العرش السعودي ..أبعد بكثير مما يظن بن سلمان
منى صفوان
توالي الصفعات كفيل بجعل دب عملاق يترنح،ان يدور حول نفسه، يكاد يسقط، يحاول أن يتمالك نفسه، لكنه لم يعد يقوى حتى على فتح عينيه، فهو لا يدري ولا يرى، من اين ستأتي الصفعة المقبلة.
هل من إعادة فتح ملف قتل خاشقجي مرارا وتكرارا بمناسبة وبدون مناسبة، أم من قصف المنشآت الحيوية، ام من ملف التعذيب للمعتقلات، واعدام الدعاة والمعارضين، أم من الانهيار الاقتصادي وتحويل النفط الذهب الأسود إلى فحم، أم من ملف جرائم حرب اليمن، أم الصراع مع إيران .. هذه ليست ملفات..انها ابواب الجحيم السبعة والسبعين ..
من اين ستأتي الصفعة المقبلة..هل من إيران ومليشياتها، أم من قطر وقنواتها، أم من امريكا وابتزازها ووقاحة ترامب، وثقل دمه… الذي علي أن أبتسم له كل مرة.
أن الطريق للعرش مكلف جدا، أن مكلف لدرجة أن تجعل الأمير الشاب مضطر للجلوس امام صحافين لا يهزون رؤوسهم، ولا يظهرون اعجابا بما يقول.. اين هو تركي الدخيل…من هؤلاء ..من أنتم!
انه يفشل امام هؤلاء الدخلاء، باخفاء ارتباكه، يتسمر وهو يستمع لنبرة حادة قادمة من سيدة امريكة جامدة الملامح، تساله والكاميرا مسلطه على وجهه (العالم يريد أن يعرف كيف قتل خاشقجي)
اللعنة..خاشقجي مرة أخرى…الم يمت، انه يظهر في كل منعطف امام محمد سلمان كالشبح، في طبق طعامه، وفي نومه، في اجتماعته، وفي ابتزاز ترامب وسماجته، وفي أسئلة الصحافيين الأجانب الاوغاد، كيف يمكنني أن اقتل خاشقجي مرة أخرى لاستريح…
محمد سلمان لن يصل إلى العرش، أنها الرقصة الأخيرة التي يؤديها امام العالم كمحاولة باهتة ليصبح الملك.
انه يجيب بكل تهذيب على أسئلة وقحة، يتمنى أن يزج باصحابها في السجن، أو في اقرب سفارة سعودية، اين تركي الدخيل واسئلته اللطيفة، وراسه المهزوز بعد كل اجابة…
حسنا ..(انا اتحمل المسؤولية) ها هي محاولتي الأخيرة لاثبت لكم أيها الأوغاد اني قائد حكيم قادر على تحمل المسؤولية أيها العالم اللعين..
فهل أصبح الملك لاستريح منكم، وامنع دخول هؤلاء الصحفيين الأوغاد إلى القصر، واقتل ما تبقى من معارضين.. وابحث عما تبقى من جثة خاشقجي لاسلخها.
“انا مسؤول عن أي جريمة حدثت في عهدي” ، للحق انها جملة عبقرية ،لكن كم تمنيت على المذيعة أن ترمي في وجهه سؤال (حتى جرائم الحرب في اليمن.. هل انت أيضا مسؤول عنها) تمنيت لاول مرة أن اتلبس روح تلك المذيعة ، انت اذا مسؤول امام العالم عن جرائم قتل الاطفال والمدنيين، وتجويع وحصار ملايين اليمنيين وضربهم بأسلحة محرمة، اذا كيف تريد من العالم أن يقبل بك كملك لاهم دولة نفطية واهم حلفاء امريكا والعالم الغربي؟
هذه هي الأسئلة المحرمة دوليا… لذلك لم تسأل بعد بشكل مباشر
دع القدر يخبرك، اي حماقة ارتبكت، واي لعنة حلت بك، ليحرم عليك العرش، انها اليمن أيها الشره للسلطة، كل ملفاتك الثقيلة في كفة، واليمن لوحدها في كفة، وهي الاثقل، بل هي الصفعة التي تضرب الدب وتسقطه للابد، هكذا قال التاريخ،الذي يتذكر بآسى كل الدببة والذئاب والضباع الذين اسقطهم اليمن.
اليمن ليس جثة تمت اذابتها لاخفاء معالم الجريمة، ليست معتقلة تم اغتصابها وتهديد أهلها لتصمت، ليست دولة صغيرة تافهة بجوارك لتحاصرها، ليست جريمة اغتيال لتقيد ضد مجهول، اليمن هي المفاجأة التي تخبيها لك الاقدار..
وما أجمل مفاجآت القدر، حين تفرض عليك العقوبات الدولية باسمك شخصيا، حين ينتهي حلمك السياسي إلى الأبد، حين يتخلى عنك اصحاب السمو والجلالة.. حين تتحول إلى متهم.. بدلا من أن تصبح ملكا.
عموما لم يكن امام القناة الأمريكية قائدا، بل ناشط سياسي ، لا يعرف ما يحدث في مملكته
حملات التدريب والعلاقات العامة والدعاية المكثفة لم تفلح باخفاء البلادة ، هل هناك ملك مستقبلي يقول مندهشا وكأنه لا يعلم (هل هناك تعذيب فعلا…انه بلا شك شي بشع..ان حدث فسوف اتابعه بنفسي) هل كنت تنتظر زيارة قناة أمريكية للقصر لتعرف؟! وتتابع!
وبدلا من أن تقول للعالم انا استحق أن أكون الملك، أخبرتهم بأنك لا تعرف ما يدور في مملكتك.
لا بل اكدتها بأنك حتى لا تعرف ما يفعله موظفوك..بكل ثقة يقول الأمير الشاب لينفي تهمة توجيه الأمر بقتل خاشقجي(ان لدي 5 مليون موظف هل يعقل أن أعرف ماذا يفعلون جميعا ) بالطبع منطقي.. هذا ولي العهد المشغول..لا يعقل انه كلما ذبح موظف صحفي او قتل معارضا ..فإن هذا يعني أن على قائد البلاد أن يعرف، عندك حق ..
هذا العالم ينظر للقيادة بشكل مبالغ به احيانا، المهم انك تريد أن تحاور إيران بعدما حولت لك أرامكو إلى خردة، عين العقل، انها الحكمة… فهل أصبح ملكا بعدما أعلنت اني اقبل بإيران الشيعية، المجوسية، الرافضية، التي اردت بحزم قطع ذراعها في اليمن، فالذراع التي لا تستطيع قطعها…قبلها، هكذا اخبرتني جدتي.. بل اني مستعد للحل السياسي مع الحوثيين مليشيا إيران الإنقلابيين، اين أنتم… انا هنا.
لكن رائع أن لديك 5 مليون موظف، يعني لو نصفهم فقط قتل معارضا كل 6 أشهر .. فهذا يعني أن الشعب السعودي سوف ينتهي قبل وصولك للحكم، وهذا سيكون أكثر راحة لك.
لكنك لن تصل…. ولن تحاور إيران ولا مليشاتها …ولن تتوقف الهجمات، …. ولن يموت خاشقجي