الملائكة في السماء واليمنيون في الأرض
كتب / منير اسماعيل الشامي
وأنا أمام شاشة التلفاز اتابع قنواتنا الفضائية لمشاهدة مستجدات إحياء المولد النبوي الشريف والفعاليات والاستعدادات التي تجري على قدم وساق في كل محافظة ومديرية بوطننا الحبيب لفت انتباهي حركة الناس الدؤوبة وانشغالهم في هذه المناسبة لدرجة أنها انستهم تماما العدوان وغاراته التي لا تتوقف ولا تهدأ وعلى مدار الساعة، وكذلك انستهم متابعة زحوفاته، أو التفكير فيما خلفه حصاره واستمراره في احتجاز سفن المشقات النفطية، وما ترتب على ذلك من تفاقم المعاناة التي طالت الجميع ، حتى اصبح إحياء هذه المناسبة همهم الوحيد، وشغلهم الشاغل وصار تركيزهم محصور في إبراز فعاليات إحياء هذه المناسبة بالمستوى الذي يليق بمقام صاحبها وبعظمته صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
تلك المشاهد التي تختلف من قناة إلى إخرى من قنواتنا في الفقرات والاماكن إلا أنها جميعا تتمحور حول مناسبة المولد النبوي الشريف وتقريبا على مدار الساعة .
وبدافع حب الاستطلاع دفعني الفضول متعمدا إلى متابعة القنوات العربية والاسلامية الرسمية منها والخاصة لعلي أجد في تلك القنوات التي اعدادها بالمئات حتى قناة واحدة تتناول مناسبة المولد النبوي الشريف او تتحدث عنها أو حتى تشير إليها في شريط الاخبار المقروء، ومرت الساعة والساعتين وانا انتقل من قناة إلى أخرى واتفحص اشرطة اخبارها حتى تعبت فعلا، ولكن مع الأسف لم أجد حتى مجرد تلميح إلى هذه المناسبة العظيمة، في أي قناة، بطول وعرض العالم الإسلامي، وكأن هذا الامر لا يعني القائمين عليها ولا يخصهم انظمة ومستثمرين .
أحسست حينها أن هذه الظاهرة لا يمكن أن تكون ظاهرة طبيعية نهائيا، بل هناك تعمد مقصود من كل تلك القنوات بعدم التطرق او الاشارة إلى هذه المناسبة لا من قريب ولا من بعيد، رغم أن هذا الحدث حدثا عظيما وذكراه ذكرى عظيمة ليس على مستوى العالم الإسلامي بل على المستوى العالمي.
فهذه القنوات جميعا الرسمية منها والخاصة لا تفوت الحديث عن أتفه ذكرى سنوية مبتدعة،إلا وأعطت لها مساحة من برامجها للحديث عنها مثل اليوم العالمي للشجرة، والمرأة، والعامل، واليوم العالمي للحب، واليوم العالمي للقطط، ويوم الديمقراطية، ….إلخ بل إن هناك مناسبات خصص لها اسبوع مثل اسبوع المرور، واسبوع الطفولة، واسبوع تنظيم النسل ، واسبوع التخسيس والريجيم و..إلخ .
إضافة إلى ذلك فمعظم هذه القنوات تغطي مناسبة عيد رأس السنة الميلادية لأيام واسابيع فلماذا تنأى عن الحديث او حتى الإشارة إلى هذه المناسبة وهي أعظم مناسبة في تاريخ البشرية، وأقدس وأطهر وأغلى مناسبة على الإنسانية جمعا؟
إن هذه الظاهرة تؤكد أن تلك القنوات والانظمة التي تتبعها قد فرض عليهم حظرا مسبقا وأن هناك قوة تمنعهم من الحديث عن هذه المناسبة أو الإشارة إليها، ولا شك أن تلك القوة مفروضة من النظام الصهيوامريكي، والانظمة الصهيو غربية فهم العدو اللدود لخير الانبياء وسيد المرسلين، وهم الذين يسوؤهم ذكر رسول الله، ويحزنهم إلتفافنا حوله، ويغيضهم تعظيمنا له، ويبكيهم اعلان ولاءنا له وتجديده، وأن القائمين عليها لا يجرؤون على مخالفة اوامر اسيادهم.
ما يعني ويؤكد أن هذه المناسبة العظيمة لا يحتفي بها إلا اليمنيين في الارض، وملائكة الله في السماء فطوبى لعباد الله المكرمين في السماء وفي الارض .