاً استخدام وسائل الاعلام في بث الشائعات والأخبار الكاذبة التي فيها نسبة صغيرة جدا من المصداقية ولكنها تحمل نسبة كبيرة جداً من المعلومات الكاذبة وغير الحقيقية وهذا يستهدف نسبة كبيرة من الناس التي تسمع وتصدق وتعكس ما تلقته سلبا على واقعنا الاجتماعي وبالتي توجد سخطاً شعبياً تجاه القوى الوطنية الصادقة ورضى تجاه العدو الذي يستهدف الجميع دون تفرقة؛ وهنا يجب الحذر والتركيز تجاه أي معلومة أو شائعة تأتي عبر وسائل إعلام العدو.
وسيلة أخرى يستخدمها العدو للوصول الى نفسيات الناس والتحكم بها وتوجيهها بما يخدم أغراضه واهدافه.. وسيلة التواصل الاجتماعي عبر شبكة الانترنت.. يصنعون صفحات ومواقع تعمل على إشباع نفسيات المجتمع المستهدف «المجتمع اليمني» غرائزيا وفكريا حتى إذا ما تمكنت منهم وأوقعت بهم في شراكها العنكبوتية تقوم بتوضيفهم وتوجيههم الى فئات أخرى وبالتالي تتوسع دائرة الاستهداف والضحايا.
هناك وسائل كثيرة يستخدمها العدو.. لكن كيف نحصن أنفسنا من أن نكون إحدى ضحايا سلاح الاستهداف النفسي؟.. أولاها الارتباط بالله سبحانه وتعالى.. ثانيا معرفة العدو الحقيقي للأمة الذين أخبرنا عنهم القرآن الكريم وهم اليهود والنصارى.. ثالثا خلق وعي مجتمعي بأهمية التماسك الداخلي والوحدة الوطنية في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي.. كذلك تحمل المجتمع مسؤوليته الأخلاقية في إيقاف أي شخص يعمل على نشر الشائعات التي تخدم أهداف العدوان والتشهير به كشخص غير مرغوب به ويجب محاسبته إضافة إلى تفعيل الأجهزة الرقابية والمحاسبية والنيابات والمحاكم ليسود الأمن والعدل والمساواة وهذه هي معايير النصر والتمكين على أعدائنا.