الثورة الطاهرة في تاريخ العرب المعاصر
كتب / منير إسماعيل الشامي
الثورة الطاهرة هي تلك الثورة التي تنحصر اهدافها في تخليص الشعب كل الشعب بكل فئاته ومكوناته من الظلم والجبروت والطغيان ومن كل اسباب معاناته، وتزيل من أمامه كل الأسباب التي تعيقه عن بلوغ احلامه وتطلعاته، وتحرره من كل المتسلطين على كاهلة والمستحوذين على ثرواته ومقدراته، والناهبين لكل خيراته .
هي تلك الثورة التي لا تقوم على سفك الدماء، ولا تشق طريقها على درب الإنتقام ولا تأخذ الناس بالشك، ولا تستحل دمائهم بالجريرة، ولا تفرق بين ابناء الشعب بسبب الإنتماء، ولا الاختلاف في الفكر والمذهب والمنهح، هي تلك الثورة التي حلمها يسبق خطواتها، وعفوها يتقدم سيرها.
هي تلك الثورة التي هدفها الأول محاربة الفساد بكل انواعه واشكاله والقضاء عليه وتسعى لتأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر كمبدأ أول من مبادئها ولا تسعى للإستئثار بالسلطة او الاستحواذ عليها، وتدعوا الجميع إلى الشراكة والتعاون لتحرير الوطن من كل اشكال الوصاية الخارجية وانتزاع قراره واستقلاله والإنطلاق نحو بناء الوطن وتنميته على مبادئ النزاهة والكفاءة والشفافية وطبقا لسيادة القانون .
وكل ذلك لم يتوفر في أي ثورة يمنية او عربية سابقة إلا في ثورة ٢١ من سبتمبر الخالدة .
ويرجع السبب في ذلك إلى أن هذه الثورة تحركت وفق نهج قرآني ومشروع تصحيحي وطني ، وهو ما جعل اهدافها شاملة لكل تطلعات الشعب بكل مكوناته ومنجزاتها لكل افراده وفئاته نذكر منها ما يلي :-
اولا: القضاء على قوى النفوذ التي استحوذت على كل خيراته ومقدراته وحرمت كل ابناء الشعب من خير وطنهم وثرواته لعقود طويلة .
ثانيا: اجتثت اركان العمالة والخيانة وبترت ايادي التدخل والوصاية على الشعب اليمني وانتزعت استقلالة وحررت قراره .
ثالثا:القضاء على قوى الإرهاب المدعومة من الدول العشر والتي كانت قد انتشرت بجرائمها الارهابية في مختلف المحافظات وسقط على إثرها المئات من الضحايا في الساحات والمساجد والشوارع والطرقات
ربعا: أعادت بناء جيش وطني قوي صادق الولاء لله ولرسوله وللوطن وتطوير قدراته الدفاعية والهجومية لا يخضع للإملاءات بمختلف انواعها شخصية او حزبية او طائفية بل يتحرك وفقا لما يمليه عليه واجبه الوطني وطبقا لمهامة الوطنية والقانونية وهدفه الدفاع عن الوطن وسيادته وحماية الثورة ومكاسبها. فلم يعد الجيش اليوم كما كان سابقا متعدد الولاء وخادما لأشخاص او احزاب ووسيلة بيد قوى النفوذ لقمع الشعب وتطويعه لمصلحتها الشخصية وحماية سلطتها واستمرار بقاءها.
خامسا: الدفاع عن الوطن ارضا وشعبا ضد تحالف قوى العدوان التي شنت عدوانها بعد أن نجحت الثورة في القضاء على ايدي العمالة لها والخائنة للشعب والوطن والتي اباحت الوطن وسيادته ومقدراته لأعداء اليمن من القوى والأنظمة الخارجية بثبات لا يتزحزح وبصمود لا يلين للعام الخامس ونحجت بتأييد الله وبحكمة قائدها السيد عبد الملك حفظه الله تعالى ورعاه في سحق حشود العدوان ومرتزقاته وتدمير ترسانتهم في اكثر من اربعين جبهة للعام الخامس .
سادسا: الحفاظ على النظام الجمهوري وافشال مؤامرات الدول العشر في تقسيم اليمن الى اقاليم وتمزيقه الى أوصال والحفاظ على مؤسسات الدولة وعلى استمرارها في العمل رغم كل الظروف الصعبة التي فرضها العدوان .وافشال مؤامرة دول العدوان في اسقاط الدولة وهدم اركانها
سابعا: السعي لتطوير قدرات الجيش واللجان الشعبية وفتح الباب امام المبدعين في هذه المؤسسة ونجاحها في تحقيق ذلك في أحلك الظروف التي فرضها العدوان وحصاره واكثرها صعوبة وتمكنها من تطوير منظومات صاروخية باليستية قديمة وتصنيع منظومات باليستية محلية بمواصفات متطورة وكذلك انتاج العديد من طرازات مختلفة للطيران الحربي المسير ودخلت الخدمة في مواجهة العدوان وحققت نجاحا لم يكن متوقعا.
ثامنا: الحفاظ على ثبات الجبهة الوطنية المواجهة للعدوان وافشال كل محاولات العدوان في استهدافها طيلة سنوات العدوان .
تاسعا: نقلت اليمن نقلة نوعية في ظل ظروف مستحيلة واصبح اليمن اليوم يمثل قوة حقيقية امام العالم وقد تفوق على اقوى تحالف عالمي لأقوى واغنى دول العالم واعتى انظمة الإستكبار والطغيان العالمية
عاشرا : اعادة العزة والكرامة لكل يمني داخليا وخارجيا وتسعى للحفاظ على جميع افراد الشعب بما فيهم المرتزقة الذين التحقوا بصفوف العدوان بفتح الابواب لعودتهم واصدار القرارات التي تضمن لهم العودة المشرفة كقرار العفو العام وقرار المصالحة الوطنية الشاملة واطلاق المبادرات تلو المبادرات ولم تيأس لعدم تجاوبهم ولن تيأس كون محور هذه الثورة هو الإنسان اليمني وهدفها هو صلاحه وحفظ حياته ورفع مستوى معيشته اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا وسياسيا .
فهل تشابهها ثورة من ثورات العرب التي حدثت ؟