معركة الجو.. مرحلةٌ لتحديد المراكز الإقليمية الجديدة
كتب/ وليد الحسام
سلاح الجو اليمني يُقلِّص حدود الخارطة الاستراتيجية لوجود السعودية وحلفائها الخليجيين على المستوى الإقليمي والدولي، فهو يقطع يدها وسيمنعها مستقبلاً من التدخل في شؤون الدول العربية الأخرى ، ومع توسع دائرة استهداف سلاح الجو اليمني لأهداف حساسة في عمق دول العدوان يروّج الإعلام السعودي لمرحلة (معركة السلاح المسيّر والحرب الجوية) ، وهذا _ مع أنه حقيقة بحسب اعتقادي _ يعكس حالة العجز واليأس الذي يضرب نظام عيال سعود في العظم ، وفي هذا الترويج الإعلامي إشارات ضمنية ومباشرة لإعلان عيال سعود الاستسلام والهزيمة كونهم وفق ما يروجون له لا يمتلكون سلاحاً جوياً ولا دفاعات يمكن الوثوق بها أوالاعتماد عليها وهذه الحقيقة ملموسة على الواقع .
السعودية عبر نظامها الهمجي وسياسة العنجهية التي ينتهجها نظام عيال سعود مستعيناً بثروة النفط .. تتقزم أمام أعين شعوب العالم وتتموضع في حدود ضيقة جداً من حيث تعاطي السياسات الدولية معها إثر تلقيها ضربات متسارعة ودقيقة ومكثفة من قِبل سلاح الجو اليمني (الصواريخ البالستية والطيران المسيّر) وهي في عجزٍ كامل ،في حين تتلقى الضربات الموجعة وهي في أشد حالات العجز والاستلام ولا تجد ما تفعله سوى أن تتجرع الذعر والخوف ومرارة الانهزام والتهالك وانهيار مصالحها .
أمريكا لا تفكر ولا تبحث في الوقت الحالي إلا في شأن وضعها هي وتواجدها في المنطقة ، وتقوم بمراجعة حساباتها عقب التوترات فيما بينها وإيران ودول أخرى في المنطقة حيث تشعر أمريكا بتقلص تحركاتها وتحجيم تواجدها كنتيجةٍ توصلت إليها من مخاض تلك التوترات التي أفضت إلى كشف هشاشة إرادتها السياسية وضعف ثقتها بنفسها عسكرياً رغم امتلاكها أحدث الأسلحة ، ومما يعكس حالة الاضطراب التي تعيشها أمريكا هو ما يتمثل في الشرخ والتضاربات والتَّشقُّقات بين أدواتها السعودية والإمارات ، وأكثر ما يؤكد ذلك التمزّق في الوجهات هو الترويج الإعلامي من قبل الإعلام السعودي بأن السعودية والإمارات شيء واحد بينما لا يشير إعلام الإمارات إلى ذلك حتى بالتلميح .
مع انشغال أمريكا بهزيمتها على المستويين البحري والجوي مع إيران تفقد إسرائيل وتفقد السعودية (عيال سعود) صوابهم ، فبينما تقوم الأولى باعتداءات متعددة الجهات في وقت واحد (على فلسطين وسوريا ولبنان) بشكل همجي أعمى إذ نجد الثانية تفقد القدرة حتى على التحرك السياسي الذي تنقذ به نفسها ، وفي هذا المسار تتعدى القوى الإقليمية مرحلة التوازن لتصل إلى مرحلة فرص الوجود من خلال الأقوى وهو حلف المقاومة والممانعة ويصبح أنصار الله قوة ذات سيادة أقليمية وقوة فعلية حاضرة على المستوى الدولي .