احتلالٌ وربُّ الكعبةِ
كتب / عبدالله الأحمدي
منذ أكثر من سنة ومواطنو المهرة يتصدون للاحتلال السعو/ إماراتي الذي دنس أرضهم وتحكم في منافذهم، وبرهم وبحرهم، واجوائهم، وحول المحافظة إلى ثكنة عسكرية سعو/ إماراتية، ومنع الصيادين من الحصول على أرزاقهم، وضايق التجار والمسافرين والرعاة. وفوق ذلك جلب المرتزقة، وانشأ مليشيات تدعم مشروعه الاحتلالي.
في موضوع الاحتلال السعودي والإماراتي للمهرة وسقطرى الكلام غير مقبول من أولئك الأدعياء الذين صفقوا للاحتلال منذ البداية ، أعني أصحاب (شكرا سلمان ومرحى إمارات الخير) واليوم نشاهدهم يتباكون من على قناة الجزيرة القطرية ، هؤلاء لا مبادئ لهم ولا مواقف ثابتة يميلون حيث الريال. الوطن آخر ما يفكرون به، بل في أدبياتهم لا وطن، بل هو حفنة من تراب كما قال أحد مراجعهم.
في بداية الهجمات على اليمن كنا نقول هذا عدوان، فكان المرتزقة والعملاء يردون علينا بسؤال : فين العدوان؟!
الآن تسمع البعض منهم يقرون بالعدوان، ولكن بعد ماذا؟!
في 2017م دخلت قوات الاحتلال السعودي محافظة المهرة تحت ذرائع واهية عدة ، ما نشاهده هو احتلال لأراضي المحافظة وإقامة إنشاءات ومشاريع سعودية توسعية وقحة .
ومنذ ابريل في العام 2018م وأهالي المهرة يقدمون تضحيات ونضالات شعبية ضد الاحتلال السعودي ، يقفون لوحدهم في العراء يتصدون للاحتلال وعملاء الاحتلال، والغريب أنهم يطالبون مما تسمى زورا بالشرعية ان ترسل قواتها الى المحافظة بدلا عن قوات الاحتلال، لكن هذه الشرعية وهي تقيم في فنادق المحتل عملاؤها في الداخل يعملون أجراء لديه.
في احدى الوقفات المطالبة برحيل المحتل تعرض المعتصمون لإطلاق النار وسقط شهداء وجرجى ، والعجيب ان الرصاص جاء من جماعة المحافظ باكريت المعين من شرعية الفنادق التي يطالبها أبناء المهرة بحمايتهم، حتى الفار هادي جاء في إحدى الزيارات للمحافظة ليهدئ الغضب الشعبي وبهدف القبول بالاحتلال.
أهالي المهرة يستنجدون «بالشرعية» وهي تحيلهم إلى المحتل. يا للعجائب!!
في المهرة وحضرموت وسقطرى سقطت ذرائع العدوان وعناوين حربه على اليمن ، وظهر الوجه القبيح بلا أقنعة ، والأمور واضحة وجلية كوضوح الشمس.
الذين أيدوا العدوان ووقفوا إلى جانبه وأعطوا الإحداثيات، اليوم يتكلمون عن احتلال. هؤلاء مثلهم مثل مسلمي ما بعد الفتح لن يقبل منهم وليس لهم اجر ، وعليهم أن يكفروا عن مواقفهم أولا ، فقضية الاستقلال والسيادة والكرامة لا تخضع لحسابات الربح والخسارة وهي ليست لعبة، ولا تقبل المكايدات، أو المزايدات والمناكفات السياسية ،مع ذلك سنقبل بكل اليمنيين، لكن لا نقبل بأي جندي من جنود الاحتلال يطأ تراب وطني إطلاقا.
وأخيرا إذا كان الاحتلال لا يكترث بالنضال السلمي ، فلابد من التصعيد بأسلوب آخر يسمعه العدو ، وهو الحرب الشعبية طويلة الأمد، وفي أعلى درجاتها الكفاح المسلح، ولا طريق لخروج الاحتلال غير ذلك.