تموت الحرة ولا تأكل بثديها !
كتب/ منير الشامي
هكذا قيل قديما، وهكذا كان عرف العرب الأقحاح ، وما كان سائدا في مجتمعاتهم – هذا المثل هو كناية عن تمسك المرأة العربية بأصالتها وشرفها وعرضها وعزتها وكرامتها ومبادئها وقيمها وأعراف مجتمعها وهويتها ويوضح استحالة تفريطها بهذه القيم وتفضيلها للموت عن أن تتخلى عنها.
هذا المثل ذكر الحرة العربية للدلالة على أنه حتى المرأة العربية الأصيلة تفضل الموت عن أن تتنازل عن هذه القيم والمبادئ وعلى سبيل تأكيد استحالة أن يتنازل أي رجل عربي حر أصيل عن هذه القيم إطلاقا وأن التنازل عن حياته اسهل من تنازله عن هويته المتجسدة في هذه القيم النبيلة والمبادئ العظيمة .
تذكرت هذا المثل حينما قرأت خبرا صادما يفيد أن عدد المرتزقة الأسرى في لواء الفتح بلغ ٦٩١ مرتزقا، هذا الخبر افقدني النوم ، فمحافظة اب لم يسيطر عليها المرتزقة، حتى نجد تبرير لهذه الظاهرة الغريبة ومعروف عن اهلها تمسكهم بالأخلاق والقيم النبيلة والقبيلة واعرافها وهذا ما يثير تساؤلنا عن سبب تفريط هؤلاء بقيمهم ومبادئهم ؟
أنا لم أكن اتوقع هذه الكارثة ولو سألني أحدا عن توقعي بعدد اسرى المرتزقة من محافظتي اب في هذه العملية لظننت أني مبالغا أن قلت عشريناً!!!
هي صدمة قوية وغير متوقعة فعلا سببت لي الحزن والغضب وجلبت لي الأرق والعصبية ، وادخلتني في دوامة وحسابات ومقارنات كانت نتائجها تزيد من سوء حالتي .
فهذا العدد من الأسرى في لواء واحد يضم مرتزقة من مختلف المحافظات و مع ذلك للأسف يبلغ فيه المرتزقة من محافظة إب نحو ٧٠٠ مرتزق و بإضافة إ القتلى والمفقودين إليهم فقد يصل العدد إلى ٩٠٠ مرتزق .
إذن هي كارثة حقيقية ونتيجة مؤلمة تورثنا نحن ابناء المحافظة الخزي والعار وتلحق بنا الفضيحة لتقصيرنا في توعية اخواننا ونصحهم وأمرهم بالمعروف في تقوى الله وحسن الولاءله لرسوله وللمؤمنين وتعزيز الولاء الوطني ونهيهم عن المنكر والإنسياق وراء الخونة والمجرمين وعدم بيع انفسهم لشياطين الأنس وطواغيت الإجرام و …إلخ فأنعكس ذلك التقصير في تفريط هذا العدد الكبير بوطنهم وتخليهم عن عاداتنا اعرافنا وقيمنا العربية الأصيلة ومبادئنا النبيلة والتحاقهم بصف العدوان ليدافعوا عن حدود الدولة التي تقتل اطفالنا ونساءنا ورجالنا وتدمر مقدراتنا وتحاصرنا للعام الخامس، وكل ذلك بسبب تقصيرنا ونكون بتخاذلنا هذا سببا في حدوث هذه الظاهرة ، ومساهمين في تأييد العدوان من حيث لا نشعر ؟
هذا العدد هو في الواقع يمثل عينة عشوائية تعكس حالة عامة وسائدة في المحافظة ، وإذا كان هذا العدد في لواء واحد فكم سيبلغ عدد المرتزقة في جميع وحدات المرتزقة العسكرية ؟
وإذا حاولنا البحث عن تفسير منطقي لهذه الظاهرة فليس لها تفسير سوى واحد من إثنين
الأول : أن نسبة كبيرة من ابناء المحافظة مؤيدين للعدوان حتى وإن كانوا صامتين وتظاهروا امامنا بعكس ذلك وبالتالي فإن حساباتنا الظاهرية كلها خاطئة ، ولو صح هذا التفسير فهو يثبت فشل قيادة المحافظة ووجاهاتها وشخصياتها في احتواء المحافظة وتغيير الرأي العام فيها إلى التضامن مع الوطن ، ويعبر عن فشل كبير في نشر الثقافة القرآنية لأكثر من اربع سنوات
التفسير الثاني :-
هو أن نشاط الخونة والمنافقين والعملاء السري في هذه المحافظة اعظم قوة وأكثر تأثيرا من نشاط قيادة المحافظة ومسؤوليها ومشرفيها، ومثقفيها العلني والدليل نجاحه في تحشيد هذا الكم الهائل وتفوقه وهو الباطل الضعيف على الحق العلني الصريح وبالتالي يكون وضع المحافظة في هذه الحالة اشد خطورة من حالها في التفسير السابق.
وفي كلتا الحالتين السابقتين نكون نحن ابناء المحافظة امام معضلة كبيرة وامام خطر حقيقي إن لم نتلافى الوضع وباسرع وقت وإن لم تتحرك الجهات المختصة وتتحمل مسؤوليتها معنا.
وهو ما يجب أن تلتفت إليه على وجه السرعة وتتخذ الاجراءات المناسبة بعد البحث عن اسباب هذه الظاهرة ومعرفتها بوضع المعالجات التي تفضي إلى معالجة الأسباب والقضاء عليها
ومسؤولية تنفيذ تلك الإجراءات تقع على عاتق الجميع بدء من الجهات المختصة العلياء وانتهاء بابناء المحافظة بجميع اطيافهم ومواقعهم ولا يعفى أحدا من المسؤولية وأدائها
اتمنى أن نلمس تحرك حقيقي وسريع فالأمر لا يقبل التأجيل