على طريق الاحتفال بالمولد النبوي
عبدالفتاح علي البنوس
قال تعالى ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) تمثل هذه الآية الكريمة شعار المولد النبوي الشريف لهذا العام 1441هـ والتي تلزمنا بأن نقتدي بالرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأن نجعله القدوة والمثل الأعلى لنا جميعا، نستحضره في حلنا وترحالنا، ونتأسى به في سلوكياتنا وتعاملاتنا فيما بيننا بين الآخرين، وأن يكون الرسول حجة علينا، لا نخذله ولا نغفل عن توجيهاته، ولا نخالف أوامره.
وسنقف اليوم مع موضوع في غاية الأهمية مرتبط بشعار المناسبة الدينية العظيمة التي نستعد لاستقبالها في الثاني عشر من شهر ربيع الأول الجاري، وهو يندرج في سياق الإجابة على التساؤل القائل كيف نتأسى برسول الله ؟! والحديث هنا موجه لذوي السلطة والمسؤولية الذين يديرون شؤون البلاد والعباد ويتقلدون المناصب وعليهم واجبات ترتبط بخدمة المواطنين ورعاية مصالحهم وإدارة وتدبير شؤونهم، حيث نخاطب هؤلاء مخاطبة الناصح الصريح، اتقوا الله في أنفسكم، واعملوا على تسهيل معاملات المواطنين، وتذليل الصعاب أمامهم، وإياكم والمماطلة والتسويف والروتين المعقد، لا تضيقوا على الناس ولا تحجبوا أنفسكم عنهم، افتحوا مكاتبكم، انصفوا أصحاب المظالم، إذا كنتم تحبون رسول الله وترغبون في الاحتفال بمولده.
اقتربوا من الناس، انزلوا إلى الأسواق واضبطوا الأسعار في الأسواق، وحاربوا الغش والاحتكار، كما كان يفعل رسول الله في حياته، تفقدوا أحوال العاملين في وزاراتكم ومؤسساتكم ومكاتبكم ودوائركم، كونوا لهم القدوة الحسنة، إياكم والغفلة والكبر والغطرسة والعنجهية والظلم والتسلط على رقاب الموظفين، أما سمعتم بحديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم القائل : من ولي من أمر المسلمين شيئا فشق عليهم، اللهم فاشقق عليه، فمن أراد السعادة والطمأنينة وراحة البال والضمير، فليكن حريصا على قضاء حوائج الناس، وإنجاز معاملاتهم، وحل قضاياهم أولا بأول، ولنستغل هذه الأيام لرفع وتيرة العمل، ومضاعفة الجهود وبذل المزيد من الطاقات خدمة للوطن والمواطن، من أجل أن نحصد الأجر والثواب باحتفالنا بالمولد النبوي.
لا نريد أن يجعل بعض المسؤولين من هذه الأيام التي تسبق الاحتفال بالمولد النبوي فرصة لهجر مكاتبهم، وتعطيل مصالحهم، وعرقلة معاملاتهم، التجهيزات للمولد النبوي في الغالب تتم عقب الدوام في الفترة المسائية، ولا عذر لمن يغالطون ويضحكون على أنفسهم لتبرير تعطيلهم مصالح المواطنين بالانشغال بالمولد، كن حريصا على أن تكون مسؤولا محمديا في سيرتك وتعاملك مع الناس، وفي حرصك على خدمتهم، ونفعهم، فهذه هي الأخلاق المحمدية، وهذا هو النهج المحمدي، وهذه هي التعاليم المحمدية التي أمرنا بها، وخاطبنا الله جل في علاه في كتابه الكريم بالتأسي برسوله والسير على هداه، بتطبيق هذه السلوكيات على أرض الواقع في حياتنا وفي أوساط مجتمعاتنا.
بالمختصر المفيد، بإمكانك أن تعبر عن فرحتك بمولد سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد عليه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم برفع شعارات المولد والإنفاق على ذوي الفاقة والأيتام وأسر الشهداء، وتغيير صور البروفايل الخاصة بك على شبكات التواصل بشعار المولد النبوي، والإكثار من الصلاة والسلام على رسول الله وآله، وبإمكانك أيضا أن تحتفل بمولد النبي بإنجازك لمعاملة هذا المواطن أو ذاك، أو تسهيل مهمته، أو إسداء الخدمة له، تبتغي بذلك الأجر والثواب والتأسي برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، واتباع سيرته والتأدب بآدابه.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.