بالفعل .. نصر من الله!!
حميد دلهام
آخر إنجازات جيشنا ولجاننا الشعبية و كبرى عملياتهم العسكرية الحدودية ضد العدو المتغطرس، كانت بعنوان أو تحت إسم ((نصر من الله))..وهو العنوان الذي يلخص كلما يحدث ، ويفسر كل مجريات المعركة بحق وحقيقة.
نعم ((نصر من الله)) بل (( وفتح قريب))، فالعملية كما يبدو من كلمات ونبرة الناطق الرسمي للجيش، والذي عودنا على الصدق دائما ، تبدو كبرى ونوعية ، وبكل ما للكلمة من معني .
أما تفاصيل الإعلان فلها شأن آخر، وستأخذ أكثر من منحى ، في إحداث زلزال عنيف في معنويات ونفسيات الجيش السعودي المعتدي، ومن لف لفه من مرتزقة وخونة ومتحالفين،، ستأخذ تلك التفاصيل في سياق عام من الجوانب والمؤثراث، التي ستثري وقع الخبر ونزوله كالصاعقة على المعتدين…فالناطق الرسمي له ماض حافل بالمصداقية، ورصيد تراكمي في مجال تحري النقل ، وعدم الإنزلاق في اتون الحرب النفسية بمعناها التقليدي ، المعروفة في العلم العسكري ، والتى تتبنى بالضرورة الفبركة والكذب والتضليل لإرهاب العدو وتحطيم معنوياته،
هناك حرب نفسية، ولكنها باسلوب مختلف جدا، و في اتجاه معاكس..اتجاه يعتمد المصداقة بدلا من الزيف والتضليل، مما يجعل تلك الحرب اشد وقعا على العدو ، وأعظم وفتكاً بنفسياته ومعنوياته،، هذا أولا ، ثانيا تفاصيل العملية ليست بالهينة أو العادية ، فالناطق الرسمي قد أكد سقوط ألوية عسكرية معادية، بكامل عديدها وعتادها، وبالتالي اغتنام اسلحة ثقيلة ونوعية ، و أسر الآلاف من الافراد ومن جنسيات مختلفة،،قطعاًً هناك اسرى سعوديين ، بل وقيادات عسكرية كبيرة..
ثالثاً هناك تفاصيل لاحقة عن العملية كما أكد الناطق الرسمي ، وهي ما ستكشف عنها الايام القادمة ، بمعنى اننا امام اخراج جيد ومدروس للعملية ، واستغلال ذلك اعلاميا وبما يشبه التعامل التركي مع قضية خاشقجي..كل ذلك سيكون له اشد الأثر على نفسيات العدو المنهارة اصلاً..
إذاً بالفعل هو نصر من الله..ولا شك ان الشعب اليمني بمظلومته الكبرى، وبصبره وثباته ومقارعته للظالمين، وبعدالة قضيته ، يستحق هذا النصر وبجدارة، خصوصا عندما تقاس الأمور بالمقاييس المادية والبشرية، وعندما تجري المقارنة، ويطلق المحللون لأفكارهم العنان ، في نتائج المعركة ، على ضوء المعطيات الميدانية، والفارق الكبير في التسليح بين الفريقين كماً ونوعاً …
تحضرني في هذا المقام عبارة لمتغطرس مغتر بنفسه ، ولكنه صدق وهو كذوب.. انه ابوجهل -ابعده الله- فقبيل معركة بدر ، عرض عليه أحد زعماء القبايل العربية ، مساعده عسكرية،، وباعتباره رأس قريش المتكبر، رفض عرض العارض وقال له( يا هذا ان كنا – يعني قريش- إنما نقاتل البشر- يقصد رسول الله وصحبه- فلن نغلب اليوم من قلة ، وان كنا إنما نقاتل الله ، فما لأحد بالله من طاقة )…
والله سبحانه وتعالى له سنن في خلقه ، من أهمها انه ينكس راية المتكبرين ويفل حدهم، فيصبح السلاح في أيديهم بلا فائدة. وعديم قيمة ،؛ومن أهمها ايضا انه وعد عباده المستضعفين بالنصر المبين، وبالتمكين في الأرض لإحقاق الحق.، وإقامة العدل ، والحكم بالقسط.
فمتى يعقل هذا النظام، ويفكر بعقله لا بكبريائه وغطرسته،،؟؟؟ سؤال مطروح لقادم الايام.