Herelllllan
herelllllan2

مبادرة السلام اليمنية.. السعودية أمام خيارين وفُرصة أخيرة

يمانيون../

أطلقت صنعاء مبادرة سلام تاريخية من موقع القوة، وذلك بعد أن وجّهت ضربة القرن والمتمثلة باستهداف عصب النظام السعودي (مصافي النفط) في بقيق وهجرة خريص، وهي المبادرة التي دعمها قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، موجها النصح للسعودية بعدم تفويت الفرصة، كذلك كان هناك تعليق إيجابي للأمم المتحدة، وأجوف للسعودية.

خرج الرئيس مهدي المشاط في كلمة ألقاها عشية احتفال اليمنيين بمناسبة الذكرى الخامسة لثورة الواحد والعشرين من سبتمبر، بمبادرة نصّت على وقف كافة أشكال الاستهداف بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية والمجنحة، على السعودية، وذلك مقابل أن تتوقف الأخيرة عن القصف والحصار لليمنيين.

مراقبون ومحللون سياسيون عرب وأجانب رأوا هذه المبادرة اليمنية أنها لم تأتي من موقع ضعف، بل على العكس فقد جاءت من موقع القوة، وكيف لا وهي أُطلقت عقب نحو أسبوع واحد من الضربة التي قضت على نصف إنتاج السعودية من النفط، وفشل أحدث الدفاعات الجوية الأمريكية من اعتراض الطائرات المسيرة التي استهدفت أرامكو، وقبلها استهداف عشرات الأهداف في السعودية.

واعتبروا أن إطلاق صنعاء لهذه المبادرة وهي في موقع القوة، دليل على نواياها الصادقة لتحقيق السلام، وهذا ما يفضح تحالف العدوان، الساعي لعرقلة عملية السلام واستمرار الحرب تنفيذا للرغبة الأمريكية التي تدعم استمرار الحرب للاستمرار في بيع أسلحتها وحلب السعودية مئات المليارات من الدولارات.

قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي يوجه النصح للسعودية ويوجّه تهديدات شديدة إن لم تجنح للسلم كعادة القيادة الثورية ممثلة بالسيد عبدالملك الحوثي، فهو يحرص على توجيه النصح للطرف المعادي، حتى يقيم الحجة، وأكد ضمن بيان صدر عنه بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخامسة لثورة سبتمبر، أن من مصلحة تحالف العدوان الاستفادة من المبادرة التي قدَّمها رئيس المجلس السياسي الأعلى؛ إذ بوقف عدوانهم وقصفهم وحصارهم سيوقف الجيشُ واللجانُ الشعبية الضرباتِ التي يوجهها إلى العمق بالطائرات المسيَّرة والصاروخية.

أما عن ما الذي ينتظر السعودية في حال استمرارها بالحصار والعدوان، فقد أوضح السيد القائد أن مع استمرار القصف والحصار والعدوان فإن الضربات الأكثرَ إيلامًا والأشدَّ فتكًا والأكبر تأثيرًا ستصلُ إلى عمق مناطقهم وإلى أهم منشآتهم الاقتصادية والنفطية والحيوية، ولا خطوط حمراء في هذا السياق.. مع تأكيده على المواطنين في تلك المناطق بأخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن تلك المنشآت.

الأمم المتحدة تُعلن موقفها من مبادرة صنعاء

على الرغم من الانحياز الكبير والملحوظ من قبل الأمم المتحدة إلى تحالف العدوان منذ بدء الحرب على اليمن، إلا أن الحرص الذي أبدته صنعاء ونيتها الصادقة على السلام، لم يجعل من مجال للأمم المتحدة في الاستمرار بانحيازها، ورحب مبعوثها إلى اليمن مارتن غريفيث بالمبادرة.

وأعلن غريفيث، في بيان أمس السبت، بالمبادرة التي أعلنتها صنعاء، كما رحب بالمزيد من الانفتاح من جانب صنعاء تجاه تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى والمعتقلين والرغبة في حل سياسي لإنهاء “الصراع”، مشددا على أهمية الاستفادة من هذه الفرصة واحراز تقدّم في الخطوات اللازمة للحدّ من العنف والتصعيد العسكري والخطاب غير المساعد.

كما اعتبر ان “هذه المبادرة التي أطلقها أنصار الله، ناتجة عن حسن نية، ويمكن أن تكون رسالة قوية حول الإرادة لإنهاء الحرب، داعيا إلى تجنيب اليمن الانجرار إلى توترات إقليمية، لما فيه صالح الشعب اليمني.

قبول سعودي أجوف للمبادرة ورفض على الميدان بدت السعودية وكأنها استوعبت جانب واحد من المبادرة وهو ما ألزمت به صنعاء نفسها، ولم تستوعب الجانب الآخر منها وهو المتوجب عليها فعله بوقف القصف والحصار على اليمن، حيث رد وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير، السبت، على المبادرة، قائلا إن “المملكة ستراقب مدى جدية الحوثيين في تطبيق “مبادرة السلام” التي طرحوها”.

وفي أول رد رسمي للرياض على إعلان صنعاء، الجمعة، وقف الهجمات على السعودية في انتظار “رد التحية بمثلها أو بأحسن منها”، قال الجبير، في مؤتمر صحفي بالرياض: “نحكم على الأطراف الأخرى بناء على أفعالها وأعمالها، وليس أقوالها، ولذا فإننا سنرى إن كانوا سيطبقون فعلا (المبادرة) أم لا”.

وفيما كان الشرط الأساسي لديمومة المبادرة هو وقف القصف والحصار من قبل السعودية على الشعب اليمني، ولو أن صنعاء استأنفت تنفيذ المبادرة من طرف واحد فور إعلانها بوقف الهجمات على السعودية تأكيدا على حسن النوايا، إلا أن السعودية تهربت على لسان الجبير من تنفيذ أو حتى الحديث عن الالتزام المتوجب عليها فعله بوقف القصف والحصار، وختم تصريحاته بالتساؤل عن السبب الذي دفع صنعاء لإعلان المبادرة، قائلا إن “علينا أن نتفحص المسألة بتعمق”.

إذا فلم يعد هناك من مجال أو مبرر للسعودية للاستمرار في القصف والحصار، وأصبحت بين خيارين إما السلام، وهو الأمر الذي لا تسعى إليه، وإما تلقيها لضربات ستكون الأشد إيلاما والأكبر إيلاما كما لم تشهده منذ بداية الرد اليمني على عدوانها.

(تقرير – إسماعيل السراجي)

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com