مازال بعض المسؤولين في ادارة الرئيس الاميركي ترامب وعلى راسهم وزير الخارجية مايك بومبيو، يوجهون اصابع الاتهام الى ايران، بشأن الهجمات التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية على منشأتي بقيق وخريص، من دون تقديم ادنى دليل على هذه المزاعم، رغم مرور خمسة أيام على التفجيرات.
اغلب اعضاء ادارة الرئيس الاميركي، بدء بترامب نفسه ومرورا بنائبه وانتهاء بوزير خارجيته وصقور الحزب الجمهوري في الكونغرس ، وبأذيال هؤلاء في اوروبا والعالم، ادلوا بدلائهم، بشأن المكان الذي انطلق منه الطائرات المسيرة التي اغارت على منشأتي بقيق وخريص في شرق السعودية.
بعض هؤلاء اتهم ايران مباشرة، والبعض الاخر اتهم “حلفاء” ايران في العراق، واخرون تواضعوا وقالوا انهم متأكدون فقط انها لم تأت من اليمن، وبعضهم قال انها ضربة مزدوجة “ايرانية عراقية” ، وبعضهم قال انها “يمنية عراقية” ، وهناك من رجح ان تكون “يمنيه بمساعدة سعودية” ، ومازالت التخمينات تتوالى ساعة بساعة، طبعا دون ان ننسى ان هناك اختلافا بين هؤلاء جميعا حول هل كانت طائرات مسيرة أم صواريخ مجنحة، ام كانت صواريخ مجنحة وطائرات مسيرة في نفس الوقت؟!.
اللافت ان جميع من صرح لحد الان وخاصة في اميركا في هذا الشان، رغم كثرتهم ، اذا ما اضفنا اليهم “المصادر المطلعة” و”مسؤولون امنيون” ، دون ان تحدد هويتهم ، من الذين استندت اليهم الصحافة الاميركية في تاكيد رؤية اعضاء ادارة ترامب والتي تدور حول اتهام ايران، لن تجد فيهم عسكريا واحدا رفيع المستوى وخاصة من الذين يتواجدون في المنطقة وبالتحديد في منطقة الخليج الفارسي ، وبالاخص في القواعد الاميركية القريبة من المنشأتين النفطيتين بقيق وخريص، والتي من المفترض ان تحرسها الرادارات التي ترصد كل شاردة وواردة في سماء المنطقة.
اللافت ايضا، ان صمت القادة العسكريين الميدانيين الاميركيين في المنطقة، يزداد ريبة اذا ما اضفنا اليه صمت وزارة الدفاع الاميركية نفسها، رغم مرور عدة ايام على التفجيرات، وتتضاعف هذه الريبة اضعافا مضاعفة، بعد تصريحات الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي دعا فيها الى الانتظار حتى تنتهي السعودية من تحقيقاتها بشأن المكان الذي انطلقت منه الطائرات.
من الواضح ان صمت العسكريين الاميركيين لم يأت من حكمة، بل بدافع التستر على الحقيقة التي جاءت ناصعة على لسان المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، والتي يحاول مهرجوا ادارة ترامب، وعلى راسهم الثرثار بومبيو، التشويش عليها.