هكذا إبتلع نتنياهو الإهانة وهو صاغر
من نافلة القول ان حزب الله كان قد رد على عدوان الكيان الاسرائيلي على المقاومة في لبنان وفي سوريا، حتى قبل ان يرد في اليوم الاول من شهر محرم الحرام ، عندما قام باستهداف آلية عسكرية “اسرائيلية” عند ثكنة افيفيم ودمرها وقتل وجرح من فيها.
يكفي بمفاعيل خطاب سيد المقاومة السيد حسن نصرالله الامين العام لحزب الله على المشهد الصهيوني، ردا صاعقا على عربدة نتنياهو ، التي اراد منها ان تكون له حصالة لجمع الاصوات ، فاذا بها تنزل كالصاعقة على كل ما بناه من صورة مزيفة له كحامي حمى الصهاينة ، الذين نفروا منه بعد ان تنصل من الرد على رد سيد المقاومة ورجاله الاشداء.
ان تتبخر الدوريات الروتينية التي كان كيان الاحتلال يسيرها عند السياج الحدودي، ان يضع العدو الصهيوني دمى لجنود داخل عربات عسكرية، ان يتم سحب معظم الجنود الصهاينة من المواقع الحدودية خوفا من وقوع عدد كبير من القتلى في صفوفهم ، ان يتم رفع نسبة الجهوزية بين قوات الاحتلال الصهيوني بنسبة 80 بالمائة ، ان يتم ارسال وحدات عسكرية الى شمال فلسطين المحتلة، ان يتم فتح الملاجىء في شمال فلسطين المحتلة، ان يتم ابلاغ جميع سكان المستوطنات بعدم الخروج من منازلهم الا عند الضرورة القصوى، ان يتعرض نتنياهو لانتقادات لاذعة من قبل “الاسرائليين” انفسهم لجعلهم يعيشون رعب رد حزب الله، ان يرفض الرئيس الاميركي دونالد ترامب الرد على اتصالات نتنياهو، بسبب غضبه على محاولات الاخير، استفزاز ايران ومحور المقاومة لضرب محاولات الوساطة الفرنسية اليابانية للتقريب بين مواقف ايران واميركا، ان ترسل دول كبرى مثل فرنسا وبريطانيا واميركا برسائل الى المسؤولين اللبنانيين تؤكد فيها ان ما قام به نتنياهو في الضاحية الجنوبية في بيروت كانت عملية استطلاعية روتينية وستكون الاولى والاخيرة داعين القيادة اللبنانية الى اقناع حزب الله بعدم الرد، كل هذا وغيره الكثير يؤكد ان المقاومة اللبنانية ردت وبشكل حاسم على عربدة نتنياهو قبل ان ترد عمليا في الاول من محرم.
رجال نصرالله ، اعادوا تثبيت قواعد الاشتباك مرة اخرى مع الكيان الصهيوني، عبر ردهم المحسوب والمدروس والمتكافىء على العدوان “الاسرائيلي”، رغم كل الاستنفار والتدابير الامنية والجهوزية القصوى والتهويل من جانب الكيان الاسرائيلي، بل زادوا الى قواعد الاشتباك معادلات جديدة، مثل وضع حد لاستباحة الاجواء اللبنانية من قبل المسيرات “الاسرائيلية”، كذلك وضع حد لاستهداف مقاومي حزب الله في سوريا، فجسدوا مقولة الرئيس اللبناني ميشال عون “ان لبنان ليس ارضا مستباحة”.
نتنياهو الذي ابتلع الاهانة وهو صاغر، خرج على مستوطنيه محاولا اخفاء فشله الفاضح وراء ابتسامة بلهاء، مدعيا عدم وقوع اصابات بين جنوده، فيما كانت الصور وتقارير مراسلي تلفزيونات كيانه، تؤكد بالصوت والصورة نقل عسكريين من الموقع الذي استهدفه حزب الله الى مستشفى رامبام في حيفا.
بأمر من نصرالله، زمن عربدة “اسرائيل” في لبنان قد ولى، وكل عدوان “اسرائيلي” ضد لبنان سيواجه برد مماثل وسريع، وبأمر السيد ايضا ، لم يعد مسموحا ان يتحول لبنان ساحة لجمع الاصوات في الانتخابات “الاسرائيلية”، فلبنان يحرسه اليوم رجال نصرالله ، الذين استنزفوا ثقة المستوطنين الصهاينة بقادتهم وكيانهم، ودفنوا اسطورة “الجيش الذي لا يقهر” والى الابد.
ماجد حاتمي / العالم