وحدة القناصة.. وفرة الحصاد من المرتزقة والأوغاد
يمانيون / منير الشامي
تعشقه وهو يعشقها وتحضنه وهو يحضنها وتستند إليه ويستند عليها فهما لا يفترقان طوال الوقت ، ولا يمكن أن يهجرها لثانية واحده وهي ايضا كذلك هي طوال الوقت ملاصقة له أينما ذهب حتى حينما يصلي فهي تتموضع بين يديه وتنتظره حتى يفرغ من صلاته، بينهما عشق وشبق ووله وقصة حب لا تنتهي .
يقضيان ساعات طويلة وعينه مستقرة في عينها وعينها مستقرة في عينه، تدور معه حيثما دار ويدور معها حيثما دارت ويده قابضة على معصمها وقد سلمت له نفسها ليأرجحها نحو الوجهة التي يريدها ومقلتيهما متطابقتان وفي إتجاه واحد في ليل او نهار .
هو يرى من خلالها عالمه ويرصد بعينها فرائسه فهو الصياد وهي الصائد وهو الآمر وهي الطائعه لأمره المستجيبة لإرادته تنتظر إشارته فلا يكلمها إلا همسا فإذا ما رأى في عينها هدفه المنشود همس لها فوافته بهدفه المنشود، وأردت طريدته في طرفة عين ، ناسفة جمجمته أو ممزقة عضلة قلبه في لمحة بصر فيتجه باحثا بمقلتها عن هدف تالي وفريسة أخرى وهكذا ..
هي لا تكل منه ومن همسه ، وهو لا يمل من هدوأها ولا يسأم طاعتها.
ذلك هو قناصنا وتلك هي قناصته ، وهذه هي رجالها هما الأزلي ورفقتهما الدائمة في دروب سبيل الله بكل جبهة وموقع وكل ساحة ومترس وهذا موضوع حديثنا اليوم .
تأسست وحدة القناصة كواحدا من أهم الخيارات الإستراتيجية التي تحدث عنها قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، وبرزت هذه الوحدة ورجالها في ميادين المواجهات كثمرة من ثمار توجيهاته ومتابعته.
بدأت هذه الوحدة بتدريب أعداد قليلة من افراد الجيش واللجان الشعبية، بعد شهور قليلة من بداية العدوان وبقناصات محدودة العدد والمدى والوفرة، ومع تزايد عدد الجبهات المشتعلة زادت الحاجة إلى أفراد مدربين من ابطال هذه الوحدة في مختلف الجبهات وظهرت الحاجة إلى تطوير أسلحتها النوعية لتتلاءم مع متطلبات المرحلة كما وكيفاً ونوعا وهو ما استشعره السيد القائد فأولى هذه الوحدة جل إهتمامه ومتابعته مثلها مثل وحدة القوة الصاروخية ووحدة الطيران المسير وبقية الوحدات الأخرى.
وتنفيذا لتوجيهاته فقد تم توسيع الإعداد والتدريب لأعداد متزايدة من أبطال الجيش واللجان الشعبية لرجال هذه الوحدة، بينما تحركت وحدة التصنيع الحربي وتحت اشراف مباشر من الرئيس الشهيد صالح الصماد رضوان الله عليه نحو تطوير وانتاج القناصات بمواصفات أعلى دقة وأشد قوة وأبعد مسافة ومدى من مواصفات القناصات التي كانت متاحة وتلك التي اغتنمها ابطالنا من مواقع العدو وابراجه في الجبهة الشمالية بإعتبار هذه النوعية كانت مطلوبة ولازمة لسد العجز في مختلف الجبهات
وبفضل من الله تبارك وتعالى وتوفيقة نجحت وحدة التصنيع الحربي من تعديل انواع من الرشاشات والمعدلات وتحويلها إلى قناصات دقيقة وقوية وبمدى تجاوز مسافة الخمسة كيلومتر .
تم تفعيل مخرجات هذه الوحدة في مختلف الجبهات، ونجحت فاعليتها وتطورت إنجازاتها وارتفعت كفاءة أبطالها أمام وفرة الصيد وبراعة الأداء فحصدت خلال فترة العدوان عشرات الآلاف من قوات الأعداء في كل موقع وجبهة .
فلا يكاد يمر شهرا واحدا إلا ويقطف أبطال هذه الوحدة المئات من جنود الغزاة ومرتزقتهم مخلفة في نفوس بقيتهم الرعب والهلع من رميات الله بأيديهم حتى أضحت اليوم هذه الوحدة برجالها المنتشرين في كل جبهة وموقع كابوس الموت الجاثم على صدورهم الذي لا يفارقهم في ليل ولا نهار خصوصا وهم يرون كل يوم جماجم تنسف وقلوب تنفض وتأتيهم من حيث لا يحتسبون .
لقد رسم ابطال هذه الوحدة الخطوط العريضة للنصر في كل جبهة وزحف، فهم من قذفوا قلوب جحافل الأعداء بالهزيمة النفسية المسبقة من خلال آثار قنصهم التي يرونها رمية الموت السريع فلا ينجو من وقع تحت عدساتها أو على مرمى رجالها