دروس يمنية في الكرامة.. أميركا تستجدي التفاوض مع أنصارالله
يمانيون – متابعات
نقلت وكالة “بلومبيرغ” للأنباء، يوم امس الثلاثاء، عن مصادر مطلعة قولها إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تستعد لإطلاق محادثات مباشرة مع حركة انصار الله في اليمن، في مسعى لإنهاء الحرب المستمرة هناك منذ مارس عام 2015.
المصادر ذاتها اضافت إن واشنطن تتطلع إلى دفع السعودية إلى المشاركة في محادثات سرية في سلطنة عمان مع قيادات من انصارالله،، في مسعى للتوسط لإعلان وقف لإطلاق النار في اليمن.
من الواضح ان اميركا لم تجنح للسلم، كما تدعي، من اجل وقف العدوان السعودي الاماراتي الاميركي “الاسرائيلي” منذ خمس سنوات، حرصا على اطفال اليمن الذين تحصد ارواحهم صواريخ اميركا وقنابلها التي زودت به السعوديين والاماراتيين ، منذ اكثر من اربعة اعوام. كما لا نعتقد ان تكون صور اطفال اليمن، التي لا يتحملها انسان، وهم يموتون بسبب الجوع والمرض والاوبئة في احضان امهاتهم، قد حركت بعد نحو خمس سنوات، ضمائر اعضاء ادارة ترامب كبومبيو وبولتون وبنس.
هذه الادارة، كانت ومازالت ترفض كل الدعوات، من اجل وقف بيع الاسلحة للسعودية والامارات، المتورطتان بالجرم المشهود، بجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في اليمن، بل زادت هذه الادارة وبإصرار عجيب من حجم مبيعاتها من الاسلحة لدول العدوان.
الامر الوحيد الذي استجد وفرض نفسه على الادارة الاميركية، هو اصرار وعزم وصمود الشعب اليمني للدفاع عن استقلاله وسيادته وارضه وكرامته، والذي تمثل بتطوير اليمنيين لقدراتهم الدفاعية، التي اخذت تدك عواصم العدوان الزجاجية، وتهدد اقتصادياتهم القائمة على النفط والاستثمار بالانهيار.
ان كل يقال عن محاولة اميركا “دفع ” السعوديين للتفاوض مع انصار الله، يأتي ايضا في اطار التغطية على فشل حليفتها المتخمة بالاسلحة في اركاع اليمنيين، وانزالها من اعلى الشجرة التي تسلقها ابن سلمان بسرعة قياسية، وباتت اصوات تحطم اغصانها تُسمع من بعيد.
صحيح ان حركة انصار الله من اكثر الجهات اليمنية جنوحا للسلم واعتمادا على الحوار وسيلة لحل مشاكل اليمن، الا ان الحركة لن تمنح الاميركيين ولا السعوديين بالمفاوضات ما عجزا عن اخذه بالقوة، الا ان الشيء الملفت في الموقف الاميركي في الدعوة للحوار مع انصارالله، هو حصر الحوار بالسعوديين، الامر الذي يؤكد رؤية انصارالله لكل ما جرى في اليمن منذ عام 2015 وحتى اليوم، والقائمة على حقيقة ان السعودية هي السبب الاول والاخير لكل الفظاعات التي شهدها اليمن، الذي كان بإمكان ابنائه ان يتوصلوا الى صيغة ما لإدارة شؤون بلادهم، لولا التدخل السافر للسعودية وشرائها ذمم ضعاف النفوس من اليمنيين، ورفعها لواء “شرعية” هادي المتهرئة، لتكون مبررا لعدوان غاشم حصد ومازال يحصد ارواح اليمنيين ، بدعم اميركي “اسرائيلي” فاضح.
تجارب الشعب اليمني مع الاعداء والغزاة على مر التاريخ، يجب ان تشكل دروسا لكل شعوب العالم التواقة للتحرر من الاستعمار والاستعباد والتبعية والهيمنة، وهي تجارب قائمة على رفض الظلم والتمسك بالهوية الوطنية والدينية والاتكال على القوى الذاتية بعد الاتكال على الله سبحانه وتعالي، حتى لو كان ميزان القوة العسكرية والمادية يميل لصالح الاعداء والغزاة اضعافا مضاعفه، تجسيدا لقول الباري جل وعلا .. “ومن يتوكل على الله فحو حسبه”.
ماجد حاتمي / العالم