أهالي المكلا في حضرموت بين فكي الطوفان وسطوة القاعدة
يمانيون – خاص:
لجئت عناصر تنظيم القاعدة في مدينة المكلا محافظة حضرموت جنوبي اليمن إلى نهب المصارف وفرض رسوم على المواطنين من أجل تمويل عملياته، وفق ما أكد محللون ومواطنون.
وعندما سيطرت القاعدة على المكلا في نيسان/أبريل الماضي، اقتحمت مصارف محلية بما في ذلك الفرع المحلي للبنك المركزي اليمني واستولت على مبالغ نقدية كبيرة في خطوة أجازها في وقت لاحق أحد قياديي التنظيم.
وحسب مصادر إعلامية” شرعن القيادي في القاعدة المعروف بـ “أبو العباس” في آب/أغسطس عمليات نهب المصارف كونها تحتوي على “أموال المسلمين وتذهب للجهاد”، حسبما نشرته وسائل الإعلام اليمنية.
وجاء في التقارير الإعلامية المحلية أن القاعدة نهبت نحو 17 مليار ريال يمني (85 مليون دولار) من فرع المكلا للبنك المركزي اليمني.
وشهدت مدينة المكلا في 12 تشرين الأول/أكتوبر تظاهرة حاشدة نظمها السكان ضد تواجد تنظيم القاعدة في المدينة بسبب انتهاكاته الكثيرة.
وقال الموظف الحكومي محمد علي جابر وهو من سكان المكلا للشرفة إن التظاهرة كانت “الأولى في المنطقة بسبب الانتهاكات وتضرر مصالح المواطنين إثر تواجد التنظيم في المدينة”.
وأضاف أن “تواجد تنظيم القاعدة في المكلا أوقف عمل الدوائر الحكومية مما أثر على الخدمات ومصالح المواطن”.
وذكر جابر أنه يتعذر على المرضى الذين هم بحاجة إلى السفر لتلقي العلاج الحصول على جواز سفر بسبب إغلاق الدوائر الحكومية المعنية.
وأشار إلى أن التنظيم يستغل الأهالي عبر فرض رسوم غير قانونية لمصلحته الخاصة.
وأوضح جابر أن القاعدة أنشأ مجلساً أهلياً في المدينة لإدارة شؤونه ومراقبة الأمن.
وذكر أن المجلس رفع أسعار المشتقات النفطية التي كانت مخزنة في المدينة والتي تأتي عن طريق شركة النفط اليمنية بواقع 20 ريال يمني في اللتر الواحد (0.09 دولار) وهي أموال ستذهب كلها لصالح التنظيم.
وتابع قائلاً إنه يتم بيع شحنات من النفط هي باسم المجلس الأهلي لكنها في الواقع قد تذهب لصالح القاعدة.
من جانبه، قال صبري محمد، (33 عاماً) ويعمل في أحد المطاعم في المكلا، إن “الرعب ينتشر في أنحاء المدينة وإن قضاء الناس لأعمالهم أصبح في الحد الأدنى بسبب تواجد التنظيم”.
وفي الإطار نفسه، أكد المحلل السياسي نائف حيدان لموقع ” الشرفة” أن تنظيم القاعدة يهدف إلى ترهيب السكان حتى يرغمهم على دفع إيرادات له سواء المباشرة مثل فرض ضريبة على القات أو غير مباشرة مثل الرسوم المضافة على بيع البترول أو من خلال المجلس الأهلي.
وأشار إلى أن تنظيم القاعدة يسعى إلى استغلال دخل سكان محافظة حضرموت لتمويل أنشطته “بأسلوب إظهار الطابع الشرعي لهذه الأعمال”.
’عصابات ولصوص‘.
وقال محمد عزان الباحث المتخصص بالجماعات الإسلامية إن “تنظيم القاعدة لا يمكن أن يقيم دولة ويتحكم بأحوال الناس ويرعى مصالحهم لأن فكرة التنظيم لا تقوم على فكر الدولة”.
مضيفا “إن عناصره هم عصابات ولصوص يعتمدون على سرقة المصارف والسيطرة على الإيرادات أو فرض الأتاوة من أجل الاستفادة منها لصالحهم وأيضا لتمويل عمليات التنظيم كما حدث في المكلا”.
وتابع أن القاعدة تفرض أيضاً عقوبات قاسية على سكان المكلا بما في ذلك الإعدامات أو قطع الأيدي والأرجل وممارسات أخرى. كذلك، تعمل على تضييق حريات الأهالي بالاستناد إلى فكرها المتطرف “وفهمها القاصر لأحكام الشريعة”.
وذكر أن تنظيم القاعدة شأنه شأن بقية التنظيمات المتطرفة المماثلة له، بدأ باستقطاب الشباب تحت ذرائع مختلفة دينية واقتصادية وفكرية من أجل تنفيذ مخططه في الاستيلاء على منطقة جغرافية وإعلانها إمارة.
وختم مؤكداً أن مشاريع القاعدة “سيكون مصيرها الفشل” لأنها جماعة ليست قائمة على الحوكمة السليمة ولأن الشعب يرفضها.