السيد عبدالملك: الحفاظ على الأصالة والهوية الإيمانية من أولويات أهتمامنا
يمانيون – أكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن أخطر شيء على شبابنا وشاباتنا في هذه المرحلة هو الانفلات والفراغ، لافتا إلى أنه إذا لم يعش الإنسان معنى الانتماء الحقيقي لهذا الإسلام والتمسك بالقرآن والانشداد للرسول فسيكون ضحية لحملات الحرب الناعمة.
وقال السيد عبدالملك اليوم الأحد في كلمة له خلال فعالية الجامعات اليمنية بمناسبة قدوم ذكرى المولد النبوي، إن شعبنا العزيز جعل من هذه المناسبة مناسبة يعبر فيها عن ولائه العظيم لرسول الله والاعتراف بنعمة الله، لافتا إلى أن المناسبة تعتبر محطة توعوية وتربوية تعيدنا إلى خط الأصالة بالاقتداء برسول الله والعودة إلى عناصر القوة.
وأشار إلى أن الاحتفال وإظهار الفرح بهذه المناسبة تعبير عن التقدير لنعمة الله وفضله، مبينا أن أعظم النعم -بين كل نعم الله- على الإطلاق هي نعمة الهدى والإنسان بأمس الحاجة إليها قبل كل النعم الأخرى.
ولفت السيد عبدالملك أن “الحرب الناعمة حرب ضلال تستهدف إبعادنا عن هويتنا الدينية والإسلامية وهي حرب الفكر والثقافة وهي تتحرك لاستهدافنا من خلال الكثير من الوسائل وهي ذات شق تثقيفي وشق إفسادي”.
وأضاف أن الحرب الناعمة تستهدف مفاهيم الإنسان وقيمه، وتستهدف أيضا زكاء الإنسان وطهره وأخلاقه وعفافه.
وبين أن الهدى يقترن به الفلاح والفوز والوصول إلى تحقيق الأهداف السامية من خير وسعادة أبدية وعزة وكرامة وأن مصدر الهدى هو الله والوظيفة الأساسية للرسول والكتاب هو العمل على هداية البشرية وإنقاذ الناس.
وقال “القرآن عمل على إنقاذ الناس وهدايتهم والله يقول عنه: (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين)، كما يقول جل شأنه (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم)”.
وتابع السيد عبدالملك: “الرسول وهو خاتم النبيين وهو أيضا وارث كل الأنبياء حمل هديهم وهو سيد المرسلين الذي حمل من الكمال البشري ما لم يصل إلى مستواه أي بشر قبله ولن يصل إلى مستواه أي بشر بعده، قال الله تعالى عنه (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم)، كما قال أيضا: (فإن تطيعوه تهتدوا).
وأوضح أن النبي بُعث والبشرية في جاهلية جهلاء وحالة قطيعة مع التعليمات الإلهية، وحالة من الظلمات والأفكار والسلوكيات الظلامية والمناهج والاتجاهات، لافتا أنه عندما تحرك رسول الله برسالة الله داعيا إلى الله أحدث تغييرا كبيرا وعظيما في واقع الحياة.
وعن الحالة السائدة في الواقع البشري أكد السيد أنها كانت الجاهلية وكانت نتيجتها أن يمتلئ الواقع البشري بحالة رهيبة من التظالم والمنكرات وغياب الأخلاق.
وأفاد أنه في كثير من بلدان أوروبا تصل نسبة الانتحار إلى معدلات كبيرة نتيجة عدم وجود الهدف والكرامة فيما نسبة انتشار الجريمة توجد بشكل كبير، كما هو حاصل في أمريكا، حيث يحصل فيها نسبة الجريمة بمعدل كبير جدا حتى على مستوى الدقيقة الواحدة.
وقال السيد عبدالملك إن معرفة نسبة ما حرف من الدين وكذب على رسول الله، ومعرفة الجانب المغيب من أسس الدين أمران في غاية الأهمية، مشيرا إلى أن الحفاظ على الأصالة والهوية الإيمانية من أهم ما يجب أن نهتم به في هذه المناسبة وما بعدها.