رسائل يمنية عبر الباليستي
يمانيون../
أثمن من الهدف الذي طاله صاروخ بركان 3، تحليق الصاروخ لمسافة 1300 كيلو متر فوق الأراضي السعودية عابرا المجال الجوي لعدد من القواعد العسكرية تنتشر في بعضها قوات أمريكية، يضع مسار العدوان على اليمن أمام تطور غير مسبوق لصالح المدافعين بعد خمس سنوات من الصمود والصبر وتطوير التقنيات العسكرية والتكنولوجية لمواجهة ما يمتلكه تحالف العدوان على اليمن من منظومات أسلحة وتقنيات تكنولوجية تعد الأعلى والأحدث عالميا.
يشير الخبير العسكري أمين حطيط بأن الصاروخ اليمني على الدمام حقق مسائل خطيرة في تغريدة له على تويتر.
لافتا إلى أن صاروخ الدمام وسع دائرة النار اليمنية الدقيقة وبنك الأهداف داخل السعودية، باستهدافه مدينة سعودية ذات رمزية نفطية واقتصادية هامة.
ويضيف حطيط: كما أنه أكد على العجز السعودي في الدفاع الجوي، وفشل منظومة الباتريوت، ومزيدا من انهيار الهيبة العسكرية السعودية، ويدفع بالتخلي الغربي عن السعودية إلى الأمام أو عدم القدرة على حمايتها، وفي المقابل أكد انهيار العدوان وأن اليمن إلى انتصار.
عملية الدمام الصاروخية تعدت في دلالاتها السعودية المستهدفة بالصاروخ الحديث تكنولوجيا وفق ما أعلن عنه المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع في مؤتمره الصحفي الأخير، وهو ما يفسر الصدمة السعودية والأمريكية التي عاودت نشر قواتها شرق الرياض، وبالتالي فهي معنية بالخرق الذي احدثه الصاروخ وبلوغه هدفه.
الرسالة الأولى للأمريكيين الذي عاودوا نشر قواتهم على الأراضي السعودية لحماية منابع النفط ونظام آل سعودي بالدرجة الأولى، عبور صاروخ بركان3 فوق الأجواء السعودية لمسافة 1300 كيلو متر وبلوغه هدفه دون اكتشافه أو اعتراضه يضع خطط معاودة نشر القوات الأمريكية في قاعدة الأمير سلطان شرق الرياض أمام تحد جديد وجدي، واستهداف حقيقي من قبل اليمنيين التواقين للثأر من الأمريكيين الذين دشنوا العدوان على صنعاء من باحة البيت الأبيض في الــ 26 من مارس 2015م.
ثاني الرسائل التي حملتها المرحلة الثانية من الرد اليمني على العدوان وفق ما أعلن ذلك وزير الإعلام في حكومة الإنقاذ ضيف الله الشامي كانت إلى الإمارات بأن عملية التلاعب بالحبال والألفاظ والتقرب إلى طهران لا يعني لصنعاء شيئا، وعلى أبو ظبي أن تختار بين انسحاب كامل أو تتلقف عواقب استمرارها في العدوان، ومن يبحث عن حفظ ماء الوجه فعليه التوجه إلى صنعاء للتفاوض لا طرق أبواب العواصم الدولية لتسول الوساطات.
وفي ثنايا الرسالة اليمنية المزدوجة إلى الإمارات بأن من يستهدف الدمام وهي الأبعد مسافة من الإمارات ويخترق صاروخه المنظومات الاعتراضية على طول تلك المسافة لهو قادر على دك الأراضي الإماراتية دون أدنى عناء، ويستهدف مرتزقتها في عدن في ذات الوقت وما يمنعه عنه هو صبر الحليم.
كما استهداف عرض لمرتزقة الإمارات في معسكر الجلاء في عدن ومقتل أحد أبرز الأذرع الإماراتية في الهجوم الصاروخي القيادي منير اليافعي رسالة بان صنعاء لا تقبل التأويل أما انسحاب كامل أو مواجهة عواقب البقاء ضمن تحالف العدوان على اليمن.
العمليات اليمنية التي جابت سماء الجزيرة العربية لتطال هدفا بعدن أقصى الجنوب الغربي، وإلى الدمام شمال شرق الجزيرة العربية، كانت الرسالة الثالثة والترجمة العملية لقرار المجلس السياسي الشجاع والمنطقة تقف على صعيد ساخن، وفي مواجهة التهديدات البريطانية الأمريكية بقبول هدنة مؤقته ليفرغ التحالف الأمريكي للاستفراد بإيران ومحور المقاومة طرفا طرفا على مهل، تعرف صنعاء أن دورها آت بعد ذلك.
أما الرسالة الرابعة فهي كانت للشعب اليمني الواثق بقيادته على قاعدة أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي، فاستهداف البريقة المعقل الإماراتي في الجنوب الإمارات – يبعد معسكر الجلاء عن مركز القوات الإماراتية بضع كيلو مترات – آتٍ في ظل تقارب إيراني إماراتي، ليقول للداخل قبل الخارج وللصديق قبل العدو، اليمن في ظل ثورة الحادي وعشرين من سبتمبر بلد مستقل، ويتخذ قراراته وفق مصالحه ومبادئه التي لا حياد عنها، وتلتقي به مع حلفائه في صون الاستقلال والقتال معا لاسترجاع فلسطين.
أما الرسالة الأهم لدول العدوان والعالم فهي دخول النفط السعودي في معادلة الحرب القائمة على اليمن، وإذا كانت عملية التاسع من رمضان واستهداف خط نقل الخام السعودي البتروليوم من شرق المملكة إلى غربها أقلق العالم، فإن اختيار الدمام حيث مقر شركة أرامكو ومنابع النفط، بعد أقل من 3 أيام من ارتكاب النظام السعودي لمجزرة سوق آل ثابت بصعدة، يحمل رسالة واضحة بأن انقطاع نفط الشرق الأوسط عن العالم قد لا يكون مرهونا فقط باندلاع حرب مع إيران، واستمرار تدفق النفط السعودي إلى العالم مرهون بقيام هذا العالم المتواطئ لخمس سنوات بثني الرياض عن ارتكاب المجازر واستباحة الدم اليمني في الأسواق والطرقات والأحياء المدنية، فالنار ستبلغ ثوب الجميع حينئذ..
(تقرير – إبراهيم الوادعي)