المنظمات الدولية لحقوق الإنسان.. بين التسمية والأهداف
كتب / منير الشامي
من العجيب أن انشطة المنظمات الحقوقية في اليمن توسعت وتضاعفت خلال سنوات العدوان بشكل غير مسبوق حتى وصلت إلى مستوى القرى في الأرياف
غير أن ٩٩٪من الأنشطة والبرامج التي نفذتها تلك المنظمات كانت وما زالت بعيدة كل البعد عن ألأهداف الإنسانية والأهداف الحقوقية والشعارات البراقة التي تتغنى بها تلك المنظمات على الدوام ولم نرى من أي منظمة حتى أدنى موقف إنساني او تضامن حقوقي حتى ولو كان مجرد بيان إدانة لمجزرة واحدة من مئات المجازر التي ارتكبها تحالف العدوان .
من جانب آخر نجد أن مصدر تمويل ما يقارب ٩٨٪ من الأنشطة والبرامج لتلك المنظمات كان من منظمة اليونيسيف مما يعني أن هذه المنظمة الدولية والتي تعتبر أحد أهم البرامج التابعة لمنظمة الأمم المتحدة هي من فرضت تلك الأنشطة وتلك البرامج على المنظمات المنفذة لها وهي التي توجهها بعيدا عما يفترض أن تقوم به
واذا تأملنا تلك الأنشطة والبرامج سنجدأنه يمكن تصنيفها إلى ثلاثة انواع النوع الأول عبارة عن برامج جوفاء لا تسمن ولا تغني من جوع وانفقت فيها مئات الملايين دون ان يستفيد منها اي مواطن يمني طفلا كان او رجلا او إمرأة فلم تدافع عن حقوق الطفل او المرأة على سبيل المثال ولم تنادي بحمايتها أو تطالب بالحفاظ عليها او تمنع العدوان من استهدافها كحق الحياة وحق التعليم وحق الحصول على الغذاء والدواء وغيرها.
ومن أمثلة تلك البرامج برنامج المساحة الصديقة الذي استهدف شريحة الأطفال ونفذ في مديريات كثيرة بأغلب المحافظات وتضمن عدة انشطة جميعها بعيدة عن معاناة الطفل اليمني وواقعه المعاش، اما النوع الثاني فهي عبارة عن برامج عدوانية الهدف ظاهرها إنساني وباطنها عدواني على المجتمع اليمني تستهدف قيمه ومبادئه وأخلاقه مثل برنامج مكافحة العنف الأسري والعقاب النفسي والجسدي ضد الطفل والمرأة وبرنامج محاربة ظاهرة الزواج المبكر وحماية المجتمع من تفشيها، وكذلك برنامج تنظيم إنجاب الأسرة .
هذه البرامج التي قامت العديد من المنظمات بتفعيلها في المجتمع اليمني بريفه وحضره تظهر من خلال عناوينها أنها إنسانية غير أن أهدافها عدوانية بإمتياز وتخالف مبادئ وقيم واعراف الشعب اليمني جملة وتفصيلا، ولنا أن نسأل انفسنا أيهما أولى لهذه المنظمات حماية الطفل والمرأة من غارات العدوان التي قتلت منهم الألآف المؤلفة وتستهدفهم للعام الخامس في المنازل والمدارس والمشافي والطرقات أم حماية الطفل والفتاة من حسن تربية والديهما وتنمية الأخلاق الحميدة والقيم في نفسيهما ؟
النوع الثالث من تلك الأنشطة والبرامج وجهت بصفة مباشرة نحو الشباب وتهدف إلى صرف انظارهم عن قضية وطنهم والعدوان عليه عبر دعم انشطة مختلفة رياضية او ثقافية او غيرها بهدف اشغالهم واقناعهم بأن ما يتعرض له وطنهم ليس عدوان وإنما هو صراع بين يمنيين وأن السعودية ودول حلفها لا تعتدي على اليمن وأنما تسعى إلى مساعدة الشعب اليمني لإخراجه من هذا الصراع بحيث يخلقوا في نفوسهم دوافع للإنظمام إلى صفوف العدوان، أو دوافع العدول عن المشاركة في الدفاع عن وطنهم.
إضافة إلى ذلك فإن الأنشطة التي تنفذها البرامج التابعة للأمم المتحدة كبرنامج الغذاء العالمي وبرنامج اليونيسيف وبرنامج الصحة العالمي وغيرها تسعى من خلال انشطتها في اي مجتمع إلى جمع معلومات استخباراتية دقيقة لأعداء الأمة بشكل مستمر من خلال البيانات والإحصائيات والمعلومات التي تجمعها عن المجتمع وظروفه واتجاهه الفكري وقيمه ومبادئه وحتى تضاريسه ومناخه وهو الهدف الذي تسعى الى تحقيقة في اليمن خلال فترة العدوان والدليل على ذلك أن بإمكان هذه المنظمات أن تحل كل مشاكل المجتمع ومعاناته في ظل العدوان ومع ذلك لم تساهم حتى في تخفيف معاناة المواطن حتى إلى الحد الأدنى لكن كل ما تنفذه من انشطة في اتجاه آخر وبعيدا عن الجانب الإنساني حتى ولو بدت مسمياتها إنسانية .