لا لتجزئة العدوان على اليمن.. وقف كامل مقابل وقف كامل
يمانيون – مازالت القوات المسلحة اليمنية تتسلح بالصبر وتنتظر ردا مسؤولا من القيادة السعودية، على مبادرة رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن مهدي المشاط، لوقف كامل لاطلاق النار، رغم تنفيذ تحالف العدوان السعودي الاماراتي اكثر من 200 غارة وارتكاب المجازر بحق الشعب اليمني المظلوم.
في الوقت الذي كان اليمنيون بإنتظار ان تصغي القيادة السعودية، ولو لمرة واحدة لصوت العقل، وان تكف عن المكابرة وتجنح للسلم، جاء الرد عليها ولكن ليس من الرياض بل من واشنطن، المكان الذي اعلن منه وزير الخارجية السعودي حينها عادل الجبير العدوان على اليمن عام 2015، حيث ذكرت صحف امريكية، بينها صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أن الرياض وافقت على وقف محدود لإطلاق النار في أربع مناطق، من بينها العاصمة اليمنية صنعاء.
ليس هناك ما يدعو للاستغراب ان تكون قرارات السعودية “السيادية”! كالحرب او وقف اطلاق النار تصدر من واشنطن وليس من الرياض، فالسعودية لا تملك قرارها، وهذا ليس تجن على السعودية او قيادتها، فلم يصرح اي مسؤول يمني ان بلاده تسلمت رسالة او اي شيء اخر، عبر اي وسيط، بشأن ما نقلته الصحف الامريكية عن نيتها وقف اطلاق النار!.
ما يدعو للاستغراب فيما نقلته صحيفة وول ستريت جورنال، هو تجزئة العدوان، وحصر وقف اطلاق النار في اربع مناطق ومنها العاصمة صنعاء، وان السعودية ستوسع الهدنة لتشمل أجزاء أخرى من اليمن، في حال نجحت هذه الخطوة.
هناك من يتساءل ، هل هذا الموقف الذي اعلنت عنه صحيفة وول ستريت جورنال، هو موقف السعودية حقا؟، ام هو بالونات اختبار؟، ام هو مبادرة امريكية، بتوصية سعودية، لحفظ ماء وجه قيادتها، التي صعدت الى اعلى الشجرة وبحاجة لمن ينزلها للحيلولة دون هدر لمزيد من كرامتها؟! ، يبدو ان الجواب على كل هذه الاسئلة هو نعم.
الرد على على الموقف “الامريكي السعودي” هذا جاء سريعا من اليمن وعلى لسان عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، الذي اعلن أن المبادرة التي أطلقها الرئيس المشاط تنص على الوقف الكامل للعدوان على اليمن، وأن التسريبات التي تناولتها بعض الصحف الأمريكية عن اتفاق مع السعودية لوقف القصف على أربع مناطق تظل تسريبات لا تقف خلفها جهة رسمية.
رد الحوثي جاء ليؤكد الموقف الرسمي لليمن النابع من قوة ومن مسؤولية، وهو وقف كامل مقابل وقف كامل، ولا معنى لتجزئة وقف اطلاق النار، كما انه جاء لمنح السعودية الجرأة للاعلان رسميا وعبر قنواتها الخاصة ودون مواربة، وقفا شاملا لعدوانها على الشعب اليمني، الذي تحول الى اسطورة للمقاومة، التي صنعها العقل اليمني الجبار، ولا خيار امام السعودية في مواجهة هذا الشعب ، الا خيار وقف الحرب وبشكل كامل، أما الخيارات الاخرى، مهما كانت طبيعتها او الجهات التي تقف وراءها، لن تصب في مصلحة الجميع وفي مقدمتهم السعودية.
ماجد حاتمي / العالم