مشاهد كاشفة لمصارع السوء التي تنتظر معسكر العدوان
يمانيون../
كما يقال في المثل الدارج “الحاجة أم الاختراع”، فإن في السياسة وفي الحياة بشكل عام، العقيدة أم المصير، والقيم أم التقدم، و الكرامة أم الإرادة.
ان اعتماد خيار المقاومة هو القائد للتقدم، بنفس القدر الذي يقود به خيار العمالة والاستسهال الى التخلف والخزي ومصارع السوء.
وبنظرة سريعة على مسار المقاومة باليمن ومسار العدوان، وشواهد المستقبل اليمني وشواهد المصير السعودي، فنحن امام عدة أمور لافتة، يمكن أن ننتقي منها مشهدين كاشفين سلطت عليهما الأخبار في الأيام الماضية:
المشهد الأول:
يتعلق هذا المشهد بخيار الانبطاح السعودي والرضوخ للابتزاز الأمريكي بغرض اسباغ الحماية على العرش وكذلك اسباغ الحماية من عدم الملاحقة القانونية بتهم جرائم الحرب بفضل سيطرة امريكا على المؤسسات الدولية، وهذا المشهد من ضمن اوضح جوانبه، الجانب المتعلق بشراء الأسلحة الغث منها والثمين.
وقد نشرت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية تقريراً حول خطط المملكة السعودية لشراء سفن قتالية ساحلية من الولايات المتحدة الأمريكية، والغريب هنا، هو أن هذه السفن لا ترغب بها البحرية الأمريكية نظراً لوجود عيوب بها، على حد قول التقرير.
وقالت المجلة الأمريكية في تقريرها نصا “قد يبدو حماس المملكة لسفينة قتالية ساحلية غريباً، نظراً لأن البحرية الأمريكية تكافح بسبب عدم موثوقية تلك السفن، وتكلفتها العالية، وضعف قوتها النيرانية، وافتقارها إلى عناصر النظم القتالية وخاصة الرادارات”.
وعندما نقارن مشهد كهذا مع مشهد المقاومة اليمنية، فإننا نجد ما يلي:
بالتزامن مع عمليات الشراء وهدار الأموال السعودية في شراء اسلحة لا تتمتع بالموثوقية، أعلنت جماعة “أنصار الله” أن قواتها تمكنت من تطوير منظومتين للدفاع الجوي، وأنهما فرضتا معادلات جديدة في الحرب الجارية باليمن.
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة، العميد يحيى سريع:”نجحت القوات في تطوير منظومتين دفاعيتين دخلتا خط المعركة وحققتا نتائجا إيجابية على صعيد معركة التصدي للعدوان”.
وأوضح سريع أن الحديث يدور عن منظومتي “فاطر 1” و”ثاقب 1″، ودخلتا خط المعركة في أكتوبر 2017، وأشار إلى أن “فاطر 1” تمكنت من التصدي لطائرات معادية من طرازات “F-16″ و”F-15″ و”ميراج” و”تايفون”، وقال سريع: “شهد شهر يونيو من هذا العام إسقاط طائرة أمريكية نوع كيو 9 في محافظة الحديدة بصاروخ من منظومة فاطر 1. كما نجحت الدفاعات الجوية وعبر منظومة فاطر 1 من إسقاط طائرة إم كيو 9 أمريكية بمحافظة ذمار”.
وفيما يتعلق بـ “ثاقب 1″، ذكر سريع أنها نجحت في إسقاط طائرة أمريكية من نوع “إم كيو 9” بعد شهر واحد من دخولها الخدمة، مبينا أن المنظومة نجحت في 6 سبتمبر 2018 في اعتراض مروحيات من طراز “أباتشي” جنوب مدينة الحديدة، ومن وقتها توقفت تلك المروحيات عن التحليق لعدة أشهر.
وأضاف سريع أنه تم تطوير منظومتين دفاعيتين ثالثة ورابعة ضمن جاهزية قوات المقاومة، وسيجري الكشف عنهما خلال المرحلة المقبلة.
المشهد الثاني:
يتعلق هذا المشهد بالخيانة لقضية العرب والمسلمين المركزية، كمدخل لحماية دولية متصورة، وهنا نرى مشهدا جديدا مخزيا، حيث رحبت وزارة الخارجية الإسرائيلية بالكتاب العرب في صحفها ووسائل إعلامها المختلفة، وذلك بعد مبادرة الكاتب السعودي عبد الحميد الغبين، بعدما نشر أول مقال من نوعه في صحيفة “يسرائيل هايوم” الإسرائيلية، في نسختها الناطقة باللغة الإنجليزية.
ونقلت وسائل الاعلام عن الخارجية الإسرائيلية عبر صفحتها الرسمية على “تويتر”، والمعروفة باسم “إسرائيل بالعربية”، قولها: مبادرة إيجابية وأهلا وسهلا بالكتاب العرب، فأنتم مدعوون لطرح آراء وأفكار بناءة لتعزيز معسكر الاعتدال والاستقرار في منطقتنا الحبيبة.
وجاءت تغريدة الخارجية الإسرائيلية بعدما نشر عبد الحميد الغبين على صفحته الرسمية على “تويتر”، تغريدة قال فيها: لأول مرة في التاريخ، كاتب عربي خليجي ينضم إلى كتابة مقالات في الصحف الإسرائيلية عبر صحيفة إسرائيل هايوم، واسعة الانتشار.
وتابع الكاتب السعودي:
المقال يتحدث عن السلام ومستقبل الفلسطينيين والمسجد الأقصى وكيف ستغير السعودية العالم بقيادة الملهم محمد بن سلمان.
اما على جانب المقاومة اليمنية، وبالتزامن مع ذلك، فقد نشرت صحيفة معاريف العبرية تقريرا قالت فيه إن (إسرائيل) تخطط لمهاجمة أهداف الحوثيين في اليمن.
ونقلت معاريف عن مصادر عربية ودولية قولها إن تل أبيب تخطط للتدخل في حرب اليمن من خلال أضعاف (التواجد الإيراني) في اليمن تمامًا كما فعلت في سوريا والعراق في الأشهر الأخيرة معتبرة الحوثيين (يد إيران في اليمن)، وفقا لقول الصهاينة.
هذه المشاهد كاشفة لمصير المقاومين وما ينتظرهم من شرف ونهضة وبناء قوة ذاتية، ناهيك عن احترامهم الثوابت وتمتعهم بالكرامة والعزة والشرف، وكاشفة لمصارع السوء التي تنتظر المعتدين والمفرطين.
(إيهاب شوقي – كاتب من مصر)