الرئيس يوجه كلمة للشعب اليمني بمناسبة حلول عيد الأضحى
يمانيون |
وجه الأخ مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى مساء اليوم كلمة إلى الشعب اليمني بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك:
فيما يلي نصها :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء محمد بن عبدالله الصادق الأمين وعلى آله الطاهرين ورضي الله صحبه المنتجبين أما بعد:
يطيب لي في هذه الأيام المباركة أن أتوجه بخالص التهاني والتبريكات بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك إلى شعبنا اليمني العزيز، وإلى أبطال القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية والقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير، وإلى كافة القبائل اليمنية الأبية، كما أتوجه بها إلى كل المغتربين اليمنيين في الخارج، سائلاً المولى عز وجل أن يعيد هذه المناسبة العظيمة وقد تحقق لشعبنا وأمتنا كل ما يسعون إليه من عزة وكرامة ونصر مبين.
يا أبناء شعبنا اليمني في الداخل والخارج:
يحل علينا عيد الأضحى المبارك للعام الخامس على التوالي وشعبنا اليمني يواجه العدوان الغاشم الظالم الذي لا مبرر له على الإطلاق والذي يعد أكبر عدوان في الساحة العالمية بكل ما يمتلكه من إمكانات في مقابل ما يعانيه شعبنا من ظروف عصيبة على كل المستويات الاقتصادية والعسكرية إلا أنه وبتوفيق الله سبحانه وتعالى وتحرك أبناء هذا الشعب الأبي أذهل العالم بعظيم صموده وثباته، وفي ظل ظروف بالغة التعقيد والصعوبة، استطاع بتوكله على الله تطوير الصناعات العسكرية مكنته من فرض معادلة ردع مؤثرة وفاعلة في الميدان.
يا أبناء شعبنا اليمني في الداخل والخارج:
نبارك لحجاج بيت الله الحرام أداء فريضة الحج التي تحمل في طياتها الكثير من الدلالات والمعاني وتعبر عن أسمى مظاهر وحدة الأمة وقوتها وتماسكها على مستوى الرؤية الواحدة، والمفهوم الواحد، والزي الواحد، إضافة إلى كونه أكبر مؤتمر إسلامي للأمة تبحث فيه قضاياها الهامة، والمخاطر والتحديات التي تحيط بها، ليؤهلها ويبنيها لمواجهة أعدائها من خلال مواقف عملية تجسده البراءة من أعداء الله ورسوله، إلا أن النظام السعودي يعمل على تفريغ الحج من تلك المعاني والمضامين الهامة باستغلاله السلبي لمنابر الحرمين الشريفين للتحريض على أبناء الأمة ونشر الأفكار المضللة، والتطبيع مع أعداء الأمة واستغلاله سياسياً وفقاً لهواه، وجعله موسماً سياحياً لجني المال وهو بهذه الأعمال يثبت لكل أبناء الأمة العربية والإسلامية أنه ليس جديراً بإدارة المشاعر المقدسة ويجعله تحت دائرة السخط والعقوبة الإلهية قال تعالى: ” وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ ۚ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ “.
يا أبناء شعبنا اليمني في الداخل والخارج:
إننا وبتوفيق من الله وفضل الجنود المجهولين الذين واصلوا الليل بالنهار وعملوا على تطوير القدرات العسكرية اليمنية بات لدينا اليوم قدرة أكبر على استهداف العدو وإيذائه وإيلامه، وفي الوقت ذاته نؤكد أننا مستعدون للسلام العادل والمشرف وفي سبيل ذلك نفذنا ما يقارب نصف الإلتزامات في اتفاق الحديدة من جانب واحد والتي كان آخرها مبادرتنا بتوريد الإيرادات إلى البنك المركزي بالحديدة من جانب واحد لصرف مرتبات كافة موظفي الدولة في كل محافظات الجمهورية اليمنية إلا أن الطرف الآخر لم ينفذ شيئا بل صعد من خروقه واعتداءاته على المواطنين ضارباً باتفاق ستوكهولم عرض الحائط وصعّد من حربه الاقتصادية باستهداف المنشآت الاقتصادية ونهب الثروات الوطنية، وفي هذا المقام ندعو الأمم المتحدة الضغط على الطرف الآخر لتنفيذ التزاماته وفتح مطار صنعاء ووقف الحرب الاقتصادية على شعبنا اليمني، وطالما العدوان مستمر، فإننا نؤكد تمسكنا بحقنا في الدفاع عن النفس والرد بكل الوسائل المشروعة لإجبار العدو على وقف عدوانه ورفع الحصار بشكل كامل، واحترام سيادة واستقلال الجمهورية اليمنية.
يا أبناء شعبنا اليمني في الداخل والخارج:
إن ما يحدث اليوم في عدن والمحافظات المحتلة يؤكد أننا منذ اللحظة الأولى قد اتخذنا الخيار الصحيح بمواجهة الغزاة والمحتلين وأنه لولا صمود شعبنا اليمني العظيم لكان هذا النموذج يراد له أن يطبق في صنعاء كما نراه اليوم في عدن، وإن العدو كان وما زال يسعى إلى تقسيم وتجزئة وتفكيك هذا البلد وإشعال كامل الجغرافية اليمنية بالفوضى وإثارة النعرات المناطقية بين أبنائه ويحرص على استغلال أي مشكلة لإثارة حالة التفرق والتباغض، لتقتتل هذه القبيلة مع تلك، وبالتالي فإن التحرك الديني والوطني والمنطقي والعقلاني هو التحرك في مواجهة الغزو الأجنبي ولملمة الصفوف وتعزيز الروابط الأخوية والشروع في حوار يمني يمني يضمن حقوق كافة أبناء الشعب اليمني دون أي تمييز ويحول دون إنزلاق وطننا في مشاريع العدو التدميرية.
يا أبناء شعبنا اليمني في الداخل والخارج:
إن المصالحة الشاملة خيار كل شعب يتطلع لمستقبل من القوة والعزة، ولن يتأتى ذلك إلا بالانفكاك من قيود الماضي وتأثيرات الخارج، وإيمانا منا بواجب العمل على تعزيز السلم الأهلي وتنفيذا للرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة، فإننا بصدد تشكيل لجنة للمصالحة الوطنية والحل السياسي والتي نأمل أن يتم أخذها من قبل جميع الأطراف على محمل الجد للخروج ببلدنا من دوامة الصراع والارتهان للخارج.
وما الظروف التي يمر بها وطننا الحبيب لا سيما في المحافظات المحتلة إلا دليل دامغ على حاجتنا كيمنيين لإجراء مصالحة وطنية صادقة تساهم في ترسيخ الأمن الاجتماعي وتهيئ لحوار سياسي يمني جاد بعيدا عن أي وصاية أجنبية.
إن رسالتنا إلى كل المخدوعين بالأجنبي والمعلقين آمالا عريضة على الخارج أن يتعلموا من دروس التاريخ، ويدركوا أن مكافأتهم من قوى العدوان لن تكون إلا الذل والهوان، وهو ما يتوجب عليهم أن يسارعوا إلى مراجعة النفس والإنصات لصوت العقل والحكمة.
وإذ نجدد دعوتنا للمغرر بهم للعودة إلى أرض الوطن في ظل مصالحة وطنية شاملة، فإننا نؤكد أن المشتركات بين اليمنيين كفيلةٌ بتجاوز المسائل الخلافية، أما المسائل العدائية فنحمد الله تعالى أنها في مثل بلدنا اليمن غير موجودة، ولا ينبغي أن نسمح باختلاقها مهما كانت الظروف، ومن يصر على إثارة النزاعات بمختلف صنوفها وألوانها فهو يحكم على نفسه أن يكون من المنبوذين، ذلك لأن شعبنا اليمني شعب يقدر قيم التسامح والتعاون والتآلف، وينبذ الذين يشتغلون على إثارة البغضاء والكراهية بين أبناء المجتمع الواحد.
كما ندعو كافة المخدوعين إلى انتهاز فرصة قرار العفو العام والعودة السريعة إلى حضن الوطن وقد وجهنا الجهات المعنية بتذليل كافة المعوقات والصعوبات لتسهيل عودتهم ليكونوا مواطنين صالحين لهم حقوقهم وعليهم واجباتهم كباقي المواطنين.
يا أبناء شعبنا اليمني في الداخل والخارج:
إننا نؤكد على موقفنا الثابت تجاه القضية الفلسطينية والأقصى الشريف ووقوفنا إلى جانب أبناء الشعب الفلسطيني وحركات المقاومة في فلسطين ولبنان.
وإن الأمة الإسلامية اليوم وفي كل يوم معنية بتوحيد جهودها نصرة للقضية الفلسطينية، ومواجهة كل المشاريع الهادفة لتصفيتها وآخرها ما يسمى بصفقة ترمب، وإذ نحيي وحدة الموقف الفلسطيني الرافض لتلك الصفقة المشؤومة، فإن الأمة بشعوبها ودولها وقواها الحية مطالبة بأن تكون ظهيرا للشعب الفلسطيني في هذه المرحلة التي يحاول فيها الأمريكي والإسرائيلي الاستفراد بفلسطين، والتصدي بكل قوة لهجمة التطبيع المسعورة من قبل بعض الأنظمة الخائنة للأمة، واتخاذ مسار عملي لمواجهة المؤامرة الأمريكية الصهيونية بكافة الوسائل المشروعة، وإن التفريط في هذه القضية حاله كحال التواطؤ، وكلاهما خيانة لله وللإسلام ولتضحيات الأمة على مدى عقود طويلة مضت من الصراع مع العدو الإسرائيلي.
الأخوة والأخوات:
يا أبناء قواتنا المسلحة والأمن واللجان الشعبية: لقد أثبتم جدارةً منقطعة النظير بقتالكم وثباتكم وعظيم صبركم في مختلف الجبهات، وتمكنتم بعون الله من إيقاع العدو في حرب استنزافية يتجرع ويلاتها، وبات شعبنا اليمني اليوم بتوكله على الله وتحركه الجاد والمسئول أقرب من أي وقت مضى من النصر، ولذلك فإننا ندعوكم إلى اليقظة والحذر كون العدو سيحاول البحث عن أي ثغرة هنا أو تراخ هناك ليحقق اختراقا عجز عنه خلال أكثر من أربع سنوات.
وإننا لندعو كافة مؤسسات الدولة إلى بذل المزيد من الجهود وتحويل التحدي إلى فرصة لبناء دولتنا اليمنية العادلة وفقاً لمبادئ الرؤية الوطنية لبناء الدولة الحديثة.
الرحمةَ للشُّهَدَاء والشفاءَ للجرحى والخَلاصَ للأسرى، والنصرَ لشعبنا العزيز،،،