مجرم عمران ومجزرتا الصراري وضحيان
يمانيون – كتابات – عبدالفتاح علي البنوس
يتباكى القتلة والمرتزقة على ما حصل للمجرم قشيرة في عمران من قبل بعض الحمقى عقب مقتله من اعتداء على جثته وضربه بأعقاب البنادق ، في تصرف أرعن يتعارض مع أخلاق وقيم ومبادئ الإسلام والمسلمين ، ويتعارض جملة وتفصيلا مع سلوكيات وأخلاقيات أبطال الجيش واللجان الشعبية التي جسدوها في مختلف جبهات القتال الداخلية والخارجية والتي كانت وما تزال مضرب المثل حتى في أوساط المرتزقة أنفسهم وخصوصا من وقعوا في الأسر بعد إصابتهم في المواجهات ، حيث يذرف إعلام العدوان دموع التماسيح على المجرم قشيرة الذي قتل العشرات وتزعم عصابة للنهب والسلب والتقطع وسعى جاهدا لتفجير الأوضاع في عمران خدمة لقوى العدوان وتنفيذا لمخططه الشيطاني الهادف إلى إشعال الصراعات والحروب بين أبناء قبائل عمران بغية التأثير على نفسيات أفرادها المرابطين في مختلف الجبهات ، رغم مسارعة وزارة الداخلية لإدانة ما قام به بعض المتهورين من أولياء دم المغدور بهم على يد قشيرة وعصابته الإجرامية وقيام الوزارة بضبطهم واتخاذ الإجراءات التأديبية الرادعة تجاههم ، وما أعقبها من تغييرات أمنية تصب في جانب الحيلولة دون تكرار مثل هذه الممارسات المستنكرة المستقبحة غير المقبولة والتي تتشابه إلى حد كبير مع ممارسات مليشيات داعش والقاعدة والجماعات التكفيرية .
يتباكون على عملية سحل مجرم غير مقبولة ويتجاهلون الجرائم والمذابح التي ارتكبها أسيادهم من السعوديين والإماراتيين ومرتزقتهم في حق الأبرياء من النساء والأطفال على مدى أربع سنوات وما تزال قائمة حتى اليوم ، تناسوا ما قام به دواعش العدوان من جرائم إبادة جماعية وعمليات تنكيل وحشية إجرامية في حق أبناء آل الجنيد بقرية الصراري والتي راح ضحيتها عشرات الشهداء بينهم نساء وأطفال وتم التنكيل بجثثهم والتمثيل بها وحرق منازل المواطنين ، ونبش القبور وهدم الأضرحة وتهجير من تبقى منهم من منازلهم تحت القصف المتواصل في جريمة وحشية تحل علينا اليوم ذكراها الثالثة ، في الوقت الذي ما تزال شواهد وآثار هذه الجريمة ماثلة للعيان ، تحكي صلف ووحشية وإجرام قوى العدوان وأدواتهم الإجرامية .
وبالتزامن مع الذكرى الثالثة لمذبحة قرية الصراري ، تحل علينا أيضا الذكرى الأولى لجريمة العدوان السعودي السلولي على حافلة أطفال المركز الصيفي بسوق ضحيان بمحافظة صعدة ، تلكم الجريمة النكراء التي تمثل انتهاكا صارخا لحقوق الطفولة البريئة وللإنسانية وقيمها ومبادئها ، عشرات الأطفال سقطوا شهداء وهم يحملون حقائب اليونيسف التي صرفت لهم من باب تشجيعهم على الالتحاق بركب التعليم وتنمية قدراتهم ومعارفهم ومهاراتهم ، مجزرة تسابق أشباه الرجال على نفيها في البداية وبعد اعتراف أسيادهم عادوا لتبريرها بكل وقاحة وقلة حياء ودياثة ، وهو ما يفضح ويكشف إنسانيتهم الزائفة ، وعويلهم الموجه المدفوع الثمن تجاه قضية قشيرة ، والتي لا تقارن مطلقا بما قام به المرتزقة بحق الأسير الشهيد البطل عبدالقوي الجبري ، وما قام به دواعش السعودية والإمارات في حق أسرى الجيش واللجان في عدن وشبوة وتعز والكثير الكثير من جرائم التنكيل والتمثيل بالأسرى وجثثهم الطاهرة .
بالمختصر المفيد، ما حصل للمدعو قشيرة بعد مقتله ، سلوك انفعالي فردي منحرف وشاذ لا يمثل إلا من قاموا به ومن يحاولون استثماره في تشويه صورة أنصار الله كمن يحرث في البحر أو يحاول أن يطال الثريا بكلتا يديه ، فأخلاق أنصار الله وتعاملهم مع الأسرى حتى في الحروب معروف ومعلوم ومشهود ولا مجال للمزايدة عليه ، ولكم أن تسألوا الجندي السعودي موسى عواجي المفرج عنه لدواع إنسانية كيف تم التعامل معه منذ أسره إلى لحظة الإفراج عنه مراعاة لحالته الصحية وتنفيذا لتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ، ولكم أن تسألوا كل من وقع في الأسر لدى أبطال الجيش واللجان وسيخبروكم بأن ما حصل في عمران لا يعنينا ومن قام به لا يمثلنا كيمنيين ، فنحن أسمى وأرفع من أن نسقط بتلكم الصورة المقززة ، ومهما أرجف المرجفون وتقول المقولون فما يصح إلا الصحيح ، وكل طرف يعرف الآخر وعلى علم بقيمه ومبادئه وأخلاقه ولا مجال للتزييف والتدليس والافتراء والدس الرخيص وكما يقال (الجيد معروف بشمله) .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .