صحيفة سويسرية : اليمن يخبئ مصيراً “فيتنامياً” للسعودية
يمانيون../
أكدت صحيفة “لوتون” السويسرية الناطقة بالفرنسية أن اليمن اليوم بالنسبة للسعودية، بمثابة فيتنام بالنسبة للولايات المتحدة.
وأوضحت الصحيفة في مقال نشرته تحت عنوان “اليمن.. فيتنام السعودية”، ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لم يستطع أن يحقق أي إنجاز حتى الآن سوى “الإخفاقات المدوية” عسكرياً وسياسياً، والجرائم بحق المدنيين.
وأشارت إلى أنه بالرغم من عدم التكافؤ بين قوات تحالف العدوان وقوات الجيش واللجان الشعبيّة، إلا أن الأخيرة استطاعت أن تمتلك ترسانة عسكرية متفوقة تمكنها من شن هجمات نوعية مؤثرة على العمق السعودي، وأكدت أن هجوم الرابع عشر من سبتمبر الماضي على منشآت وحقول “بقيق” و”خريص” أثرت بشكل كبير على الاقتصاد السعودي وعلى الأسواق العالمية.
وأضافت الصحيفة: إن “مصيراً فيتنامياً” ينتظر الرياض التي “تندفع بحماسة المطامع على أمل أن تحقق ما لم يكن بمقدور أسلافها تحقيقه”، مشيرة إلى مصير القوات المصرية التي دخلت اليمن عقب ثورة 26 سبتمبر.
وشبهت الصحيفة عملية ما يسمى “عاصفة الحزم” التي شنها تحالف العدوان على اليمن، بالغزو الأمريكي للعراق وأفغانستان، وأكدت أنه “بالرغم من أن أربع سنوات ونصف قد انقضت منذ بدء انطلاق تلك العملية، إلا أنه (تحالف العدوان) لم يتوصل إلى تحقيق أي من الأهداف المقرّرة سلفاً حتى اللحظة”.
وأضافت: “على الصعيد العسكري والسياسي والاقتصادي والاستراتيجي لم تتمخض أهداف ومطامع ولي العهد السعودي في اليمن سوى عن سلسلة من الاخفاقات المدوية والكوارث المحقّقة”.
وأوضحت الصحيفة أن النتائج جاءت عكسية لتحالف العدوان، إذ أن “الهجمات اليمنية على الأراضي السعودية باتت تصبح أكثر من ذي قبل، كما إن تأثيرها على أرض الواقع لم يعد محدوداً بل أصبح يطال العمق السعودي”.
وذكرت أن قوات الجيش واللجان الشعبية “لم تعد ذلك الطرف المغلوب على أمره، بل غدت واحدة من أكثر القوى العسكرية رهبة” وأنها باتت تشكل “كابوساً حقيقياً أمام الجيش السعودي الذي تم تدريبه وإعداده منذ زمن ليس بقريب من قبل الولايات المتحدة الأميركية وعلى أعلى المستويات”.
وأضافت الصحيفة أن الجيش واللجان “تمكنوا من تضييق دائرة عدم التكافؤ بينهم وبين عدوهم المعزز بترسانة عسكرية تفوق مثيلاتها في الدول الأوروبية، من خلال سلسلة من الهجمات التي ينفذونها بطائرات الدرون ذاتية التحكم”.
واستشهدت الصحيفة على ذلك بالهجوم النوعي الذي نفّذته قوات الجيش واللجان الشعبيّة في الرابع عشر من سبتمبر الماضي على معامل وحقول “بقيق” و”خريص” والذي تسبّب في خفض الإنتاج المحلي للنفط في المملكة إلى النصف، مشيرة إلى أن هذا الهجوم “خلق حالة من عدم الاستقرار في عدد من الأسواق الدولية والعالمية”، كما استشهدت بهجمات مماثلة طالت منشأتي عفيف والدوادمي في الرياض.
وقالت الصحيفة السويسرية: إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان “يستمرّ في تنفيذ أفكاره الإجرامية على الأراضي اليمنية دون أية عوائق وبعيداً عن أية إمكانية للوقوع في شرك العقاب”، موضحة أن سبب ذلك يعود إلى “أنه يتلقى الحماية والدعم اللازمين من قبل الولايات المتحدة الأميركية” إضافة إلى أن “المجتمع الدولي يفضل -بكل جرأة ووقاحة- أن يمارس سياسة المداراة وغض الطرف إزاء المآسي الإنسانية الحاصلة في اليمن والجرائم البشعة التي ترتكبها طائرات التحالف بحق الشعب والمدنيين”.
وأشارت إلى أن تحالف العدوان ينوي الاستمرار بالحرب إلى ما بعد هذا العام برغم العدد الكبير من الضحايا، مستشهدة على ذلك بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “بزيادة الدعم المقدم للرياض من خلال إرسال 3 آلاف جندي إضافي، ونشر منظومة باتريوت المضاد للطائرات”.