كتب | أحمد المالكي
الأحداث الجارية في الجنوب وسيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على مدينة عدن.. يكشف اللعبة الحقيقية من وراء التحالف الذي أنشىء في مارس 2015م للعدوان على اليمن بقيادة السعودية فيما يسمى بالتحالف العربي لإعادة الشرعية، التي كانت مجرد «وطاف» لتمرير وتبرير العدوان وقتل وحصار الشعب اليمني، وتنفيذ الأجندات الامريكية والصهيونية والبريطانية، التي تهدف إلى تمزيق اليمن والتهيئة لاحتلاله والسيطرة على مقدراته وثرواته النفطية والغازية والاستيلاء على السواحل والجزر والموانىء والممرات البحرية الاستراتيجية اليمنية، الآن وبعد خمس سنوات على بدء العدوان تتكشف الحقائق ويتعرى الرعاة المعتدون والغزاة ومرتزقتهم يوماً تلو آخر وتظهر نواياهم الخبيثة بوضوح أكثر وأكثر.. وما يجري اليوم في الجنوب من قبل مجلس الزبيدي وبن بريك مرتزقة الإمارات هي حقائق واضحة وجلية لا يشوبها أي لبس لأولئك المخدوعين من المرتزقة والعملاء الذين ظلوا يطبلون ويزمرون للسعودية والإمارات بأنهم المخلصون والمنقذون، رافعين لافتات « شكراً سلمان و أهلاً بالإمارات» وهاهم اليوم وبعد خمسة أعوام من الارتزاق والخيانة والانبطاح والإهانة يتباكون كالثكالى بعد أن وجدوا الخذلان السعودي ماثلاً أمامهم وهي تتفرج على المليشيات الإماراتية في عدن تسقط شرعيتهم المزعومة وتستولي على معسكراتهم واحداً تلو الآخر حتى وصل بهم الحال إلى هتك الأعراض وهدم ونهب البيوت والممتلكات، وهي لا تحرك ساكناً حتى مع ارتفاع وتيرة الصراخ والعويل في وسائل الإعلام وعبر شاشات التلفزة والفضائيات وفي وسائل التواصل الاجتماعي دون مغيث أو مجير سوى المزيد من الخزي والعار والسقوط المتواصل للخونة والعملاء، فها هي السعودية قائدة التحالف العدواني تترك الشرعية المزعومة للإمارات ومليشياتها تهينها وتعبث بها كما تشاء والرئيس الشماعة وأركان شرعيته مأسورون في فنادق الرياض رهن التصرف والتوجيه والتوجه السعودي، الذي لا يريد لليمن واليمنيين سوى الشر ومزيد من التمزق والتشتت والتشظي.
الآن وبعد وضوح الصورة وانكشاف الحقيقة في الجنوب بدأ المرتزقة يبوحون بالواضحات البينات من أهداف السعودية والإمارات الاستعمارية التمزيقية التي ظلوا يتخفون وراءها طيلة نحو خمس سنوات من الارتهان والعمالة المخزية والمزرية والتي بموجبها أباحوا سفك الدماء اليمنية البريئة وأحلوا الأرض والعرض للمحتل الأجنبي يعيث ويدمر ويهلك الحرث والنسل فيها باسم التحرر والتحرير، بينما حرموها على أخيهم اليمني الذي أصبح محتلاً وفقاً للنظريات الاستعمارية الأمريكية الصهيونية الجديدة التي قلبت المفاهيم وغيرت الحقائق والنظريات وأصبح الغازي والمحتل محرراً وصاحب الأرض والحق غازياً محتلاً، هذا هو حال شرعية هادي التي تتم التهيئة الآن للتخلص منها عن طريق مشروع الإمارات والسعودية الانفصالي الذي هو عبارة عن مرتزقة آخرين يناط بهم دور آخر للعودة باليمن نحو التشظي والانقسام المتمثل بمليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الزبيدي وبن يريك، الآن ومن خلال قراءة الأحداث الأخيرة الجارية في الجنوب بدءاً من عدن ومروراً بأبين يمكن للقارئ المتفحص أن يرى مشروع الانفصال ماثلاً للعيان وهو مخطط أمريكي بريطاني صهيوني بامتياز، تشرف عليه وتباركه مملكة آل سعود بذاتها وصفاتها وإن ظهرت كحامية ومدافعة عن مرتزقة الشرعية القابعين لديها في فنادق الرياض إلا أنها الراعي والمنفذ الحقيقي لمشروع الانفصال على يد الانتقالي ، والأيام بيننا.