لا عاصم اليوم من أمر الله …
بقلم |جبران سهيل
قصة الأمير السعودي الطائش ووالده المدمن على العمالة والولاء لأمريكا وإسرائيل تحت عباءة الإسلام، وارتكابهم للحماقة الأعظم في تأريخهم حين شنوا عدوانهم على اليمن وارتكابهم لأبشع المجازر في حق شعبه المسلم والمسالم دون اي مبرر، سوى تنفيذ اوامر اسيادهم اعداء الأمة الإسلامية، كل هذا يشبه كثيرا حال الإبن العاق والعاصي لوالده نبي الله نوح عليه السلام،ذلك الإبن الذي وقف في صف المعرضين والمناوئين لوالده نبي الله ، وهو ما جعل نوح يخاطب ابنه بعاطفة الأبوة حين قال له” يابني اركب معنا ولا تكن مع القوم الكافرين” ،وحذره أن الله سيرسل طوفان يأخذ كل العصاة، فرد ذلك الإبن العاق على والده، أن هناك جبل كبير وعال جدا سيأوي إليه حتى لا يغرق ويعصمه من الماء، فقال له والده ” لا عاصم اليوم من أمر الله ،وحال بينهما الموج فكان من المغرقين” ،حال هذا الفتى الطائش يشبه كثيرا حال بن سلمان ونظام حكمه الهش، حين رأى وقوف أمريكا معه بمثابة الجبل الشاهق الذي سيعصمه من ردة فعل احرار وشرفاء اليمن على عدوانه، وسيحميه من كل المخاطر نتيجة افعاله القبيحة بحق شعبنا ووطننا،وقوفه وأمريكا والشيطان في صف واحد جعلهم يتمادون أكثر ويعتدون على بلد مجاور ذو سيادة واستقلال ويسفكون دماء الآلاف من ابناءه العزل والأبرياء، ويدمرون كل مقوماته الإقتصادية وينهبون ثرواته، ويغتالون كل شيء جميل فيه، حتى براءة اطفال اليمن لم تسلم من اجرام تحالف العدوان السعودي الأمريكي.
هنا كان لا بد من العمل الجاد لبناء وتطوير قدرات دفاعية يمنية لردع هذا المجرم وكل المتحالفين المعتدين على بلد الإيمان، وهو ما جعل القيادة السياسية والثورية للوطن ممثلة بقائد الثورة السيد القائد عبدالملك الحوثي حفظة الله ،البدأ في تنفيذ برامج الردع وتوازن القوى وفي سباق مع الزمن، من صواريخ بشتى انواعها وطائرات مسيرة مختلفة ، و قوة بشرية مأهله ترتوي من ثقافة القرآن فتبني وتحمي الوطن .
كانت البداية بإجراء تجارب ناجحة ومتطوره تدريجيا لكن العدو قابل ذلك بنوع من السخرية والتهكم وهو حال المستكبرين على مدى التأريخ، وما أن ذاق الأعداء طعم تلك الضربات في عقر دارهم وفي مرتزقتهم وادواتهم حتى بدأو بالصراخ والأنين ومحاولة استعطاف العالم الصامت اصلا عن مظلومية اليمن !
الآن وبعد خمسة اعوام من العدوان الهمجي والجبان اضحت مواقع ومنشآت أهم مصدر دخل للبلد المعتدي في مرمى نيران المقاتل اليمني ،وذلك النفط الملعون الذي بسببه ظلت الدول صامتة عن جرائم العدوان أومنحازة لهم سرا أو علنا، وبعائداته تشتري مملكة السوء السلاح لتحرق اليمنيين، أصبح حاليا بفضل الله يحترق على اراضيها قبل أن يُباع ، نتيجة هجمات الطيران المسير اليمني الذي وصل إلى أماكن لم يتخيل العدو مطلقا أن تصل إليها الضربات أو ينالها الضرر، وظن أنها في مأمن لابتعادها عن اليمن بمسافات طويلة، ولثقتهم العمياء في حماية الأمريكي لهم بتكنلوجياته المدفوعة الأجر، و مضادات واسلحة انفقت عليها مملكة السوء المليارات وهاهي يوما بعد آخر ستصبح حسرة عليهم ثم يُغلبون وهذا وعد الله لا ريب فيه .
فالواقع اليوم مختلف جدا بعد اشتعال { بقيق وأخواتها } بمافيها من نفط وزيوت وغاز ومشتقات اخرى،وبهذه الضربات الموفقه كشفت أن السعودية ليست إلا كبيت العنكبوت أو أوهن من ذلك بكثير ،وأن ركونها إلى وجود الأمريكي في صفها ما هو إلا كثقة ذلك الإبن العاق والعاصي لوالده نبي الله نوح والرافض لدعوته الربانية ، وتمسكه في ذاك الجبل الذي ظن انه سيعصمه من الماء، وينجيه من عذاب وسخط الله، إلا أنه هَلُك مع الهالكين .
هاهو ترامب يشاهد منشآت بقيق تشتعل أمام عينية، ولم يستطيع تقديم شي لأيادية الخبيثة بالمنطقة، مكتفيا بمكالمة هاتفية اجراها بعد ساعات متأخرة من العملية يحاول خلالها طمأنة عبده الذليل { محمد بن سلمان } من وقع تلك الضربة الموجعة التي يفترض أن تكاد تكون كافيه لمراجعة الحسابات وايقاف العدوان على اليمن، ايضا يحاول ترامب الإطمئنان على حجم ما تبقى من تلك الثروة التي تجلب إليه طوعا أو كرها وآل سعود ونهيان صاغرون وتحت قدميه راكعون .
ما يقوم به اليمن ممثلا في القيادة الحكيمة والشجاعة بالعاصمة صنعاء وبجيشه ولجانه الشعبية، هو ليس إلا صورة من صور الدفاع عن النفس وعن الأرض والعرض ضد اعداء لا أخلاق لديهم ولا ضمير والقادم أعظم وإن انتهوا فلا عدوان عليهم وإن عادوا عُدنا وعاد الله معنا .