اليمنيون والركوع لغير الله.. نقيضان لا يجتمعان
يمانيون- كشف المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع ، في مؤتمره الصحفي الذي عقده يوم امس الثلاثاء، للحديث عن تفاصيل المرحلة الثانية من عملية “نصر من الله” التي انطلقت في 3 سبتمبر/أيلول الماضي، كشف عن جملة من الانتصارات الكبرى التي حققتها القوات المسلحة اليمنية على تحالف العدوان السعودي، الى جانب كشفه وبالوثائق تجاوزات السعودية لكل الخطوط الحمراء في عدوانها على الشعب اليمني.
وابرز ما كشف عنه العميد سريع في اطار المرحلة الثانية ، هو تأمين أكثر من 150 كيلومترا مربعا من الاراضي، حيث نجحت القوات اليمنية من السيطرة على منطقتي “الفرع” و”الصوح” وصولا إلى المرتفعات المطلة على مدينة نجران السعودية، التي باتت بحكم الساقطة عسكريا، والتي تم دك مطارها بـ16 عملية بالطائرات المسيرة.
حالة الانهيار التي تعيشها القوات السعودية ومرتزقتها وصلت الى مستوى يُرثى له، فلم تُوقف اكثر من أربعين هجمة بمروحيات الأباتشي، وأكثر من 600 غارة جوية نفذتها الطائرات السعودية خلال تنفيذ المرحلة الثانية، من اندفاعة القوات اليمنية التي سيطرت على 3 معسكرات بما فيها مخازن أسلحة وعتاد، ودمرت أو استحوذت على أكثر من 120 مدرعة وآلية سعودية بعد ان قتلت واصابت ما لا يقل عن مئتي جندي من قوات تحالف العدوان المنهارة.
رغم انكار السعودية المعتاد لقتلاها وأسراها على مدى السنوات الخمس الماضية من عمر العدوان، الا اننا لا نعتقد انها ستتمكن هذه المرة ان تواصل سياسة الانكار ذاتها ، فسقوط مجاميع كبيرة من الاسرى بينهم سعوديون، سيضطر القيادة السعودية للاعتراف بهزائمها عاجلا أم اجلا لاسيما ان الاعلام الحربي لن يدع من خيار امام السعوديين الا الاعتراف، بعد ان يشاهدوا اسراهم على شاشة المسيرة.
رغم انه بات بحكم المسلمات والبديهيات استخدام السعودية والامارات للمجاميع التكفيرية كالقاعدة و”داعش” واخواتهما ، في العدوان على الشعب اليمني، عبر تدريبهم وتسليحهم وتمويلهم، الا ان العميد سريع كشف عن حصول القوات اليمنية على وثائق وأدلة دامغة خلال عمليات المرحلة الثانية من عمليات “نصر من الله” تثبت وبشكل قاطع عن دور مسلحي القاعدة و “داعش” في الحرب التي تُشن ضد الشعب اليمني.
يبدو ان نشوة الانتصارات الكبرى التي تحققها القوات اليمنية لم تسيطر على العقلية اليمنية ، التي ترفض الانتقام والثأر والتعالي، بل على العكس تماما، ترى ان افضل وقت لانزال السعودية من اعلى الشجرة، هو الان ، فبعد ان بادرت قبل اسبوعين لوقف القصف الجوي والصاروخي نحو الأراضي السعودية، اطلقت من جانب واحد سراح 350 أسيرا ، بينهم 3 سعوديين، كما ان القوات اليمنية وفي التفاتة تحمل معاني الرجولة والاخلاق اليمنية الاصيلة، سمحت للمتورطين في الخيانة من أبناء البلد بالفرار باتجاه مدينة نجران، دون التعرض لهم بسوء، في الوقت الذي كان بامكانها ابادتهم على بكرة ابيهم.
ليس امام السعودية من خيار للنزول من اعلى الشجرة، الا العمل بنصيحة القائد السيد عبدالملك الحوثي لدى استقباله في صنعاء المبعوث الاممي مارتن غريفيث الثلاثاء، والتي دعا فيها التحالف السعودي الى الاستفادة من مبادرة السلام التي أطلقها.
ان السنوات الخمس الماضية تبدو كافية جدا لكل من راهن على اركاع اليمنيين بقوة السلاح، فرجال اليمن والركوع لغير الله، نقيضان لا يجتمعان ، ومن السخف ، كل السخف، ان يحاول الاخطبوط الاعلامي السعودي، تجريد اليمنيين من الشجاعة ، وهي بالنسبة لهم كالهواء في محاولة يائسة بائسة، لتبرير هزائم السعودية وتحالفها الطويل العريض، مرة باتهام ايران ، ومرة بانها مسرحية، ولا ندري كيف سيبررون اليوم وجود الرجال وهم على يسيطرون على المرتفعات والجبال المشرفة على نجران؟!.
ماجد حاتمي / العالم